لن يختلف جميع متابعي الكرة الأوروبية عن وصف لقاء أرسنال وبرشلونة بـ«صدام الكرة الجميلة»، قياسًا لما يقدمه الفريقان من كرة ممتعة وجذابة للأعين في الوقت الحالي، وفي العقود الماضية أيضًا.
أرسين فينجر، مدرب أرسنال، يمتلك سجلا ضعيفا للغاية أمام العملاق الكتالوني، بل يمكننا القول إن برشلونة هو كابوس فينجر، والفريق الذي اغتال حلم الفرنسي العجوز في ملعب استاد دو فرانس، في نهائي دوري الأبطال لعام 2006، ووقتها خسر أرسنال أمام برشلونة بنتيجة 1-2، وفشل فينجر في إضافة لقب البطولة، الأغلى والأقيم في القارة الأوروبية، في سجله المميز كأحد أبرز الأسماء في عالم التدريب بكرة القدم.
بجانب خسارة نهائي 2006، أرسنال قابل برشلونة في 6 مواجهات سابقة، 2 منهم في دوري المجموعات في عام 1999، ووقتها تعادل الفريقان في كامب نو، معقل برشلونة بنتيجة 1-1، قبل أن يفوز برشلونة في ملعب ويمبلي بنتيجة 4-2، يذكر أن لويس إنريكي، مدرب برشلونة الحالي، كان قد لعب المباراتين وسجل هدفا في المباراة الأولى، وآخر في المباراة الثانية.
4 مواجهات جمعت الفريقان في الأدوار الإقصائية للمسابقة، في عام 2010 تعادل الفريقان في ملعب الإمارات، ملعب أرسنال، بنتيجة 2-2، قبل أن يحقق برشلونة فوزا كاسحا في مباراة العودة بنتيجة 4-1، وسجل الـ4 أهداف ليونيل ميسي.
في عام 2011، وبعد عام من المواجهة السابقة، تقابل الفريقان مرة أخرى في دور الـ16، وفاز الجانرز في الذهاب بنتيجة 2-1، وهو الفوز الوحيد الذي حققه أمام برشلونة في المواجهات الرسمية بين الفريقين، قبل أن يرد برشلونة بفوز في مباراة العودة بنتيجة 3-1، ليفوز بنتيجة المباراتين 4-3، ويواصل مشواره إلى نهاية البطولة ويحمل لقب عام 2011.
اليوم سيتقابل الفريقان على ملعب الإمارات في ذهاب دور الـ16 من المسابقة الأكبر في القارة الأوروبية، ويسعى أرسنال لتحقيق ما هو شبه مستحيل، بإقصاء الفريق حامل اللقب الأوروبي، والذي يدخل هذه المباراة وهو لم يهزم في آخر 32 مباراة محليًا أو قاريًا، وآخر هزيمة تكبدها العملاق الكتالوني كانت في بداية شهر أكتوبر أمام إشبيلية في الأندلس.
أسلحة برشلونة معروفة للجميع، سلاح MSN المكون من ميسي، سواريز، نيمار، الذين سجلوا 91 هدفا من إجمالي 119 هذا الموسم في جميع المنافسات، بواقع 41 هدفا لسواريز، 27 هدفا لميسي، و23 هدفا لنيمار بنسبة 76.5% من أهداف الفريق.
وإن كانت الأرقام مرعبة لفريق شمال العاصمة الإنجليزية لندن، إلا أن أرسنال يمتلك سلاحا دفاعيا رادعا بقيادة العملاق التشيكي بيتر تشيك، الذي يمتلك رقما مميزا أمام أفضل لاعب في العالم، ليونيل ميسي، والذي فشل في التسجيل في مرمى الحارس في جميع المناسبات التي خاضها أمامه، إبان فترة لعبه لفريق تشيلسي، وبكل تأكيد سيعول عليه المدرب أرسين فينجر، بالإضافة لأفضل صانع ألعاب على مستوى بطولات الدوري الأوروبية الكبرى، مسعود أوزيل، مع لاعب برشلونة السابق ونجم أرسنال الحالي، ألكسيس سانشيز في مواجهة، الثلاثاء، للخروج بنتيجة إيجابية تضع الفريق في وضع إيجابي للوصول للدور المقبل من البطولة.
اللاعب المصري محمد النني قد يكون له دور مهما، وبالأخص بعد الدور القوي والفعال الذي قدمه في وسط الملعب، وهو ما سيحتاج إليه أرسين فينجر لإغلاق المساحات والحد من حرية الحركة والتمرير أمام الضيوف، وهو مفتاح لعب الفريق الإسباني، وبكل تأكيد سيلجأ فينجر للاعبي نصف الملعب الأقوياء بوجود كوكلين وارون رامسي، وربما محمد النني مع خبراته مع الأجواء الأوروبية في فريقه السابق بازل السويسري، ولقدراته الدفاعية المتميزة، بالإضافة لإجادته التمريرالقصير في المساحات الضيقة، علاوة على إمتلاكه لسلاح التسديدات بعيدة المدى التي قد تكون مفتاح فوز أرسنال بالمباراة.