اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية وسحلهم في المستشفى أمام عيون المارة والمرضى ليس خدش حياء والأطباء مزودينها شوية عشان (منى مينا) إخوان!، قتل محمد عادل الشهير بـ(دربكة) في الدرب الأحمر على يد أمين شرطة بثلاث رصاصات في رأسه مباشرة ليس خدش حياء لأن أمين الشرطة قال إن دربكة نرفزه وتصريحات الداخلية الأولى عن الجريمة أنها فض مشاجرة وليس قتل عمد بعد أن طار القتيل في الهواء ليتلقى الرصاصات في رأسه!، الحكم على طفل عمره أربع سنوات بالمؤبد بعد اتهامه بالتجمهر وحمل السلاح الآلى وقتل أربعة أشخاص ليس خدش حياء بل أمر منطقى يجب علينا تقبله، غلق مركز النديم الذي يعالج ضحايا التعذيب والعنف ليس خدش حياء لأن هؤلاء يستحقون الموت وليس إعادة التأهيل وتلقى العلاج اللازم!، عدم محاسبة من تورطوا في الإساءة لمصر عبر الترويج لأكذوبة جهاز الكفتة الذي يعالج كل الأمراض ليس خدش حياء بل يتم تكريم بعضهم بالتعيين في أماكن هامة!، خطف العيال الصغيرة وإخفاؤهم عن العالم وحرق قلوب أهلهم ثم ظهورهم بعد فترة بملامح متبدلة من شدة القهر بعد ادعاء انضمامهم لداعش ليس خدش حياء بل حماية للوطن من هؤلاء المخربين الذين يريدون تدمير العباد والبلاد!!، ترك الفضائيات ووسائل الإعلام مرتعا للشتامين الذين يسبون الناس بأمهاتهم وآبائهم وينعتونهم بأحط الألفاظ والاتهامات ليس خدش حياء لأن هؤلاء هم الوطنيون الذين يجب أن يتصدروا المنابر ليعلموا المصريين حسن الخلق! بيانات دار الإفتاء ووزارة الأوقاف السياسية التي تفتى في كل شأن وخصومة سياسية كأنهما أحزاب سياسية ليس خدش حياء وإنما يعبر عن مدنية الدولة في أروع صورها، تصريحات وزير الرى عن أن الحصة المائية الحالية لمصر لا تكفى احتياجاتها بالتوازى مع تصريحه السابق باكتشاف أكبر بئر جوفية في العالم سيقوم بتوفير المياه للمصريين عشرات السنين ليس خدش حياء!، تشويه هشام جنينة والطرمخة الإعلامية على تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات لتقنين سرقة أقوات المصريين الغلابة ليس خدش حياء! قتل الأمل في نفوس الشباب ودفعهم لليأس والإحباط والكفر بالسلمية وبالعملية السياسية ليس خدش حياء! منع كل صوت حر وتخوينه وفتح الباب للمطبلاتية وصبيان السلطان لبث الأكاذيب وتخدير الجماهير ليس خدش حياء!
كل ما مضى لا يخدش الحياء ولكن الكاتب الشاب الروائى أحمد ناجى خدش الحياء العام لأنه نشر فصلا من رواية أدبية ليس بها رصاص ولا متفجرات ولا صواريخ ولا تحريض على قتل ولا تعذيب ولا انتهاك كرامة ولكن حراس العقيدة وأمناء الدين في مصر قرروا أنه خدش الحياء العام بكتاباته مما دفعهم لمطاردته قضائيا فتكون المفاجأة أن التقاضى بالدرجة الأولى يقوم بتبرئته فتقوم النيابة بالاستئناف ضده وتصر على سجنه ليصدر حكما قضائيا جديدا بسجنه لمدة عامين!
من كان يتحدث في مصر قبل ذلك عن المخاوف من الدولة الدينية؟ من كان يتحدث قبل ذلك عن حماية الإبداع وكفالة حرية الرأى والتعبير؟ من فضلكم جميعا وجودنا في الحياة يخدش حياءكم فاقتلونا عن بكرة أبينا حتى لا نخدش حياءكم العام!