منذ عودته إلى مصر، بعد غياب عدة سنوات، وتوصله إلى تسوية مع بنك مصر، وانضمامه لحزب الوفد، أثار رجل الأعمال رامى لكح، الكثير من الجدل فى الأوساط السياسية والاقتصادية.
وفى حواره مع «المصرى اليوم» قال «لكح» إنه تجاوز الأزمة المادية التى واجهته، ونجح فى شراء إحدى شركات الطيران، موضحاً العديد من الملابسات فى تسوية ديونه، ودعا الدكتور محمد البرادعى والجمعية الوطنية للتغيير، إلى الانضمام لـ«الوفد» وخوض انتخابات مجلس الشعب على قائمته، وطالب الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين بعقد مناظرات مع الحزب، لطرح برامجهم الانتخابية، مؤكداً أن «الوفد» سيخوض أعنف انتخابات لمجلس الشعب لحصد أغلبية المقاعد.
وإلى نص الحوار:
■ مسلسل البلاغات المتبادلة للنائب العام بينك وبين بنك مصر ما أسبابه وإلى أين وصل؟
- قدمت بلاغاً عن استيلاء بنك مصر على مبلغ 25 مليون جنيه، وأترك الموضوع للنيابة العامة للتحقيق وإعطائى حقى، ومهما حاول بنك مصر هدم شركتى القابضة لن يستطيع، والبنك غير ملتزم بالتسوية، ولم يحقق أياً من بنودها حتى الآن، ونأمل أن يعود إلى صوابه ويعطى الشركة كل حقوقها.
■ ما حقوق الشركة لدى بنك مصر؟
- لنا أسهم فى البنك بما يعادل 7٪، بنك مصر باعها بسعر ربع جنيه للسهم، فى حين أننى كنت اشتريتها منه بـ13 جنيها، وتنص اتفاقية التسوية على أن البنك ملزم بإعادة هذه الأسهم لنا، وأيضاً استولى بنك مصر على المقر الرئيسى للشركة فى شارع العروبة وباعه بمبلغ 33 مليون جنيه لنفسه، فى حين أن ثمنه اليوم ليس أقل من 70 مليون جنيه، وهذا يخالف جميع الأعراف الدولية، كما أن هناك بضائع للشركة كانت موجودة فى مخازن بنك مصر، اختفت وتعهد البنك بتسليمنا أوراقها، بالإضافة إلى أن البنك باع أحد مصانعى كان متخصصاً فى صناعة فلاتر غسيل كلى ثمنه 300 مليون جنيه بمبلغ 250 ألف جنيه، ولنا شيكات عملاء بـ200 مليون جنيه نطالب بها من أجل تحصيلها، ولم يعطنا البنك إلا شيكات بقيمة 5 ملايين جنيه، بالإضافة إلى مستحقاتنا فى وزارة الصحة، التى تصل إلى 60 مليون جنيه.
■ هل ترى أن هناك تعمداً لذلك؟
- طبعاً.. وبلاغ بنك مصر للنائب العام سياسى وبلاغى أنا جنائى، وأرى أن هناك الآن موسم الهجوم على رجال الأعمال المعارضين، فمثلاً اتصلت ضريبة المبيعات بحزب الوفد للبحث عنى لتسديد مبلغ 9 آلاف جنيه وهذه رسالة كافية، تؤكد وجود مسلسل لتشويه صورة رجال الأعمال غير الموالين للنظام.
■ ما حقيقة تسديدك القسط الأول من التسوية، خاصة أن البنك نفى تسديدك له؟
- بنك مصر مدين لى بناء على الحقوق التى ذكرتها سابقاً، وأرسلت خطاباً إلى البنك أطالبه فيه بقيمة 7٪ هى أسهم الشركة القابضة فى البنك والبالغ ثمنها 130 مليون جنيه، ولم يرد علينا حتى الآن، ومع ذلك نحن سددنا القسط الأول وإذا كنا لم نسدده فلماذا لم يقدم البنك بلاغاً ضدنا للنيابة؟!
■ ما طبيعة أعمالك الجديدة؟
- استحوذت شركتى على نسبة 100٪ من شركة «إيجيبشن ميشن» للطيران، وكانت تابعة لشركة إيطالية واشتريتها منذ شهر ونصف الشهر لتصبح شركة مصرية 100٪، ولن أعلن عن مبلغ الصفقة ولكن رأسمال هذه الشركة الآن 25 مليون جنيه، وأعددنا دراسة جدوى وقدمناها للجهات المختصة هى وأوراق الشركة، وحصلنا على موافقات للطيران الداخلى والخارجى، وسيكون بها لأول مرة اتصال مباشر بواشنطن والبرازيل دون «ترانزيت»، وكذلك ربط القارة الأفريقية بأمريكا اللاتينية وآسيا عبر طهران.
■ ما الهدف من الخط الجديد القاهرة وطهران؟
- هو مشروع تجارى بين شركتى وشركة إيرانية اسمها «كيش إير» ووقعنا عقوداً لمدة ثمانى سنوات فى حدود مليار و370 مليون دولار، ومن المقرر أن يحضر نائب رئيس الجمهورية الإيرانى حميد بغائى بناء على دعوة من هيئة الطيران المدنى المصرى فى زيارة لتوقيع اتفاقية الطيران المدنى بين هيئة الطيران المصرية وهيئة الطيران الإيرانية، وأيضاً اتفاقية الطيران بين شركتى وشركة «كيش إير» اليوم.
■ هل لهذا الأمر علاقة بفتح علاقات جديدة مع إيران خلال الفترة المقبلة؟
- يربط بين مصر وإيران تاريخ كبير ونسب، مصر وإيران هما رئتا الشرق الأوسط اللتان لا يستطيع أن يتنفس دونهما.
■ سبق أن ذكرت أنك ستعلن الأرقام الحقيقية لميزانيات شركاتك.. لماذا لم تعلنها حتى الآن؟
- الأرقام شبه جاهزة، لكن هناك مستندات مطلوبة من بنك مصر لم نحصل عليها بعد، فالمفترض أن يعطينا كشف حساب بمستحقاتنا لدى الغير، فهى جزء مهم جداً من الميزانيات، وعند تجهيز الميزانية فى نهاية أكتوبر سنعرضها على هيئة سوق المال وسندعو لعقد جمعية عمومية لإصدار الميزانية.
■ شقيقك ميشيل لكح.. لماذا لم يعد حتى الآن، وما طبيعة العمل بينكما؟
- نحن منفصلان تماماً الآن وهو فى طريقه وأنا فى طريقى.
■ ما طبيعة لجنة الانتخابات فى حزب الوفد.. ودورك فيها؟
- فؤاد بدراوى هو رئيس لجنة اختيار المرشحين وأنا عضو فى هذه اللجنة، التى تستهدف اختيار أقوى وأفضل المرشحين لخوض المعارك الانتخابية، وقد وضعت اللجنة شروطاً أساسية لاختيار المرشحين منها حسن السير والسلوك والسمعة الطيبة والشعبية وإمكانية النجاح.
■ هل هناك استثناءات داخل اللجنة؟
- هناك استثناءات بسيطة نتيجة التعاطف مع بعض الأشخاص، لكن يغلب على اختيارات اللجنة المعايير الموضوعة لها، لأن مصلحة الوفد أولاً.
■ كيف ترى انتخابات مجلس الشعب المقبلة عن حزب الوفد؟
- الوفد سيخوض أقوى وأعنف انتخابات فى تاريخه، فلن نخوض معركة للحصول على جزء من مقاعد، وإنما هدفنا الحصول على الأغلبية فى مجلس الشعب، فقد كلفنى الدكتور السيد البدوى بصفتى مسؤولاً عن لجنة الانتخابات المعنية بالدعاية ومساندة المرشحين فى جميع المحافظات، بالتنسيق مع كل القوى السياسية لدعم جميع مرشحى المعارضة.
■ فى رأيك.. إذا حصل «الوفد» على الأغلبية، هل يستطيع تشكيل حكومة؟
- الوفد قادر على تحمل المسؤولية السياسية، والهيئة العليا مليئة بالشخصيات القادرة على تشكيل الحكومة، وتصلح كرجال دولة، وانتخابات 2010 مرحلة جديدة فى حياة مصر، وأرى أنه فى مساء يوم الانتخابات سيتغير تاريخ الوطن.
■ هل تتوقع أن يترك الحزب الوطنى الأغلبية؟
- شعبية الحزب الوطنى متدنية لحد كبير فى الشارع ونحن سنحمى صناديق الانتخابات فى جميع لجان مصر، ولن نسمح بالتزوير حتى لو أراد الحزب الوطنى أن يوهم الشعب المصرى بأن نسبة الحضور ضعيفة أو أن هناك صفقة مع الأحزاب الأخرى أو حتى روج لفكرة أن المعارضة تتنافس على ثلث مقاعد المجلس، فالوفد سيخوض الانتخابات بأكبر عدد من المرشحين، ولن نعلن عن أعدادنا النهائية حتى موعد غلق باب الترشيح بيومين.
■ ما الذى تعتمد عليه حملتكم الدعائية للحزب؟
- تعتمد على دعوة الناخبين لانتخاب حزب الوفد وليس شخصا بعينه، لأن هدف الحزب هو الحصول على أغلبية.
■ هل ستخوض الانتخابات؟
- لن أعلن موقفى إلا قبل غلق باب الترشيح بأسبوع واحد.
■ ما موقف حزب الوفد من القوى السياسية التى أعلنت مقاطعتها الانتخابات؟
- أدعو الدكتور محمد البرادعى وأعضاء الجمعية الوطنية للتغيير والدكتور عبدالجليل مصطفى، ألا يقاطعوا الانتخابات، وأن ينضموا لحزب الوفد ويقدموا ممثلين عنهم ضمن قوائم الحزب، وأرى أنها ستكون خطوة جيدة، لأن «الوفد» اتخذ قرار خوض الانتخابات بطريقة ديمقراطية، ونأمل أن ينضم إلينا أكبر عدد من المطالبين بالإصلاح لمواصلة مشوارنا والحصول على مطالبنا بصورة شرعية، كما أدعو الإخوان المسلمين للتنسيق مع «الوفد».
■ هل يمكن أن يوافق الحزب على دخول الإخوان الانتخابات من خلاله؟
- لن يحدث، ولكن يمكن أن يكون هناك تنسيق بين الوفد والإخوان للحصول على أكبر عدد من المقاعد للمعارضة.
■ بالنسبة للائتلاف الرباعى للأحزاب كيف يتم التنسيق بينكم؟
- لست متفائلا خيراً بهذا الائتلاف.
■ لماذا؟
- لأن الائتلاف يكون بين الأحزاب الضعيفة، وليس بين كيانات كبيرة مثل حزب الوفد، فإمكانيات الوفد أكبر بكثير من هذا الائتلاف الذى توجد به اختلافات فكرية عميقة.
■ هل تتوقع أن تكون الانتخابات نزيهة؟
- أملنا كبير فى اللجنة العليا للانتخابات، فهى الحكم وهى التى ستتحمل المسؤولية التاريخية فى هذه الفترة، وهى الوحيدة القادرة على حماية الانتخابات.
■ كم مقعداً تتوقع أن يحصل عليها «الوفد»؟
- نحن نريد الأغلبية.
■ حصل «الوفد» على 6 مقاعد فقط فى انتخابات 2005 فى ظل الإشراف القضائى، فكيف يمكنه الحصول على الأغلبية فى 2010؟
- حزب الوفد اختلف وكذلك الحزب الوطنى وأيضاً الحالة السياسية فى مصر اختلفت كثيراً عنها فى 2005 وتسمح بتحقيق ذلك.
■ لكن مع غياب الإشراف القضائى.. ألا ترى أنه من الصعب تحقيق النزاهة؟
- كنت من أكبر المؤيدين لمقاطعة الانتخابات فى ظل غياب الإشراف القضائى، لكن بعد قرار «الوفد» خوض الانتخابات أصبح علىّ الالتزام به واحترامه، وأملى كبير فى الشعب المصرى، وسنحمى صناديق الاقتراع، ولو حدث تزوير فإن الوفد سيرد بكل حزم عليه، ويفضح الأساليب غير الديمقراطية.
■ لماذا لم تنضم للحزب الوطنى؟
- لو كنت انضممت للحزب الوطنى لكان ذلك أسهل طريق، لكننى رفضت عرضاً بالانضمام إليه، لأنه لا يتناسب مع أفكارى أو أسلوبى فى العمل السياسى.
■ لكن مصالحك يمكن أن تضار فى حزب الوفد؟
- أفضل المبادئ عن المصالح، وإلا كنت وفرت 10 سنوات غربة وانضممت لـ«الوطنى».
■ ما حقيقة تقديمك استقالتك من لجنة انتخابات الوفد والمشكلات التى تعرضت لها فى الحزب؟
- توجد خلافات داخل الوفد، وأى بيت به خلافات، ولكن نضج الوفد السياسى ينهى هذه الخلافات وحتى لو اختلف رجاله داخلياً، فإنهم يد واحدة خارجياً مثل «أنا وأخويا على ابن عمى وأنا وابن عمى على الغريب».
■ ما تقييمك لحزب الوفد حالياً؟
- أرى حزب الوفد قويا وله مستقبل وبه أجيال مقبلة قادرة على تحمل المسؤولية والتواجد فى الشارع، ويستطيع أن يحوز ثقة الشعب المصرى، وأدعو الحزب الوطنى وجماعة الإخوان المسلمين إلى مناظرات مع الوفد، لمناقشة البرامج الانتخابية، فنحن لدينا برامج وأفكار عملية وليست ورقية.
■ ما رأيك فى «الإخوان» كجماعة سياسية؟
- أنا مع حق الإخوان فى تشكيل حزب سياسى وحق الجميع فى التفاعل وطرح الأفكار من خلال الطرق الشرعية.
■ هل تؤيد الأحزاب الدينية؟
- نحن بلد دينى وليس علمانيا وجميع المصريين يتمسكون بدينهم ويحتكمون إلى الله فى كل مشاكلهم.
■ هل تؤيد إنشاء حزب قبطى؟
- من حق الأقباط أن ينشئوا حزبا لهم.