استقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» فى رام الله، اليوم، المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جورج ميتشل فى إطار الجهود الأمريكية المتواصلة لتفادى انهيار المفاوضات المباشرة بعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان. وقال مسؤولون فلسطينيون إن عباس أبلغ ميتشل نفس الموقف الفلسطينى المعلن بالانسحاب من المفاوضات المباشرة، فى حال إصرار إسرائيل على استئناف الاستيطان.
كان ميتشل التقى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أمس، دون أن تظهر دلائل على تحقيق تقدم تجاه التوصل إلى صيغة لتفادى انهيار المفاوضات وتجميد الاستيطان. وقال ميتشل، عقب لقاء نتنياهو، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما «عازم أكثر من أى وقت مضى» على إنقاذ المفاوضات المباشرة من الانهيار.
وأعرب نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن أمله فى أن يتمكن ميتشل من إقناع الإسرائيليين بمواصلة تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية. وقال شعث أمس «نوافق على منح ميتشل مهلة حتى 4 أكتوبر من أجل هذا الهدف»، مضيفا «إذا تمكن ميتشل خلال هذه الفترة من إقناع الإسرائيليين باستئناف تجميد الاستيطان، فسيكون ذلك خبراً ساراً، وإذا لم يحدث ذلك فلن تكون هناك فرصة لأى شىء يبعث على السرور».
وبدأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، اليوم، زيارة إلى الشرق الأوسط حيث تلتقى على مدى يومين المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيما اعتبر رداً على الشعور بالإحباط السائد فى أوروبا حيال تهميش دور الاتحاد الأوروبى فى محادثات السلام فى الشرق الأوسط. ستجرى أشتون التى تعرضت للانتقاد بشدة وخصوصاً من جانب فرنسا، لغيابها عن أولى جلسات المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التى بدأت فى 2 سبتمبر فى واشنطن، يومى الخميس والجمعة محادثات مع نتنياهو وأبومازن وميتشل. قالت أشتون بعد لقاء مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أمس الأول، «قررت التوجه مباشرة من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط لحض الإسرائيليين والفلسطينيين على مواصلة المفاوضات».
فى غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطينى، سلام فياض، إصراره على مواصلة العمل لتحقيق برنامجه فى بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية رغم الصعوبات السياسية التى تواجه المفاوضات الجارية مع إسرائيل. وقال فياض خلال لقائه مع صحفيين فلسطينيين فى رام الله، مساء أمس الأول، إن «الصعوبات السياسية يجب أن تكون إضافة لإصرارنا على التمسك بمسار بناء المؤسسات والإعداد لمرحلة الدولة». كان البنك الدولى قد أشاد فى تقرير له مؤخراً، بما أنجزته الحكومة الفلسطينية من مشاريع فى البنية التحتية.
ومن جهة أخرى، رحبت تركيا بالقرار الذى اتخذه مجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، وتبنى بموجبه تقرير لجنة التحقيق حول هجوم البحرية الإسرائيلية نهاية مايو الماضى على أسطول المساعدات الإنسانية إلى غزة والذى أسفر عن مقتل 9 أتراك.
وقال وزير الخارجية التركى، أحمد داود أوجلو، أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة «إننا نتلقى القرار بسرور بالغ». وأعرب الوزير التركى عن خيبة أمله إزاء اعتراض الولايات المتحدة على القرار، وأبدى أسفه أيضاً لدعوة الاتحاد الأوروبى إلى الامتناع عن التصويت.
وقال إن «امتناع الاتحاد الأوروبى موقف يتناقض مع كل مبادئ حقوق الإنسان التى يسعى للدفاع عنها». وقد تم تبنى القرار الذى تقدمت به باكستان باسم منظمة المؤتمر الإسلامى، بموافقة 30 عضواً مقابل اعتراض عضو واحد هى الولايات المتحدة وامتناع 15 عضواً عن التصويت.