الجمهورية العربية المتحدة هو الاسم الرسمى للوحدة بين مصر وسوريا، وقد أعلن عن قيامها في أول فبراير 1958 من قصر القبة بحضور الرئيس جمال عبدالناصر والرئيس السورى شكرى القوتلى ورئيس الوزراء السورى، صبرى العسيلى وأكرم الحورانى رئيس المجلس النيابى السورى وبعض الوزراء السوريين وتم الاستفتاء عليها في مثل هذا اليوم 22 فبراير 1958 واختير عبدالناصر رئيسًا والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة، وزار الرئيس عبدالناصر سوريا واستقبل استقبالا شعبيا حافلا، وتم وضع دستور تفصيلى مؤقت للبلدين، وتقرر تأليف مجلس نيابى واحد للبلدين (الإقليمين) وفى السادس من مارس أصدر الرئيس عبدالناصر بدمشق قرارا جمهوريا بتعيين أربعة نواب لرئيس الجمهورية وهم عبداللطيف بغدادى وعبدالحكيم عامر وأكرم الحورانى وصبرى العسيلى وتعيين عشرين وزيرا من الإقليم الجنوبى (مصر) و14 من الإقليم الشمالى (سوريا) ثم قامت اليمن في الثامن من مارس 1958 بتوقيع اتفاق مع الجمهورية العربية المتحدة يتضمن إقامة اتحاد فيدرالى بين البلدين وفى 1960 تم توحيد برلمانى البلدين في مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة في القاهرة أيضًا، غير أن الوحدة أنهيت بانقلاب عسكرى في دمشق يوم 28 سبتمبر 1961.
وأعلنت سوريا عن قيام الجمهورية العربية السورية، بينما احتفظت مصر باسم الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1971، وكان من أهم أسباب الانفصال قيام جمال عبدالناصر بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى والتى كانت مزدهرة من غزل ونسيج وأسمنت، ونزوح الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى، واختلال توازن قوى العمل وغياب التعددية السياسية كما كانت المنطقة العربية ترزح تحت مؤامرات عديدة من مختلف الأطراف، جعلت الوحدة على غير استقرار، ويرى البعض أن الانفصال كان سببًا في نكسة عام 67، لكن آخرين يرون أن الانفصال هو الذي حمى سوريا من خسارة أكبر إبان تلك الحرب، وعلى الرغم من عدم نجاح تجربة الوحدة، فإن آراء كثير من الباحثين قد تباينت حول تقييم هذا المشروع، فمنهم من وصف التجربة بالنجاح ومنهم من قطع بفشلها، فبينما رصد الوحدويون المنجزات الاقتصادية ومنها سد الفرات، وحماية سوريا من تهديدات الأحلاف التي كانت تتربص بها، رأى آخرون أن إلغاء الأحزاب والتأميمات قصمت ظهر الوحدة.