كان الشيخ حمد بن عيسى بن على آل خليفة، حاكما للبحرين منذ وفاة أبيه عيسى بن على آل خليفة عام 1932، وقد عرف بكرمه وفروسيته، وهو مولود في 1872 م وعني والده بتربيته على نحو يجعله مؤهلا للحكم من بعده ومع أن بريطانيا أحكمت قبضتها على البحرين في عهده إلا أنها كانت فترة بداية عصر النهضة الحديثة التي تمتد أثارها منذ ذلك العهد حتى الاستقلال.
أخبار متعلقة
وقبل مجيئه حاكما كان أول مستشار للحكومة في عهد الاحتلال، وقد واجه المعتمد البريطاني الميجور ديلي هذه الأحداث بعنف شديد، فكان ذلك تحديا منه لسلطات الشيخ عيسى بن على حاكم البحرين آنذاك، حتى أصبح المعتمد حاكما عسكريا في البحرين قرابة أربعة أعوام أي من عام 1922م إلى عام 1926 حتي تولي السلطة وأسس أول نواة للحكم المحلي الإداري، وذلك بإقامة نظام البلديات عام 1926 وحقق نجاحا نسبيا في بعض المجالات كالتربية والتعليم وشؤون المساحة والأمن الداخلي.
وقد شهدت فترة الشيخ حمد بن عيسى بن على آل خليفة تدفق النفط في البحرين، التي تعتبر أول منطقة في الجزيرة العربية يُكتشف فيها النفط، ودخول البلاد عصراً جديداً من التنمية، وظهرت الخدمات العامة كالصحة والكهرباء والماء إلى جانب التعليم، كما تمّ إنشاء جسر الشيخ حمد ليربط مدينة المحرق بمدينة المنامة.
وفي عهده بدأ البحث عن النفط، وعثر عليه في سنة 1932 وقد كان أول عثور للنفط في شبه الجزيرة العربية، كما تأسست شركة لاستخراجه وتصديره مما أدى إلى ازدهار البلاد بشكل كبير، وأسس أول مكتب جمركي في عام 1917 والذي يقع في ميناء المنامة بعدما رغب في القيام بإصلاحات إدارية وتنظيمية، وألغى نظام الالتزام وانشأ إدارة جمركية.
كما أمر بإنشاء ميناء عام 1923 في عام 1941 افتتح جسرًا مسمى باسمه بين العاصمة المنامة وجزيرة المحرق تعامل مع الصراعات الدولية في المنطقة بواقعية بعدما كسب تأييد الشعب بالإضافة إلى ذلك عمل على تنمية الخدمات بشكل ملحوظ مثل الكهرباء والماء والصحة، بجانب التعليم.
وفي التاسع من ديسمبر 1932 توفي الشيخ عيسى بن على آل خليفة، وكان في الرابعة والتسعين، وبعد وفاته قام المعتمد السياسي بتقديم «الخريطة»إلى الشيخ حمد نيابة عن نائب الملك في الهند، وهذا يعني اعتراف حكومة الهند بالشيخ حمد حاكما بالبلاد كان تنصيب الشيخ حمد مناسبة سعيدة أقيمت لها حفلة خاصة في قاعة المدرسة الجديدة، إلى أن توفي الشيخ حمدبن عيسى بن على آل خليفة «زي النهارده» في 20 فبراير1942.
وكان من أهم الإنجازات التي تمت في عهد سموه بعد استخراج النفط، بناء مصفاة النفط، في مشروع تم إنجاز المرحلة الأولى منه في عام 1937م.
وقد جرت توسعة المشروع وتطوره فيما بعد، لاستيعاب النفط القادم من المملكة العربية السعودية عبر خطوط أنابيب يبلغ طولها 25 ميلا، ممتدة تحت البحر من مدينة الدمام إلى معمل التكرير في البحرين.
