x

فاروق إبراهيم يعتصم أمام مسجد مصطفى محمود احتجاجاً على عدم التجديد: لو سبت «الأخبار» هموت

الثلاثاء 28-09-2010 22:30 | كتب: حنان شمردل |
تصوير : اخبار

لم يتحمل الصدمة عندما جاء ميعاد تجديد معاشه السنوى فى 6/8/2010، خاصة بعد امتناع مؤسسة «أخبار اليوم» عن تجديد المعاش له، فظل فاروق إبراهيم كبير مصورى المؤسسة، وعمره «72 عاماً»، جالسا فى منزله فى حالة يرثى لها - على حد قوله- مكتئبا، لم يتحمل فكرة الابتعاد عن عمله الذى يحبه فاستمر فى الذهاب إلى الجريدة يومياً أملا منه فى أن ينصلح الحال ويعود من جديد وسط زملائه المصورين.

بعد مرور شهرين على هذا الحال، استيقظ فاروق، أمس، وهو يبكى، واستمر فى البكاء لمدة ساعة ونصف الساعة ثم قرر أن يتخذ خطوة للأمام، وأن يلجأ إلى الاحتجاج الصامت أمام مسجد «مصطفى محمود»: «لم أتوقع بعد هذا التاريخ الذى صنعته للدولة ولشعبة المصورين أن يكون هذا هو التكريم الذى طال انتظارى له، فقد استمررت 60 عاما فى مهنة الصحافة والتصوير الصحفى، فهى بالنسبة لى حياتى، ورغم سنى الكبيرة فإننى قادر على العمل، والكاميرا بالنسبة لى هى قلبى». وأكد فاروق أنه حتى الآن، وبعد العمل طوال 60 عاما فى مهنة التصوير، حتى أصبح «شيخ المصورين»، لا يملك كاميرا خاصة به، ولكن بعد علم الكثير من رجال الأعمال بخطوة الاحتجاج الصامت اتصلوا به هاتفيا ووعدوه بشراء كاميرا خاصة له، أملا منهم أن يعود عن قراره.

برر فاروق لجوءه إلى مسجد «مصطفى محمود» للاحتجاج بأنه تذكر السودانيين الذين نظموا اعتصاماً فى الحديقة التى تقع أمام المسجد، والأمن ضربهم، فقرر أن يعتصم فى المكان نفسه ولو قتلته الشرطة فهو أهون عليه من أن يترك مؤسسة «أخبار اليوم».

لم يكن هذا هو السبب الوحيد الذى جعل فاروق يلجأ للمسجد ولكن لحبه الشديد للدكتور مصطفى محمود، وصلة الصداقة القوية التى جعلته يلجأ لروحه لعله يقف إلى جانبه فى محنته: «مصطفى محمود فى حياته مر بظروف زى ظروفى، وكنت دايما واقف معاه، ولما حسيت إنى فى ظروف صعبة وإن تاريخى بيتهان وبيدّاس عليه قررت آجى يمكن روح مصطفى تقف جنبى وأحس بيها».

أهداف فاروق من الوقفة الاحتجاجية أمام مسجد «مصطفى محمود» أعلنها بنظرة يأس: «أمنيتى الوحيدة ألا يكتب نعيى فى جريدة (أخبار اليوم) على أننى مصور سابق، أنا كده اتحكم علىّ بالإعدام، ورغم إنى بشتغل فى أماكن تانية لكن ماقدرش أبعد عن (أخبار اليوم) لأن فيها الأكسجين اللى بتنفسه، وأنا منتظر رد فعل من الدولة ومن الصحافة اللى بشتغل فيها منذ 60 عاما وأنتظر منهم التكريم الذى حلمت به طوال فترة عملى».

رد فعل عائلة فاروق عندما علموا بقراره هو الرفض التام، وخلال جلوسه أمام المسجد جاء ابنه الأكبر ليأخذه إلى المنزل، ولكنه رفض الرجوع معه منتظرا رد فعل من الدولة، وطلب من كريم ابنه فرشة صغيرة وطعاماً: «أنا مش هقوم من هنا غير لما يكون فيه رد فعل، ومش هتحرك من أمام المسجد وهنام هنا على الرصيف».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية