«تضخيم وقائع التجاوزات الفردية هدف أعدائنا»، جملة أكدها وزير الداخلية، اللواء مجدي عبدالغفار، قبل 5 أيام من واقعة «مقتل سائق على يد أمين شرطة»، في نفس مكان وقوع الحادث، خلال تفقد تطوير مبنى قطاع أمن القاهرة بمديرية الأمن.
في الوقت الذي لم تكد تخمد فيه نيران واقعة اعتداء أمناء شرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمي، حتى بدأت واقعة جديدة ضد سائق الدرب الأحمر أودت بحياته.
محمد على سيد إسماعيل حسين، 24 عامًا، يلقّبه أصدقاؤه بـ«دربكة»، خرج من بيته بحثًا عن لقمة عيش، لم يكن يدري أنها المرة الأخيرة، قبل أن يفارق الحياة برصاصة بسلاح «ميري»، على يد «مصطفى. م. ع»، رقيب أول شرطة من قوة النقل والمواصلات، بعد مشاجرة وخلاف على مقابل مادي، بحسب روايات شهود العيان.
وتتشابه الرواية الرسمية لوزارة الداخلية مع رواية الأهالي، وتصدر الوزارة بيانا رسميا تؤكد فيه الواقعة: «نفيد بأن الواقعة تتمثل في أنه أثناء قيام أمين شرطة من قوة النقل والمواصلات، بصحبة أحد معارفه، بشراء بعض البضائع من المنطقة بمحيط مديرية أمن القاهرة، وأثناء تحميل تلك البضائع بسيارة ماركة سوزوكي قيادة المدعو محمد عادل إسماعيل، وشهرته عادل دربكة، وقعت مشادة كلامية بينهما، قام على إثرها أمين الشرطة بإخراج سلاح ناري عهدته لفض الاشتباك، إلا أنه خرجت طلقة منه نتج عنها مقتل السائق».
لم تختلف رواية شهود العيان كثيرًا، إذ يقول شاهد عيان إن الأمين جاء إلى السائق «دربكة» كزبون لنقل حمولة، مضيفًا: «لما حمّلوا النقلة ما رضيش (الأمين) يديله فلوس، دربكة مسك فيه، راح (الأمين) مطلع الطبنجة ومديله طلقة».
وقال شاهد آخر إن الأمين أراد نقل حمولة إلى العمرانية، ثم تسبب في مشادة مع السائق، تطورت إلى توجيه السباب إلى الأخير، وأخيرًا أخرج الأمين سلاحه الميري وصوب رصاصة في رأس السائق، ودخل الشاهد في نوبة بكاء، وقال شاهد ثالث إن الواقعة جاءت بعدما رد السائق على الأمين، وقال (الشاهد): «الحاكم ما يشتمش، الحاكم يدوس على الشعب».
وأعلنت القيادات الأمنية إعادة الهدوء لمحيط مديرية الأمن، وإلقاء القبض على المتهم، واستدعاء أهل المتوفى، وإطلاعهم على كل الإجراءات التي اتُّخذت قِبَل المتهم والتحفظ عليه، عقب تجمهر العشرات من أهالي المنطقة احتجاجًا على الحادثة.