قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر والمُحلِّل السياسي، في شهادته حول الكاتب الصحفي الراحل، محمد حسنين هيكل، إن «الأستاذ هيكل ظاهرة صحفية وإعلامية وفكرية وثقافية قد يختلف البعض معها، لكنهم لا يختلفون على قيمتها الرفيعة».
وأضاف: «كان الأستاذ رئيسا لتحرير مجلة (آخر ساعة)، وهو في السادسة والعشرين من عمره، وهذا يُدلِّل على مدي تميزه المهني منذ بداية مسيرته، وكان مقاله الأسبوعي في الأهرام بعنوان (بصراحة) بمثابة المتنفس الوحيد للرأي الآخر في عهد عبدالناصر».
وتابع، لـ«المصري اليوم»: «مازلت أتذكر أن الراحل أنيس منصور قال لي ذات يوم إن الناصرية هي فكر (هيكلي) يُنسب إلي البطل العظيم، فـ(هيكل) هو الذي صاغ بيانات الثورة بدءا من فلسفتها وصولا إلى الميثاق الوطني مرورا بالخطب التاريخية للرئيس الراحل عبدالناصر».
واستطرد «الفقي»: «أتذكر أنه ذات يوم عندما حضر الأستاذ إلى العاصمة البريطانية، وكنت دبلوماسيا صغيرا هناك في السفارة المصرية، وكانت المصادفة أن تزامن موعد زيارته مع العيد الوطني للثورة الجزائرية، وكان السفير الجزائري حينذاك هو الأخضر الإبراهيمي، وقد انهالت عليه طلبات الرغبة في الحضور في حفل الاستقبال، وقد انتشر خبر حضور هيكل، وعلمت القيادات الدبلوماسية في عاصمة الضباب بالأمر، وطلبت من الأخضر الإبراهيمي الحضور برفقة الكاتب الكبير، بحكم صداقته مع الأستاذ هيكل».
وواصل: «مازلت أتذكر رحلته الآسيوية التي مر فيها بما يقرب من عشر دول شرقا وفي عاصمة كل دولة كان يتوقف ويلتقي الملك أو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الدفاع، وقد كان هيكل ولايزال ذا جاذبية شديدة وطاغية علي المسرح السياسي الدولي والإقليمي، ومازلنا نتذكر أن عبدالناصر سُئل أكثر من مرة: لماذا اصطفي هيكل دون غيره من كبار الصحفيين، فكان رده أن كل الصحفيين يأتون إلي عبدالناصر يطلبون الأخبار والمعلومات، أما هيكل فكان يعطي الأخبار والمعلومات».