نجح علماء أمريكيون في التأثير على المخ مغناطيسيا لحثه على استخدام يد بعينها في أداء أمور الحياة المعتادة.
وبرهن فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا تحت إشراف البروفيسور «فلافيو أوليفيرا» على أن الإنسان يقرر استخدام يده اليسرى في قضاء شئونه عندما يتم إزعاج الفص الجداري الأيسر للمخ من خلال ما يعرف بالتحفيز المغناطيسي للدماغ.
يشار إلى أن منطقة المخ المشار إليها مسئولة عن تخطيط الحركات والتعاطي مع المعلومات الخاصة بالبعد المكاني.
يتم خلال التحفيز المغناطيسي للمخ حفز مناطق معينة به باستخدام الحقول المغناطيسية، مما يساعد في معالجة بعض الحالات النفسية مثل حالات الاكتئاب.
شملت الدراسة تجربتين رئيسيتين تم تطبيقهما على 33 متطوعا. وتم خلال التجارب التطبيقية وضع أهداف مضيئة على منضدة في نصف دائرة أمام المتطوعين، وطلب منهم مد اليد اليمنى فقط أو اليسرى فقط حسب اختيارهم لتناول الهدف وذلك بسرعة قدر الإمكان. وتم قياس الوقت بين إضاءة الهدف وبين مد اليد تجاهه.
وكان جميع المتطوعين من الذين يفضلون استخدام اليد اليمنى، وقام الباحثون في البداية باختبار اختيار اليد لدى المتطوعين وذلك بدون تحفيز المخ.
وفي التجربة الثانية، قام الباحثون بتحفيز منطقة في الناحية اليمنى أو اليسرى من لحاء المخ في نفس الوقت الذي يضاء فيه الهدف تقريبا. وعندما كان الباحثون يحددون مسبقا اليد التي يجب أن تمتد للهدف، كان المتطوعون يمدون يدهم أسرع مما لو تركت لهم حرية الاختيار.
وأدى تحفيز الناحية اليسرى من المخ إلى استخدام اليد اليسرى أكثر. ولم يتغير الاختيار عندما كان يتم تحفيز الجهة اليمنى من المخ. ويعزو الباحثون النتيجة الأخيرة إلى أن المنطقة المسئولة في الجهة اليمنى من المخ أصغر ولذلك لم يكن من الممكن تعمد تحفيزها.
استنتج الباحثون من دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم أن اختيار اليد التي تقوم بالحركات البسيطة يتم في مقدمة الفص الجداري، و استنتجوا من التتابع الزمني للحركات أن المخ يقوم أولا بعدة عمليات قبل أن يتخذ القرار الخاص باليد التي تستخدم.