«صدفة» تلك التي حرّكت بداخله موهبة لم يكن يعرفها أو يتخيل أنها ستكون سبباً في إيصاله للعالمية يوماً ما، البداية كانت بمشاهدة فيديو عن فن تشكيل الورق (الأوريجامى)، لم ينل إعجابه فقط ولكن دفعه لتعلم ذلك الفن، فاستطاع أن يعلم نفسه ويبتكر ويطور إلى أن أصبحت تصميماته تنافس التصميمات العالمية، وطلب منه مدربون أجانب إرسال تصميماته الجديدة التي ابتكرها لكى يدرسوها في مناهجهم بالخارج، هو محمود البولاقى فنان «الأوريجامى»، الذي استطاع أن يكسر قواعد الفن باستخدامه ورقاً مختلفاً غير المعتاد عالمياً وعمل تصميماً كاملاً بورقة واحدة دون قص ولصق.
أخبار متعلقة
«فن الأوريجامى يعتمد على تحويل أي ورقة مسطحة إلى شكل هندسى ثنائى الأوجه أو ثلاثى الأوجه»، هكذا قال محمود أحمد محمود البولاقى، الحاصل على بكالوريوس نظم معلومات إدارية، من بورسعيد، والبالغ من العمر 22 عاماً.
مضيفاً: «قررت تعلم واحتراف هذا الفن إلا أننى لم أجد أمامى إلا الكتب الأجنبية وبعضاً من الفيديوهات على موقع يوتيوب وترجمت كتباً من الإنترنت وبحثت في كيفية تقديم الجديد حتى وصلت في 2016 إلى احتراف أعمال مميزة تنافس أعمال فنانى الأوريجامى في العالم».
فنان الورقة الواحدة، هكذا اشتهر البولاقى في «وسطه» بعد تمكّنه من عمل تصميمات تحمل 300 طية في الورقة الواحدة دون قص أو لصق، الأمر الذي جعل خبراء ذلك الفن خارج مصر يطلبون تصميماته ليدرسوها للطلبة، بحسب «البولاقى»، لم يكن الاهتمام من قبل المدربين والخبراء الأجانب فقط، بل كانت تصميماته أيضاً محل اهتمام طلاب الكليات الذين يدرسون فن الأوريجامى في اليابان والصين وكوريا، حتى أنهم أصبحوا يتواصلون معه كمصدر معلومات في مشاريع تخرجهم.
عن نوعية الورق المُستَخدَم في هذا الفن يقول «البولاقى» إن الورق المستخدم عالمياً في هذا الفن ورق خفيف، لكنه استطاع أن يكسر القاعدة ويستخدم الورق السميك، وهو التحدى، كما يراه «البولاقى»، لصعوبة طى وتشكيل ذلك الورق بسبب سُمكه وقوته، لكنه استطاع أن يخلق منه تصميمات تصل فيها عدد الطيات إلى 300 طية، ومن بين تلك التصميمات التي يعتز بها هو تصميم دقيق داخل لمبة مسمار.
يسعى «البولاقى» أن يذهب بفنه إلى جميع أنحاء العالم إلا أن التكاليف المادية أحد الأسباب التي وقفت أمامه للانضمام إلى معارض خارج مصر، متمنياً مساعدة الدولة في نشر هذا الفن الذي ليس له وجود إلا من خلال بعض الورش التدريبية والإنترنت.
