x

باحثة فرنسية: «هيكل» اقترب من السلطة لكنه احتفظ بمسافة تحميه من صواعقها

الخميس 18-02-2016 16:25 | كتب: أيمن عبد الهادي |
محمد حسنين هيكل - صورة أرشيفية محمد حسنين هيكل - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

شبهت الباحثة والصحفية الفرنسية، كلير تالون، في مقال نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، في 2012، الشهرة التي حازها محمد حسنين هيكل في العالم العربى بشهرة أم كلثوم، وقالت إن كتبه التي ألفها «تتصدر دائماً الكتب الأكثر مبيعاً مثلها مثل أعمال نجيب محفوظ».

وقالت "تالون"، المتخصصة في شؤون العالم العربى، إن «هيكل لم يكن مجرد كاتب كبير أو منظر، ولكنه امتلك شخصية يكتنفها الغموض قطعت مسيرة لا نظير لها، ونجح في مواصلة فرض الإعجاب به من قبل المثقفين والساسة ورجال الأعمال»، وأرجعت ذلك إلى أنه امتلك ذاكرة حية عن الدولة المصرية منذ جمال عبدالناصر، وكذلك بسبب أرشيفه الشخصى الذي يفيض بأسرار الدولة.

وأضافت أن «هيكل قدم نموذجاً متفرداً للصحفى الذي نجح في اجتياز نصف قرن من الديكتاتوريات بحس سياسي بارز، وكان مقرباً جداً من دوائر صنع القرار لكنه احتفظ لنفسه بمسافة كى لا تصيبه صواعق السلطة، مع احتفاظه كذلك بشرعية شعبية مذهلة»، على حد تعبيرها.

وأشارت "تالون" إلى أن «هيكل فرض نوعاً من الحكى التاريخى القومى أثر كثيراً في وعى المصريين فالتاريخ الذي يرويه يقدم فكرة معتبرة عن القوى التي تحرك السلطة، وحكاياته تمتلئ بالمؤامرات والدسائس، والتحالفات والمشاريع المجهضة».

وقالت إن علاقة هيكل مع السلطة تعقدت بعد وفاة عبدالناصر الذي كان صديقاً حميمياً له، والمستشار الأكثر قرباً منه، ففى فترة حكم الرئيس السادات كان قد عبر بشكل صريح عن التقارب مع الولايات المتحدة الأمريكية واتفاقيات السلام مع إسرائيل، وقد كلفه ذلك الإطاحة به من منصبه كرئيس تحرير لصحيفة «الأهرام»، ثم حددت إقامته عام 1977 وسجن في 1981.

ولفتت إلى أنه قد تعرض كذلك للإبعاد عن المشهد الإعلامى بسبب مواقفه التي انتقد فيها نظام حسنى مبارك وانتقاده له شخصياً في الجلسات العامة والخاصة، ووصفه بادعاء الأرستقراطية، وافتقاده للحس السياسي، وأن له «ذوق سيئ فيما يخص السيجار»، وقالت إن علاقاته وشهرته وثروة ولديه «ضمنت له بعض الأمن».

وذكرت أن هيكل رفض على مدار 30 عاماً من حكم مبارك أن يلعب دوراً سياسياً ونقلت حالة الجدل التي أحدثتها زيارته إلى لبنان ولقائه مع زعيم «حزب الله»، حسن نصر الله.

وقالت إن هيكل كان مصدر شائعات وفاة عبدالناصر على يد السادات من خلال تناوله «فنجان قهوة مسمومة».

وفيما يخص ثورة 25 يناير، أشارت إلى مقال هيكل، الذي نشره بعد ست أيام من بدايتها، وطالب فيه مبارك بالرحيل وإلى ظهوره بعد سقوط مبارك بساعتين على قنوات التليفزيون، التي كانت ممنوعة عليه على مدار ثلاثين عاماً، ونقلت قوله إن هذا الحدث «لا نظير له في التاريخ المصرى، وأن ما جرى لم يكن خروج رجل إنما دخول شعب»، وأكدت تالون أن هيكل اعتبر وبشكل صريح في كتاباته الأخيرة «الربيع العربى» نتيجة لمؤامرة رباعية: أوروبية وأمريكية وإسرائيلية وإيرانية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية