واحد من أهم الأحداث التى شهدها سوق السيارات المصرية، الأسبوع الماضى كان انطلاق الجيل الخامس من طراز أودى A4 فى حفل ضخم أضاء سماء منطقة الأهرامات بألعابه النارية قامت خلاله الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف بالكشف عن السيارة وتقديمها لنخبة من الشخصيات المهمة ورجال الصحافة، وذلك بحضور نائب رئيس شركة أودى العالمية ترينس چونسون الذى جاء ضمن وفد رفيع المستوى من أودى ألمانيا لدعم الوكيل المصرى فى تقديم سيارة أودى المنتظرة، والتى تقتحم السوق بسعر منافس يكفل لها التفوق فى السوق المحلية.. ولكن تلك ليست بداية الحكاية، فحكاية A4 بدأت فى عام 1972 عندما حاولت أودى إعادة تعريف الشكل المتعارف عليه لقطاع سيارات سيدان الخاصة برجال الأعمال وكانت النتيجة أن أنتجت طراز Audi 80 الذى حطم تقاليد الماضى ووضع قوانين جديدة للعبة السيدان فى قطاع الأعمال، فمنذ ذلك الحين جمعت تلك السيارة بين الإبداع الهندسى والراحة وعمل مهندسو أودى على تحسينها فى كل جيل على مدار أربعة أجيال، وصولا إلى عام 1994 حين تم تحويل نفس قاعدة المكونات لتخدم خليفتها وهى A4. وبعد مرور سنين طويلة تأتى A4 لتكمل ذات الحكاية فالجيل الخامس لم يستثنِ نفسه مما حافظت عليه الأجيال السابقة، فحطمت السيارة مرة أخرى المعايير التقليدية للأمان والراحة والكفاءة فى الآداء. خلال الحفل تم رفع الستار عن السيارة والجميع ينظر لها فى انتظار رؤيتها للمرة الأولى عن كثب، ومن اللقاء الأول يمكن القول أن تلك السيارة لافتة للنظر، فإن لم تكن تتعمد أن تنظر لها فبمجرد مرورها أمامك ستجعلك تدير رأسك لتراها رغما عن أى شىء، فحتى وصفها بالجاذبية لا يعطيها حقها، أما الانطباع الذى تتركه المقصورة من الداخل يصرخ بالحداثة. كل ذلك أضف له هندسة ألمانية ودراسة لاحتياجات الراكب تجعل أودى تصف السيارة بأنها «تلبى جميع الاحتياجات» ونؤكد أنه وصف دقيق. ويأتى اهتمام أودى بتلك السيارة ليس فقط لكونها واحدة من علامات تاريخ الشركة بل أيضا لأنها تشكل جزءا مهما من مبيعات أودى العالمية فهى تحتل 38% من صافى مبيعات عائلة سيارات الشركة، وهى أيضا واحدة من أكثر السيارات التى أنتجتها الشركة فمنذ عام 1994 وحتى الآن أنتجت أودى أكثر من 5 ملايين سيارة A4 وكانت قد أنتجت ما يقرب من 7 ملايين Audi 80 ما يعنى أن مبيعات تلك السيارة تخطت 12 مليون وحدة منذ أن بدأ انتاجها فى السبعينيات. لذا فوضعت أودى خلاصة خبرتها وإبداعاتها الهندسية وتقنياتها الأكثر مبيعا فى تلك السيارة ولم تقف عند ذلك بل جعلتها أفضل. ويقول عنها رئيس مجلس إدارة أودى د. روبرت ستادلر: “قلب أودى ينبض فى أودى A4. لعقود كثيرة، جمعت تلك السيارة الأعلى مبيعا أهم تقنيات وإبداعات علامتنا التجارية”. قاعدة مكونات السيارة هى MLB Evo وهى الجيل الثانى من قاعدة مكونات مجموعة فولكس فاجن المتوسطة والتى ساهمت بشكل كبير فى إنقاص وزن السيارة كما أنها سمحت لمهندسى أودى أن يقدموا نفس التقنيات الموجودة فى سيارات السيدان الكبيرة فى A4 أيضا. وبذلك يمكنهم تحويل أحدث التقنيات المساعدة على القيادة وأنظمة التواصل مباشرة من طراز Q7 إلى جميع السيارات متوسطة الحجم. فلنبدأ بالمحرك، ولنقارنه بالجيل السابق فالوحدة المدمجة الجديدة تزن أكثر قليلا من 100 كجم بها أربع اسطوانات وسعتها 1،395 سى سى أى أقل من الوحدة السابقة التى كانت سعتها 1800 سى سى وتصل قوة الوحدة الجديدة إلى 150 حصاناً بزيادة 30 حصاناً كاملة عن الوحدة السابقة، فى الوقت ذاته انخفضت الانبعاثات بفارق 21%. كل ذلك لا شك جيد لكن الإبداع هنا أن مهندسى أودى توصلوا إلى طريقة جديدة للتخلص من حرارة المحرك وبالتالى خفض معدل ثانى أكسيد الكربون من خلال وحدة لتنظيم الحرارة تم تركيبها داخل حجرة المحرك مباشرة. من هنا ننتقل إلى النظم المتعددة داخل وخارج المقصورة، تلك النظم من شأنها توفير وظائف رفاهية للركاب ومن شأنها أيضا إعطاؤهم الحق أن يتباهوا بها أمام الجميع، مثل العجلات من قياس 16 بوصة ومصابيح Xenon الأمامية ونظام التحكم بالطقس الذى يقسم السيارة إلى ثلاث مناطق ويتحكم بكل منطقة على حدة والشاشة الملونة من قياس 7 بوصة. وبالرغم من أن كل قطعة من جسم السيارة تمت إعادة تصميمها إلا أن النظرة الأولى للسيارة تفصح عن هوية A4 مباشرة، الأبعاد الجديدة هى 4726 سم للطول و1842 سم للعرض و1427 سم للارتفاع مما ساهم فى تحسين المساحات الداخلية للأقدام وللرأس أيضا، وكإضافة تنافسية سعة تخزين الصندوق تصل إلى 480 لتراً وهى الأكبر بين جميع منافسيها فى نفس القطاع. وكان اهتمام أودى بالوزن دائما أعلى قائمة أولوياتها لذلك -وبالرغم من كافة تجهيزاتها- استطاعت أن تحافظ على وزن رشيق لا يتعدى 1320 كجم. وقامت الشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف بطرح السيارة فى فئتين هما Premium وSport وتبدأ بسعر منافس جدا هو 350 ألف جنيه، وهو سعر مفاجئ لمثل تلك السيارة الفاخرة. قدمها للسوق خلال الحفل نائب رئيس مجلس إدارة أودى لقطاع المبيعات تيريس برايس جونسون الذى انضم إلى مجموعة فولكس فاجن فى 2011 بعد أن أمضى أكثر من 30 عاما يعمل فى مجموعة جنرال موتورز حول العالم. حضور جونسون إلى مصر خصيصا لإطلاق السيارة يثبت اهتمام الشركة الألمانية بالسوق المصرية كواحدة من أكبر وأهم الأسواق فى الشرق الأوسط، ويثبت أيضا أن تلك السيارة ستشكل جزءا فعالا من مبيعات الشركة خلال العام القادم. تتشارك كل من فئتى Premium وSport نفس المحرك بنفس القوة (150 حصان) تتحقق بين 5 آلاف و6 آلاف لفة محرك فى الدقيقة، ولكن الفارق بين الفئتين فى العزم فعزم المحرك فى فئة Premium يصل إلى 250 نيوتن متر بين 1500 و3000 لفة محرك فى الدقيقة بينما فئة Sport يمكنها تحقيق 750 نيوتن متر عند نفس معدل الدوران وكلتاهما بنفس ناقل الحركة S-Tronic بسبع سرعات. وتستطيع A4 التسارع من الثبات وحتى سرعة 100 كم/س فى 8.7 ثوان بينما تصل إلى سرعة قصوى هى 210 كم/س المواصفات القياسية والتجهيز فى كلتا الفئتين متماثلة للغاية وكلتاهما توفر مستوى مرتفعاً جدا من الرفاهية فتبدأ فئة Premium بالنظام المعلوماتى والترفيهى المتطابق للنظام الموجود فى طراز Q7، وهو مزود بخاصية تسمح له بالاتصال بالهواتف الذكية والـBluetooth، كما حرصت أودى على تخصيص مكان لإعادة شحن الهاتف وخيار شحنه لاسلكيا إذا توافق مع تلك التقنية. ويتم التحكم بالنظام من خلال عجلة القيادة أو لوحة الأزرار المتصلة بشاشة من قياس 7 بوصة، ويتوفر فى السيارة أيضا نظام Cruise Control مزود بمثبت سرعة ونظام للمساعدة على الاصطفاف وحساسات خلفية وبعض التفاصيل المريحة داخل المقصورة مثل مساند الأيدى والرأس ونظام التحكم فى حرارة المقاعد والمرايا الكهربائية وعجلة القيادة متعددة الاستخدامات المكسوة بالجلد الطبيعى، وتسمح عجلة القيادة أيضا للسائق بالتحكم فى شكل لوحة العدادات والوظائف الخاصة بالجهاز المعلوماتى. أما فئة Sport فتزيد على تجهيزات Premium بسقف زجاجى ومقاعد رياضية فى الأمام يمكن التحكم بها كهربائيا وحساسات لفتح الصندوق الخلفى وزخرفة من الجلد داخل المقصورة. أودى لا شك بذلت جهدا كبيرا للحفاظ على أفضل سياراتها مبيعا وهو ما يظهر بشكل واضح فى الجيل الخامس.