أعلن السفير محمد رفاعة الطهطاوى، المتحدث الرسمى باسم الأزهر الشريف، عن ارتياح شيخ الأزهر لتصريحات البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التى أعلن فيها اعتذاره للمسلمين عما صدر من الأنبا بيشوى، سكرتير المجمع المقدس، فى حق القرآن، واستعداده لتقديم أى ترضية يطلبها المسلمون.
وقال الطهطاوى فى تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، «اعتذار البابا بعث فى نفس شيخ الأزهر ارتياحا شديدًا ونرجو من الجميع العمل على تحقيق الوحدة الوطنية والتركيز على القواسم المشتركة التى تجمع المصريين جميعا، واعتبار أن ما حدث أمر عارض لا يغير من المواد الراسخة والاحترام المتبادل والإخوة الوطنية التى تجمع المصريين جميعا».
ونفى المتحدث الرسمى باسم الأزهر ما ردده البعض فى وسائل الإعلام، عن نية شيخ الأزهر عقد مؤتمر يجمع قيادات الأزهر والكنيسة فور انتهائه من أداء مناسك العمرة، وعودته من المملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن فكرة هذا المؤتمر لم يتم طرحها من الأساس.
وأشاد المفكر الإسلامى فهمى هويدى بما وصفه بـ«مواقف البابا الحكيمة»، وقال، فى مداخلة له ببرنامج ما وراء الخبر على قناة الجزيرة، إن اعتذار البابا ينهى الأزمة من الناحية السياسية والأدبية، مشيرا إلى أن «حالة الغليان الطائفى» التى تعيشها مصر ناتجة عن غياب المشروع المشترك والقيادات المتفتحة التى يهمها الوطن فى المقام الأول، بجانب صعود بعض المتعصبين إلى مراكز القوى فى الطرفين.
فى المقابل، رفضت الدكتورة آمنة نصير أستاذة الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تبرير البابا للمظاهرات التى تتم فى الكنائس، ووصفه لها بأنها «مجرد احتجاج داخل الكاتدرائية»، قائلة: «إذا كان البابا يقول إنها ليست تظاهرات بالمعنى الحرفى، فما رأى البابا فى التظاهرات التى تمت فى المقر البابوى بعد حكم الإدارية العليا بحق الأقباط فى الزواج الثانى، وتم فيها الجهر بأقذع الألفاظ لدستور مصر وسلطاتها وقضائها دون أن يعترض البابا».
فى السياق ذاته، قال كمال زاخر، المتحدث باسم العلمانيين الأقباط، إن البابا قدم اعتذاره على الملأ، نتيجة لشعوره بخطورة الموقف، مشددا على أن الاعتذار وحده لن يحل المشكلة، وأضاف: «نحن أمام ظاهرة بدأت إسلامية ثم توسعت لتضم متعصبين من الجانبين، والحل الوحيد أن يستخدم الرئيس سلطاته ويصدر قانوناً عاجلاً بتجريم التعرض للأديان بجملتها، ويغلق هذا الباب، فالحديث عن الخلافات بين الأديان مقره قاعات البحث، وليس الطرح العام فى الشارع».
وأشار زاخر إلى أن «تصريحات البابا التى ظهر فيها كمن لا يعرف الكثير من تفاصيل ما يحدث فى الكنيسة دليل على ما سبق أن طالب به كثيرون بضرورة توسيع قاعدة إدارة الكنيسة بحيث لا يصبح الأمر فى يد رجل واحد، فكيف يقول البابا إنه لم ير الأنبا بيشوى منذ خمسة أيام، وأنه لا يعجبه عنوان مؤتمر تثبيت العقيدة، وأنه لم يكن يعرف ما يناقش فيه، وأنه لا يعرف كيف خرج الفيديو الخاص بكاميليا شحاتة لوسائل الإعلام».
واستبعد زاخر أن تتم أى محاكمة لبيشوى وقال: «هذه آفة مصرية فالمساعدون الكبار للقائد جزء من صورة القائد، وهذا أمر يصعب تغييره، والحقيقة أن العكس هو الذى حدث فالأنبا بيشوى الآن ظهر أمام العامة والدهماء كبطل يدافع عن العقيدة، وبدا وكأنه مستعد للاستشهاد وأن شنطته جاهزة، وكأنه جاهز للاعتقال كما قال فى حواره الصحفى».
فى المقابل، نظم عدد من شباب النشطاء الأقباط تجمعاً على الموقع الاجتماعى الإلكترونى «فيس بوك» للمطالبة بمحاكمة الأنبا بيشوى، فيما أعلنوا نيتهم تنظيم محاكمة رمزية لبيشوى فى باحة الكاتدرائية عقب عظة البابا غداً الأربعاء.
وقال منظمو الحملة «الأنبا بيشوى يدفع الآن بقوة فى إشعال نيران الفتنة بين المسلمين والأقباط، ولا ينبغى أن يستمر فى منصبه كسكرتير عام للمجمع المقدس، وعلى البابا أن يتخذ قرارًا بعزله من جميع رتبه الكهنوتية وإعادته إلى الدير».
من جهتها طالبت جماعة «مصريون ضد التمييز الدينى»، فى بيان ضم نحو 400 توقيع حتى الآن، النائب العام بالتحقيق فى مزاعم خطف أجهزة أمن الدولة للمواطنة كاميليا شحاتة وتسليمها لقيادات كنسية للتحفظ عليها واحتجازها دون رغبة منها فى مكان غير معلوم، وإعلان جميع الحقائق على الشعب، كذلك محاكمة كل من يثبت مشاركته فى تضليل الجماهير ونشر الشائعات والتحريض على الكراهية بما يهدد أمن الوطن وسلامته، على ألا يستثنى من ذلك أى شخص، سواء قيادات دينية إسلامية أو مسيحية، أو إعلاميون فى الصحف والفضائيات.