بعد «حادث المنشية» الشهير، الذي شهد محاولة الإخوان اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر، ألقي القبض على بعض قيادات الجماعة، ومنهم حسن الهضيبي، حيث أجرى معه الأستاذ هيكل حوارًا في 30 أكتوبر 1954 في محبسه في داخل السجن الحربي، ونشر في جريدة «أخبار اليوم»، كما أجرى حوارًا مع الجاني، وفيما يلي جزء من الحوار.
هيكل: هل تري أن الإسلام يبيح إنشاء تنظيمات سرية مسلحة للإرهاب وهل السياسة في هذا البلد والحريات التي نتطلع إليها يمكن أن تسمح بقيام منظمات سرية مسلحة؟
سكت «الهضيبي» فترة أطرق خلالها برأسه إلى الأرض، ثم قال: «من قال هذا؟.. لست أنا الذي أنشأ التنظيم السري، هذا التنظيم أنشأه حسن البنا سنة 1946، وكان الغرض الأول منه محاربة أعداء الإسلام، والذي حدث بعدها أن هذا التنظيم السري انحرف عن هدفه الأصيل، واتجه إلى أعمال العنف والاغتيال، فلما جئت أنا منذ 3 سنوات، وتوليت منصب المرشد العام كان أول ما فعلته أن قلت: إنني لا أريد تنظيمات سرية، وأخرجت من الجماعة أولئك الذين عرفت أنهم كانوا يتزعمون الإرهاب المسلح، وأقمت مكان النظام القديم نظامًا جديدا حددت له أهدافه، وهي أن يقوم أفراده بنشاط رياضي وكشفي».