أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن مصر تعتبر قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمرا سياديا منفردا، ولا يأتي في إطار القوة الإسلامية لمواجهة الإرهاب، مضيفًا خلال كلمته في مؤتمر صحفي مع نظيره الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد، وزير خارجية الكويت، عقب اللجنة العليا المشتركة «المصرية- الكويتية»، أن قرار السعودية يأتي وفقاً لسياساتها الخاصة، مشيرًا إلى أن مصر تدعم الحلول السياسية في سوريا.
وأوضح وزير الخارجية، أن مصر تدعم جهود المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، والذي كلف باستكمال المفاوضات مع الأطراف السورية لتشكيل حكومة انتقالية تساهم في وضع دستور للبلاد وتعيد سوريا وشعبها إلى محيطها العربي، لافتًا إلى مشاركة مصر في مجموعة «دعم سوريا» منذ اندلاع الأزمة، لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ولوقف أعمال العنف، ودعم جهود المبعوث الأممي باستكمال المفاوضات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية لوضع الدستور.
وحول موقف مصر من التدخل العسكري في ليبيا، قال شكري، إن الوضع في ليبيا يزداد خطورة في إطار انتشار الهجمات الإرهابية، لافتاً إلى أن مصر تسعى لتحقيق اتفاق الصخيرات، وتشكيل حكومة وحدة ليبية تضم أطياف الشعب الليبي لاستعادة الاستقرار نحو مقاومة الإرهاب، مشيرًا إلى أن تدخل المجتمع الدولي في ليبيا عسكرياً لن يأتي إلا بإرادة الحكومة الشرعية الليبية، وإذا طالبت ليبيا بهذا التدخل لمواجهة الإرهاب سيناقش المجتمع الدولي هذا الأمر، مؤكدًا ضرورة دعم جميع الحلول السياسية.
أما عن مصير القوة العربية المشتركة، قال شكري، إنه بالرغم من عدم انعقاد اجتماعات في إطار الجامعة العربية ومجلس الدفاع العربي، إلا أن المشاورات مستمرة لتكوين رؤية مشتركة بها قدر من التدقيق، لنضع بناء محكم يكون قادرًا على الحفاظ على الأمن القومي.
وأكد شكري أن الاجتماع الثلاثي، والذي سيشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني معمر البشير ورئيس وزراء إثيوبيا هالي مريام ديسالين، يأتي في إطار تفعيل لما هو اتفق عليه بين الزعماء الثلاثة في القمة الأفريقية من إقامة لجنة عليا لتناول الاستراتيجية ومجالات التعاون، لافتًا إلى أن هذا الاجتماع يأتي لتناول القضايا السياسية والاقتصادية، وأن هذا الإطار أوسع من قضية بعينها.
وحول العلاقات المصرية الكويتية، قال شكري :«ترأسنا اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، وتم التوقيع على 4 اتفاقيات للتعاون، بالإضافة إلى محضر اللجنة، والتي اتسمت بالإصرار على تنمية العلاقات المشتركة، نتابع التواصل المستمر بين جميع القطاعات من خلال عمل السفارتين في كل من مصر والكويت».
من جانبه أكد وزير خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد، أنه ليس هناك خيارا آخر في سوريا سوى الحل السياسي، وأن الكويت لا ترغب في التدخل العسكري، لأنه سيلحق الدمار للإنسانية، لافتًا إلى أن معاناة الشعب السوري، وحجم الدمار البشري والتعليم والرعاية الصحية للعام السادس تبعث على القلق، ونسعي لدعم الحل السياسي، مشيدًا بجهود مصر لوقف الاقتتال في سوريا وايصال المساعدات الإنسانية.
وحول القضية الليبية قال «صباح»: «نتطلع إلى أن يتفق الليبين في مستقبلهم، ويكون لنا دور في بناء المؤسسات، ونحن مستعدون لمساعدتهم».