استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، في اجتماع، الثلاثاء، المخطط الاستراتيجي العام لمنطقة الفسطاط، والذي تم الانتهاء منه في ديسمبر ٢٠١٠، بهدف تطوير الفسطاط وتحويلها لمنطقة سياحية أثرية ثقافية وترفيهية في الوقت نفسه.
وقال مدبولي، خلال الاجتماع الذي حضره هشام زعزوع، وزير السياحة، وممدوح الدماطي، وزير الآثار، والدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة، إنه تم وضع المخطط منذ عام ٢٠١٠ إلا أن الأحداث التي شهدتها ثورة 25 يناير وما تلتها، حالت دون تنفيذه، موضحًا أن هناك إرادة سياسية حالية لتنفيذ المشروع، وتحويل الفسطاط لمنطقة سياحية ثقافية ترفيهية، بجانب تطوير الأماكن العشوائية بها لصالح السكان.
وأضاف الوزير: «تم تحديد الأهداف الخاصة بالمشروع، ومنها إعداد مخطط استراتيجي عام للمنطقة، بمساحة تقريبية تبلغ نحو ٤ آلاف فدان، وتطوير المناطق العشوائية بالمنطقة، وتحسين نوعية الحياة للسكان، من خلال تنمية أنشطة سياحية وترفيهية وخدمية وحرفية جديدة تتناسب مع قيمة وطبيعة المنطقة، فضلًا عن رفع معدلات جودة الحياة لسكان العشوائيات بالقاهرة، وتطوير شبكات البنية الأساسية، وتوفير شبكة من محاور الحركة، ووسائل المواصلات المتطورة داخل قلب العاصمة».
وأشار مدبولي إلى أن الفرص المتاحة لتطوير المنطقة تكمن في وجود الكثير من المواقع التاريخية والأثرية، الأمر الذي يمكن استغلاله لجذب السياحة، مع وجود مناطق صناعية حرفية مثل صناعة الفواخير والدباغة، والتي يمكن تنميتها وتطويرها بشكل يتناسب مع أهمية المنطقة التاريخية، إضافة إلى وجود الكثير من الأراضي غير المأهولة، والتى يمكن إعادة توظيفها في مجالات عديدة، لتحسين مستوى معيشة القاطنين بالمنطقة، مؤكدا أن موقع المنطقة الجغرافي في وسط القاهرة الكبرى، يمثل عاملا إيجابيا وفعالا في تنميتها وإحداث عوامل جذب، حيث تنتشر الموارد الطبيعية مثل بحيرتي الفسطاط وعين الصيرة، بجانب قرب المنطقة من نهر النيل، بالإضافة إلى وجود مسطحات خضراء، وهو ما يمكن استغلاله لتنمية مناطق عامة مفتوحة كمتنفس ترفيهي وثقافي وعلاجي.
وشدّد الوزير على ضرورة تفريغ المنطقة غير الآمنة وإعادة تطويرها، مثل المدابغ وعزبة أبوقرن الملاصقة لمجمع الأديان، مؤكدًا أن تطوير المنطقة سيعد تطويرًا لقلب القاهرة، نظرًا للقيمة التاريخية والمركزية لها، مع الأخذ في الاعتبار أن المنطقة تزخر بمواقع تراثية وتاريخية وأثرية من عهود مختلفة، منذ الحضارة الفرعونية، ومرورا بالرومانية والقبطية والإسلامية، حتى العصر الحديث.
واتفق وزراء الإسكان والسياحة والآثار ومحافظ القاهرة، على بدء الدراسات المالية للمشروع، وتحديد الجهات المشاركة، لبدء تنفيذ مخطط التطوير.