x

محمد أمين لا نُوقّع على بياض! محمد أمين الإثنين 15-02-2016 21:33


لماذا يلتقى شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بالنوّاب والكتّاب؟.. أليس هو الرجل الذي بدا أنه يكره الإعلام والصحافة، واليوم الذي رآهم فيه؟.. هل يفعل ذلك كى يكسر سمومهم، قبل إلقاء بيان الحكومة في البرلمان؟.. هل يفعل ذلك خوفاً من تعرضه للسهام والتجريح وشبح الإقالة؟.. أم أنه يبحث عن «تأييد مبكر»، فيما لو اتخذ «إجراءات مؤلمة» كما قال؟.. وهل يفعل ذلك برغبة شخصية، أم بأمر رئاسى؟!

من المؤكد أن الأسئلة السابقة قد دارت بذهن البعض.. سواء كانوا كتاباً أو نواباً.. وربما دارت بذهن الجماهير أيضاً.. لكن دعونا نعترف بأن أهم مكسب للثورة هو أن الرئيس لم يعد مخلداً، في منصبه الرفيع، وأن رئيس الوزراء لا يحكم وحده، وإنما لابد من وجود شركاء في الحكم.. كما أنه لم يعد يخاطب «من عيّنه» فقط.. وإنما يهتم بمن يمثلون الشعب أولاً وأخيراً.. وفى القلب منهم النواب والكتّاب!

هذه مسألة ينبغى الاعتراف بها فعلاً، وينبغى أن نركّز عليها جداً.. الحكاية ليست حكاية خوف، ولا محاولات السيطرة على الإعلام بكل وسائله.. بالعكس، هذه خطوة في الاتجاه الصحيح.. تعنى أن رئيس الوزراء أصبح معنياً بتيارات كثيرة لم تكن في الحسبان أبداً.. فقد كانت العملية ميكانيكية.. يتم طبخها خارج البرلمان، وفى البرلمان يوافق المجلس على تجديد الثقة بعاصفة من التصفيق.. «موافقون، موافقة»!

الآن تغيرت الدنيا «بعد الثورة».. مجلس النواب نفسه تغيّر.. الكتل السياسية فيه متنوعة.. «دعم مصر» ليس الحزب الوطنى.. هو نفسه يتناقص تدريجياً.. رفضُ قانون الخدمة المدنية أزعج الحكومة.. مؤشرٌ خطر على احتمالات رفض البيان نفسه.. فمن يدرى؟.. من هنا كان الدرس، وكان التحرك السريع.. خاصة أن شريف إسماعيل يتحدث عن «إجراءات إصلاح مؤلمة».. وهو لا يأمن العاقبة منها!

من هذا المفهوم، سأذهب للقاء رئيس الوزراء غداً.. لا لكى نُوقّع له على بياض، ولا لكى نكون «شهود زور».. سأذهب حتى أطمئن للإجراءات.. ليست هذه أول مرة أتلقى دعوة مماثلة.. بعد الثورة دعانى الفريق شفيق فاعتذرت.. يومها لم يكن مفهوم الشراكة قائماً.. كان مطلوباً أن نكون «شهود زور».. ولم أدخل من يومها مجلس الوزراء أبداً.. ولا حتى في عهد عصام شرف، ولا في عهد إبراهيم محلب!

أعرف أن اللقاء الآن «مختلف».. الرجل يريد أن يسمع، كما قال لى صديقى الأستاذ محمد السيد صالح.. وأنا أريد أن أنقل له أنّات الجماهير ككاتب، ينتمى إليهم أكثر مما ينتمى للسلطة.. إذن المصلحة هنا مشتركة.. هو يريد أن يخدم، وأنا منحاز لمن يخدم الوطن.. لكن مرة أخرى، لا أوقع على بياض، ولا أشهد زوراً.. مكانى الطبيعى مع الناس.. يسرى علينا ما يسرى عليهم، من غلاء وانفلات في الأسعار!

فكرة اللقاءات ليس هدفها الاحتواء.. سواء انتزاع التصفيق في البرلمان، أو كتابات النفاق في الصحف.. تقريباً لأول مرة يتم تفعيل الحوار المجتمعى قبل اتخاذ القرارات الحكومية.. لذلك ندعم الفكرة ونؤيدها بقوة.. بشرط أن يظهر أثرٌ لها في القرار فعلاً.. ولا تقتصر على التقاط الصور التذكارية فقط!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية