x

كاتب أمريكي: «ترامب» و«ساندرز» نتيجة طبيعية لحكومة «غير مجدية»

الإثنين 15-02-2016 04:03 | كتب: أ.ش.أ |
دونالد ترامب  - صورة أرشيفية دونالد ترامب - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

رأى الكاتب الأمريكي دويل مكمانوس أنه «لا داعي لاندهاش المراقبين من صعود أسهم كل من دونالد ترامب وبيرني ساندرز، في مشهد الانتخابات الرئاسية؛ ذلك أن كافة العناصر اللازمة لتمرد الناخبين مختمرة على نحو غير خاف».

ونبّه «مكمانوس» في مقال نشرته صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، عن أن الرحلة تبدأ من الاقتصاد، وحذر المختصون منذ سنوات من عاقبة تباطؤ النمو طويل المدى ومن ركود الدخل الأُسري.

ويرى خبراء استطلاعات الرأي أن الأمريكيين ليسو متشائمين، وإنما هم يتزايد غضبهم جرّاء فشل الإدارة في حلّ مشكلات أساسية، فيما حذر مؤرخون من مغبة عدم تنامي الدخول، وما يجنيه ذلك من نفاد صبر الناخبين إزاء النظم السياسية غير المجدية.

وقال مكمانوس إن اختمار كافة هذه العناصر مجتمعة ليس كفيلا فقط بإيجاد حملة انتخابية غريبة؛ وإنما هو منذر بتحديات خطيرة تواجهها الديمقراطية، وقد يكون باعثا على القلق، لكن ثمة عقلاء يدقون نواقيس الخطر.

وأوضح أن وزير الخزانة السابق، لورانس سمر، قال، في محاضرة ألقاها مؤخرا بجامعة جونز هوبكينز، إن هناك شعورا بنمو في مستويات معيشة عائلات الطبقة المتوسطة، بحيث يستشعر الآباء أن معيشة أبنائهم ستكون أفضل من معيشتهم، هو شعور ضروري من أجل أي هدف قومي آخر».

وأضاف لورانس: «أخشى ما أخشاه أن ندور في حلقة مفرغة، حيث تفشل اقتصادات العالم في النمو، فتتراجع الثقة في الحكومات، فيحوّل الناخبون أنظارهم صوب مُنقذين شعبيين، وعندما تفشل حكومات هؤلاء المنقذين، تبدأ جولة أخرى من الدوران في الحلقة ذاتها.. لم تكن مصادفة أن أدولف هتلر وصل إلى السلطة نتيجة لحالة من التضخم والكساد».

فيما يحذر صوت آخر هو ويليام جالستون، باحث معهد بروكينجز ومستشار السياسات السابق لـ بيل كلينتون من أن «الأنظمة الديمقراطية قد تدخل في منطقة خطرة، ربما دخلتها بالفعل بعض البلدان الأوروبية».

ويعلق مكمانوس قائلا إن أمريكا وإن لم تكن دخلت تلك المنطقة بعد، إلا أن المؤشرات تبعث على القلق؛ ففي استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي إس» عام 2014، توقعت نسبة 23% من الأمريكيين أن تكون معيشة أبنائهم أفضل من معيشتهم، وكان ذلك في عام شهد فيه الاقتصاد تحسنا، فيما أظهر استطلاع أجرته منظمة «جالوب» الأسبوع الماضي أن نسبة 81% من الأمريكيين ترى أن الحكومة فشلت في مواجهة تحديات البلد الأساسية.

وبالعودة إلى المشهد الانتخابي، نجد أن ساندرز وترامب قد ركزّا أكثر من سواهما على التحدث مباشرة إلى الناخبين عن مخاوفهم الاقتصادية وعن غضبهم إزاء نظام سياسي فاشل، حيث طرح المرشحان سياسات جدّ مختلفة ولكنهما عادة ما يبدءان أيًا من تلك السياسات بالتأكيد أولا على فشل السياسات التقليدية.. كلاهما قال إن دخلاء سياسيين اختطفوا السلطة ووعدا (ساندرز وترامب) الشعب بإعادة السلطة إليه.

واتخذ ساندرز من التفاوت في الدخول محورا لحديثه في حملته الانتخابية، واعدا بحل تلك المشكلة. أما ترامب، فهو وإن كان قد ركز مبدئيا على ملف الهجرة غير الشرعية، إلا أنه وقف على منصة اقتصادية شعبوية، بادئا بفرض تعريفات جمركية ضخمة على الصادرات الصينية، كما وعد بتأمين مستوى اقتصادي مناسب للطبقة المتوسطة.

وأظهرت نتائج انتخابات ولاية نيوهامبشاير التمهيدية مؤخرا كيف آتت أحاديثُ كل من ساندرز وترامب أُكُلَها بين جماهير الطبقة المتوسطة.

وتساءل مكمانوس: «هل تستطيع إدارة أي من ساندرز أو ترامب أن تصلح الحال الاقتصادية الأمريكية في وقت وجيز؟ من الصعب تخيُّل ذلك؛ إذْ أن برنامج ساندرز الخاص بالإنفاق التحفيزي وإعادة توزيع الدخول ورعاية صحية تديرها الدولة- هذا البرنامج يحتاج إلى كونجرس ديمقراطي ليبرالي لكي يمرره وهو ما ليس ظاهرا في الأفق. أما ترامب، فإن معظم سياساته غامضة لدرجة يتعذر معها تقييمها، وحتى في حال فوزه بمنصب الرئاسة، فسيواجه ترامب عقبات من الجمود على طريق الـ كابيتول هيل».

واختتم مقاله قائلا: «ليست هذه العقبات قاصرة على طريقَي ساندرز وترامب وحدهما، وإنما هي مشتركة أمام كافة المرشحين الآخرين، ما لم يحقق أحدهم فوزا كاسحًا يضمن له السيطرة على الكونجرس- وحتى إن حدث ذلك فإن مشكلة النمو الاقتصادي ستظل قائمة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية