واصلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، الأحد، محاكمة 47 متهمًا بتهم «اقتحام قسم التبين، وإشعال النيران فيه، وسرقة محتوياته وحرقها، والتجمهر، والبلطجة، والشروع في قتل عدد من ضباط وأفراد أمن القسم، ومحاولة تهريب المسجونين، والانضمام إلى جماعة على خلاف القانون».
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، وعضوية المستشارين أبوالنصر عثمان، وحسن السايس، بحضور شريف أشرف، مدير نيابة جنوب القاهرة، وبسكرتارية أيمن محمود وحمدي الشناوي.
قدمت النيابة العامة تقريرا طبيا شرعيا يتضمن أنه تم توقيع الكشف الطبي على المتهم خالد سمير رمضان، وحضر ومعه أوراق طبية علاجية، وتبين أنه يعاني من عاهة مستديمة قديمة نتيجة إصابته بالرأس، نتج عنها خزل بعضلات الجانب الأيمن بالجسم، وشلل باليد اليمنى، وسقوط بالقدم اليمنى، منذ تاريخ الإصابة بالرأس منذ 18 سبتمبر 1998، وتلك العاهة تعوقه ولا تمكنه من الجري بسهولة أو بذل مجهود عضلي أو حمل سلاح آلي.
كما قدمت النيابة تقريرا طبيا من إدارة الخدمات الطبية بسجن طرة، يتضمن توقيع الكشف الطبي على المتهم محمد عبدالوهاب جبر، وتبين أنه يعاني من حادث قديم بالقدم اليمنى، وآثار لعملية ترقيع سابقة بالقدم، ويعاني من التهاب مزمن بعظام القدم ومفصل الكاحل الأيمن، ويعالج دوائيًا ويتابع بواسطة استشاري العظام المتواجد بالسجن وحالته الصحية جيدة.
واستمعت النيابة إلى الشاهد ياسر عبدالغني، موظف بقسم شرطة التبين، وقال إنه وقت اقتحام القسم وإضرام النيران به، والاستيلاء على محتوياته، ترك المبنى وقفز من أعلى سور المبنى وتوجه إلى معهد التبين للدراسات المعدنية، وإنه لم يشاهد مأمور القسم ولكن شاهد المقدم ناجى ربيع، رئيس المباحث، وأشار لهم بالخروج من القسم، وسمع أصوات متظاهرين بالخارج وبعدها شاهد النيران تشتعل بالقسم.
وأضاف: «شاهدت بعض المتجمهرين يلقون زجاجات المولوتوف على مبنى القسم لكن لا أعرف من الذي ألقى بها ولم أسمع صوت إطلاق نار».
واستمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة، وقال شريف أشرف، ممثل النيابة: «اليوم حضرنا إلى ساحة المحكمة ممثلين عن المجتمع للثأر من المتهمين، فكل منزل بكى كثيرًا على عزيز لديه وفقد غالي قتل باسم الدين والحرية، فالوطن المكلوم يصرخ من ظلم المتهمين وطغيانهم وفساد عقولهم»، مضيفًا: «المتهمون ظنوا أن أفعالهم الشيطانية ستكسر هيبة الوطن لكن أقسمنا يمينا أن نرفع راية بلادنا عالية ونسلمها لأحفادنا، كما تسلمناها من أجدادنا».
وأكدت النيابة أن «الواقعة ثابتة والقضية واضحة تكشف عن مأساة الذين طاشت أحلامهم وعميت أبصارهم، وانحدروا في الجريمة، واستخدموا وسائل العنف والخيانة والغدر ضد رجال الشرطة الشجعان الذين يحمون المجتمع ويسهرون ليل نهار لحمايتهم».
ووجهت النيابة حديثها إلى المحكمة قائلة: «المجتمع يريد الثأر من المتهمين وطغيانهم في البلاد بعد أن أكثروا فيها الفساد، يريدون هدم الدولة المصرية لإقامة دولتهم المزعومة، فالمتهمون مغيبون العقل حبهم للجماعة الإرهابية جعلهم يرتكبون الجرائم باسم الدين».
وأضافت: «الشرطة تحمي مصر فيغادرون مساكنهم صبيحة كل يوم ولا يعرفون ما إذا كانوا سيعودون لأسرهم مرة أخرى أم لا»، واصفة المتهمين بـ«حفنة من الفجرة نسوا ما فعلوه بالأمس واليوم يتنصلون من الاتهامات، فالمتهمون دخلوا إلى المسجد وتوضأوا بماء الغدر واغتسلوا بماء الخيانة وصعدوا إلى منبر المسجد، واستعانوا بالشيطان ونادوا في مكبرات الصوت حي على القتال وسفك الدماء والخراب، وحرضوا على قتل رجال الشرطة بقسم التبين وحرق المبنى باسم الحرية والشرعية وسرقوا الأسلحة وهربوا المتهمين وحرقوا دفاتر القسم».
وطالبت النيابة بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين حتى يكونوا «عبرة لغيرهم».