x

«زي النهارده».. محمد فريد رئيسًا للحزب الوطني 14 فبراير 1908

الأحد 14-02-2016 04:35 | كتب: ماهر حسن |
الزعيم محمد فريد رئيس الحزب الوطنى - صورة أرشيفية الزعيم محمد فريد رئيس الحزب الوطنى - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

أنشأ الزعيم محمد فريد، أول نقابة للعمال سنة ١٩٠٩ ثم انخرط في النشاط السياسي، ودعا الوزراء إلى مقاطعة الحكم (ما يعنى أنه طالب بأول وآخر إضراب وزارى)، وقال: «من لنا بنظارة (وزارة) تستقيل بشهامة وتعلن للعالم أسباب استقالتها؟، ولو وجد بين المصريين من يقبل الوزارة لأُعلن الدستور ولنلناه على الفور».

وكانت مصر قد عرفت على يد فريد المظاهرات الشعبية المنظمة، وكان يدعو إليها، فيجتمع عشرات الألوف في حديقة الجزيرة وتسير إلى قلب القاهرة، وضع فريد صيغة موحدة للمطالبة بالدستور، طبع منها عشرات الآلاف من النسخ، ودعا الشعب إلى توقيعها وإرسالها إليه، ونجحت الحملة وسلم فريد التوقيعات للقصر لقد كان فريد ثاني اثنين من زعماء الحركة الوطنية مع الزعيم الشاب مصطفى كامل.

وهو مولود في ١٨٦٨وتوفي عام ١٩١٩ وهو محام ومؤرخ معروف، وبعد وفاة مصطفى كامل خلفه فريد على رئاسة الحزب «زي النهارده» في ١٤ فبراير ١٩٠٨، وكان قد أوقف كل ثروته على القضية المصرية، وأعلن أن مطالب مصر هي الجلاء والدستور وكانت من وسائله لتحقيق هذه الأهداف تعليم الشعب ليكون أكثر دراية بحقوقه، فأنشأ مدارس ليلية في الأحياء الشعبية لتعليم الفقراء مجانًا وقام بالتدريس فيها رجال الحزب الوطني وأنصاره من المحامين والأطباء.

وذهب محمد فريد إلى أوروبا كى يُعد لمؤتمر لبحث المسألة المصرية بباريس،وأنفق عليه من جيبه الخاص كى يدعو إليه كبار معارضي الاستعمار من الساسة والنواب والزعماء،لإيصال صوت القضية المصرية بالمحافل الدولية.

تعرض فريد للمحاكمة بسبب مقدمة كتبها لديوان شعر، نصحه أصدقاؤه بعدم العودة بسبب نية الحكومة محاكمته بدعوى ما كتبه كمقدمة للديوان الشعرى، ولكن ابنته (فريدة) ناشدته العودة، في رسالة جاء فيها: «عد فذلك أشرف من أن يقال بأنكم هربتم» حُكم على محمد فريد بالسجن ستة أشهر.

واستمر في الدعوة إلى الجلاء والمطالبة بالدستور، حتى ضاقت الحكومة المصرية الممالئة للاحتلال به وبيتت النية لاعتقاله فغادر البلاد إلى أوروبا سرًا، حيث وافته المنية هناك، وحيدًا فقيرًا، حتى إن أهله بمصر لم يجدوا مالًا كافيًا لنقل جثمانه إلى أرض الوطن، إلى أن تولى أحد التجار من الزقازيق نقله بنفسه على نفقته الخاصة، وهو الحاج خليل عفيفي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية