كشفت مصادر قضائية مطلعة على سير تحقيقات نيابة حوادث جنوب الجيزة، الجمعة، في واقعة العثور على جثة الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، 3 فبراير الجاري، أعلى نفق حازم حسن بطريق «مصر – إسكندرية» الصحراوي، وعليها آثار كدمات وسحجات، أن فرق البحث الجنائي والأمن العام وقطاع الأمن الوطني فحصت نحو 1000 سائق «ميكروباص» وتاكسى وبائع متجول، ورواد مقاهي بمنطقة وسط البلد، واستمعت لأقوالهم حول علاقتهم بـ«جوليو» من ناحية، والبحث بينهم عن هوية السائق الذي أبلغ شرطة النجدة بالعثور على الجثة.
وقالت المصادر، التي رفضت ذكر اسمها، إن النيابة أصدرت قرارات وصفتها بـ«السرية» قد تقود فرق البحث والمحققين للتوصل إلى الجناة مرتبكي واقعة القتل، ورفضت المصادر الإفصاح عن ماهية القرارات خشية إفساد حركة سير التحقيقات، على حد قولها.
وأضافت المصادر، أن فرق البحث عن الجناة لا يزالون يترددون على منطقة العثور على جثة «جوليو» بطريق «مصر – إسكندرية» الصحراوي، للبحث عن أي خيوط تقود إلى هوية قتله الباحث الإيطالي.
وبسؤال سائقي «الميكروباص» على خط «الرماية – الطريق الدائري»، المتجهة إلى مدينة السادات، على مدار 9 أيام عن ملابسات العثور على الجثة، أكدوا أنهم سمعوا بالواقعة لكنهم لم يشتبهوا في أحد بينهم بأنه صاحب بلاغ النجدة بالعثور على جثة الباحث في العلوم السياسية، مشيرين إلى أن منطقة حازم حسن شهدت خلال الأشهر الماضية أكثر من واقعة العثور على جثث بعضها كان أشلاء.
وتابعت المصادر، أن تلك الاستجوبات تجريها أجهزة الأمن بالتنسيق مع النيابة العامة، وأحيانًا يتم استدعاء بعض الشهود حتى لو كانوا سماعيين، لأخذ أقوالهم وتحريرها بأوراق التحقيقات، ويتم البحث والتحرى عنها، كما أن الأجهزة الأمنية لا تزال تستجوب أصدقاء لـ«جوليو» ورواد للمقاهي بوسط البلد بالقاهرة التي اعتاد الباحث الإيطالي الجلوس عليها، وجميعهم أكدوا عدم معرفتهم بالجاني أو الاشتباه في أحد، وأن الضحية لم تكن لدية عدوات ظاهرة لديهم مع آخرين.
وأفادت المصادر أيضًا أن الاستجوبات ضمت سائقي «التاكسي» بمحيط منطقة الدقي المعتادين الوقوف أمام الفنادق والمحال التجارية الكبرى، بمحيط شوارع التحرير والأنصار ومصدق وينبع ومحي الدين أبوالعز وميدان المساحة، وتم عرض عليهم صورًا لـ«جوليو»، ولم تتضمن أقوالهم إلى ما يشير إلى احتمالية اختطاف الضحية من قِبَل أشخاص مجهولين كانوا يستقلون سيارة «تاكسي»، ويأتي ذلك بعدما أظهرت أقوال جيران الباحث الإيطالي وقاطنى عماراته السكنية بشارع ينبع اعتياده ركوب «تاكسي»، وفي أحيانًا قليلة يستقل مترو الأنفاق رغم قرب محطته بالبحوث من محيط منزله، ولم يتضح ركوب الضحية أي وسيلة على وجه التحديد يوم اختفائه 25 يناير الماضى.
ومن جانبها استعجلت النيابة بيانات تفريغ مكالمة السائق صاحب البلاغ بالعثور على جثة «جوليو»، والتحرى عن رقم هاتفه وتحديد نطاقه الجغرافى، وذلك بعدما تسلمت النيابة نتائج تفريغ المكالمات الصادرة والواردة على هاتف الباحث الإيطالى على مدار عدة أشهر، وتبينّ أنها تخص أصدقائه من المصريين والإيطاليين بالقاهرة، وأفراد أسرته في إيطاليا، كما تبينّ أنها لا تحوى أي عبارات تهديدات أو توضح وجود خلافات له مع آخرين.
واستعجلت النيابة تقارير مصلحة الطب الشرعى لتحديد سبب وفاة الضحية، بعد أخذ عينات من الأمعاء والكبد والمخ بالمستشفى الإيطالى بالقاهرة قبل مغادرة الجثة إلى روما، وذلك لتحديد سبب الكدمات والسحجات باليدين والقدمين والوجه بجوار العين، والقطعين الشرطيين بالأذنين، ويستطيع خبراء الطب الشرعى تحديد أيضًا ساعة وفاة الشاب قبل العثور على جثته.