وجدت نفسى.. دائماً منبهراً وسعيداً عند مشاهدتى هذه الرياضة الرائعة التى أحرص على حضورها ومتابعتها فهى مزيج من القوة والتوازن والفن الرفيع والتناغم والتوافق والإيقاع، وتنفرد هذه الرياضة بالابتسامة التى تفتقدها جميع الرياضات الأخرى كما أنها تنفرد بأنها الرياضة الوحيدة فى الألعاب الأوليمبية وغير الأوليمبية التى تجمع بين الرجل والمرأة معاً طبقاً لأصول المنافسة فى هذه الرياضة، أنها قمة الإثارة الفنية عندما يجتمع رجل وفتاة وهما فى سن العشرين لتقديم هذا الفن الذى لا يمكن لمن يتذوقه إلا أن تدخل فى نفسه السعادة والبهجة، جميع أنواع الرياضة الأخرى تجرى منافساتها بين الرجال أو بين النساء لأن القوة الجسمانية للرجل أقوى من مثيلتها فى النساء بدليل أن الأرقام القياسية فى الرياضة تكون فى منافسات الرجال.
ما هذا السر العجيب الذى لا نجده فى الحياة بين الرجال والأزواج والنساء ونجده فى هذه الرياضة، أن الرجل ينظر إليها فتطيع ويقذف بها إلى أعلى فتنفذ أوامره وعندما يتحرك تتحرك معه وكأنها ظلاً له تعطيه الرقة والحنان لتدفعه إلى التوهج الرياضى فى أجمل صوره.
طبعاً هتسألونى يا جلال خلصنا وقول اسم هذه الرياضة؟ إنها رياضة الرقص على الجليد «إيس دانس» وأيضاً رياضة «فيجر دانس» وهى رياضة أوليمبية تدخل فى منافسات دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التى تقام كل أربع سنوات، حذاء هذه الرياضة يرتكز على سكين بطول الحذاء يشق السطح الثلجى لمسرح العرض ويختار المتنافسين الموسيقى والإيقاع المصاحب لآدائهم الرشاقة والتوازن والتوافق وتطابق الحركات لكل من الرجل والفتاة معاً أمر مذهل، ويدل على قسوة التدريبات التى وصلا بها إلى هذا لإتقان.
الحركات الصعبة فى مسابقات «الفجر» حيث يقذف الرجل بالفتاة إلى أعلى فتدور 7 دورات كاملة فى الهواء وتنزل برقة بالغة كالفراشة على الثلج مستعملة الركبة مثل السوستة لامتصاص الصدمة ثم تستكمل هذا الإيقاع، لقد أكدت لنا هذه الرياضة وهذا الفن أن المرأة تستطيع أن تشارك الرجل بنفس الدرجة من التفوق ليحدث هذا التكامل بينهما وتكون المساواة بين الرجل والمرأة حقيقة وليست شعاراً ولا يكفى أن تكون المرأة عمدة أو مأذوناً لتحقق هذه المساواة.
لقد وهب الله سبحانه وتعالى كثيراً من الدول نعمة سقوط الثلوج فى الشتاء لتصبح مساحات شاسعة ملاعب بيضاء يمارس عليها الأطفال منذ الصغر الرياضة. إن رياضة الرقص على الجليد لها هدفها من استعراض التوازن والإيقاع والقوة والتوافق على الأرض الثلجية بالقدرات التى وهبها الله فى التكوين الجسمانى للبشر رجالاً ونساء.
وهذا الهدف يطغى على أى نظرة أخرى للشخص الطبيعى وأنصح من تتحرك غرائزه عند مشاهدة هذه الرياضة بأن تكون لديه الشجاعة لعرض نفسه على دكتور.
لقد تابعت أيضاً رياضة الباليه المائى أو السباحة التوقيعية من خلال اشتراك داليا ابنتى فى أوليمبياد أتينا وهى رياضة خاصة بالفتيات فقط ويحملون نفس الابتسامة فى جميع الحركات أسفل وأعلى الماء.. مطلوب من لاعبة الباليه أن تركز فى عشرة أمور فى نفس اللحظة، لتثبت أن قدرة الفتيات ليس لها حدود وأن الرياضة فن ومتعة فى الممارسة والمشاهدة.. هايل يا جلال.
