اختارت إسرائيل سفيرا جديدا لها بالقاهرة، خلفا للسفير الحالي حاييم كورن، الذي كان من المقرر أن ينهي مهام عمله في أغسطس المقبل، لكنه طلب إنهاء عمله خلال شهرين على الأكثر.
وقالت مصادر إسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يحتفظ لنفسه بحقيبة الخارجية الإسرائيلية، اعتمد قرار لجنة التعيينات بالوزارة، والذي انتهى إلى اختيار ديفيد جوفرين سفيرا جديدا لإسرائيل في القاهرة.
وكشفت المصادر أن هذا المنصب هو أول منصب يتولاه ديفيد جوفرين كسفير للدولة العبرية، وسبق أن عمل في مصر، حيث كان سكرتيرا أول بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة، في منتصف التسعينات من القرن العشرين، وقضى عامين في هذا المنصب.
ويشغل ديفيد جوفرين حاليا رئاسة قسم الأردن وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية، منذ عام 2009، وحصل على جوائز من معهد أديلسون للدراسات الاستراتيجية عام 2008، وجائزة التميز في رسالة الدكتوراة من مركز حاييم هيرتزوج للدبلوماسية ودراسات الشرق الأوسط في 2008 أيضا.
وقد حصل ديفيد جوفرين، وهو في نهاية العقد الخامس من العمر، على الدكتوراة في الفلسفة ودراسات الشرق الأدنى والأوسط، عام 2012 من الجامعة العبرية. ويجيد اللغة العربية بطلاقة إلى جانب اللغتين الانجليزية والفرنسية.
كما يحظى بزمالة بحثية من معهد أبحاث هاري ترومان لدفع السلام، ومقره في القدس، منذ أكتوبر 2012 وحتى الان، وهو المعهد الذي يعمل به والده السفير الإسرائيلي السابق يوسف جوفرين منذ عام 2000.
وصدر له كتاب عام 2014 بعنوان «رحلة إلى الربيع العربي – الجذور الأيديولوجية لاضطرابات الشرق الأوسط في الفكر الليبرالي العربي»، تناول فيه الخلفيات التاريخية والايديولوجية لمجموعة تعرف باسم «الليبراليون العرب الجدد»، وبحث مدى تأثيرها في الربيع العربي.
وسبق أن كتب مقالة مطولة في مايو 2010 عن الدكتورة هالة مصطفى، أستاذة العلوم السياسية ورئيسة التحرير السابقة لمجلة «الديمقراطية» الصادرة عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بعنوان «هالة مصطفى والمأزق الليبرالي العربي: إصلاحية مصرية في مواجهة المؤسسة».
كما كتب مقالا في صحيفة هآرتس الإسرائيلية بعنوان «السادات هو من صنع التاريخ وليس إسرائيل»، في 23 نوفمبر 2006، أتبعه بمقال آخر بعنوان «العرب والإسرائيليون: نبوءة السادات».
ويقول جوفرين إنه يمتلك مهارات في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية والعلوم السياسية وتحليل السياسات والدبلوماسية والأمن الدولي والسياسات والسياسة العامة.
وقد لا يكون ذلك غريبا حين نعلم أنه من عائلة دبلوماسية، فوالده هو السفير الإسرائيلي السابق يوسف جوفرين، الذي صدرت له مجموعة كتب مهمة مثل: «العامل اليهودي في العلاقات بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفيتي (1933 – 1941)»، «العلاقات الإسرائيلية السوفيتية (1953 – 1967)»، و«علاقات إسرائيل بدول أوروبا الشرقية»، و«العلاقات الإسرائيلية الرومانية ونهاية عهد شاوشيسكو»، و«في ظل التدمير» (ويتحدث فيه عن الهجرات اليهودية غير الشرعية إلى فلسطين).
وعمل والده، المولود في 18 ديسمبر 1930، كضابط اتصال للجيش الإسرائيلي في سيناء وهضبة الجولان، وحصل على الدكتوراة في الفلسفة من الجامعة العبرية، وكانت عن تاريخ شعب إسرائيل في العصر الحديث والعلاقات الدولية. وكان سفيرا لإسرائيل في كل من رومانيا والنمسا وسلوفاكيا وسلوفينيا، ورئيسا لبعثة إسرائيل لدى مؤسسات الأمم المتحدة في فيينا (1993 – 1995).
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن السفير الحالي لإسرائيل بالقاهرة طلب إنهاء عمله والعودة إلى إسرائيل بعد أن قضى عامين في منصبه هذا. وأوضحت أنه برر ذلك بأسباب شخصية، أضافت إليها الصحيفة صعوبة ظروف العمل في القاهرة بسبب ما اسمته بـ«الوضع الأمني».
وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت أن 6 دبلوماسيين إسرائيليين يتنافسون على منصب السفير الإسرائيلي بالقاهرة، كان أبرزهم جوفرين، وأوفير جندلمان (المتحدث الرسمي للإعلام العربي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي)، وأييلت يحياب، الخبيرة في الشؤون المصرية.