x

«زي النهارده».. وفاة الكاتب المسرحي والروائي آرثر ميلر 10 فبراير 2005

الأربعاء 10-02-2016 06:29 | كتب: ماهر حسن |
آرثر ميلر آرثر ميلر تصوير : آخرون

آرثرميلر كاتب وروائي ومسرحي أمريكي، وأحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة 61 عاما، ويعتبر من عمالقة المسرح الأميركي المعاصر، وكان من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية منددا بكل أشكال القمع وكان من المنادين بفكرة مسرح في متناول الجمهور، وقد خرج من سنوات الكساد في الثلاثينات ليكتب مسرحيات تحاكي في قوتها التراجيديا الكلاسيكية اليونانية، وقد ترجمت مسرحيته الأكثر شهرة موت بائع متجول إلى أكثرمن 20 لغة بعد شهورعلى ظهورها، وقد شملته حملة لجنة تحقيق النشاط المعادي لأمريكا، وقاده صيته ككاتب تقدمي وناشط في مجال حرية الرأي والتعبير إلى المحكمة في عام 1956 قام بإدانة الأنظمة القمعية في كل مكان وفي نفس اللحظة كان يدين السياسة الخارجية للولايات المتحدة خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان.

كانت حياته الخاصة على نفس القدر من الإثارة وخاصة زواجه الفاشل من مارلين مونرو، وميلر مولود لعائلة يهودية متوسطة الحال في مدينة نيويورك في 17 أكتوبر 1915، كان لانتقال العائلة المتوسطة الحال إلى عائلة فقيرة بسبب الكساد العظيم أثرا كبيرا بأن يواجه ميلر وهو في الرابعة عشرة من عمره العالم الواقعي، وجعله يعي أزمة العالم اقتصاديا واجتماعيا، اضطر لممارسة العديد من المهن البسيطة مثل عامل في كافتيريا وسائق شاحنة وعامل في مصنع إلى جانب دراسته في جامعة ميشيجان إلى أن تمكن من كسب معيشته من كتاباته فقام بالالتحاق بحلقة للتدرب على كتابة المسرحية.

بدأ ميلر الكتابة الدرامية في 1938، أي بعد تخرجه، وكان أول عمل له عُرض على مسرح في برودواي «الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ»، وتأثر حينذاك بالأفكار الاشتراكية، وتتلمذ على أعمال المسرحي النروجي هنريك إبسن ورغب مثله في أن يبرز النظام الذي يقمع الإنسان، كانت والدته ربة منزل مهتمة بالأدب والتعليم.

التحق بجامعة ميتشجان سنة 1934 قسم الصحافة، ثم انتقل إلى الأدب الإنجليزي، وخلال عطلة الربيع سنة 1936 كتب عمله الأول للاشتراك به في مسابقة ذات جائزة 250 دولار وفاز عنه بجائزة آفرى وود، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1938، وفي 5 أغسطس 1940 تزوج زميلته ماري جريس سلاتري بعد قصة حب، وأنجبا جان وروبرت الذي أصبح مخرجا وكاتب ومنتج سينمائي.

تزوج مارلين مونرو في 29 يونيو1956، ووقع الطلاق بينهما في 24 يناير 1961، وفي 1962 تزوج المصورة الفوتوغرافية إينج موراث وأنجبا طفلين هما دانيال وريبيكا، واستمر زواجهما 40 عاما حتى وفاتها في 30 يناير 2002، ثم أعلن خطوبته للرسامة آجنس بارلي في 2004 ولكنهما لم يتزوجا، إلا أنهما عاشا معا منذ 2002 إلى أن توفي «زي النهارده» في 10 فبراير 2005 عن 89 عاما، وقد كتب ميلر سيرته الذاتية في كتاب أسماه «منعطفات زمنية».

اشتهر ميلر بميوله اليسارية، ورغم نفيه الدائم لانتمائه للشيوعية إلا أنه يعترف بأنه حضر عدد من الاجتماعات مع كتاب آخرين فلم يكن شيوعيا بل كان ضد من هم ضد الشيوعية، وقد تمت إضافة ميلر إلى القائمة السوداء لهوليوود، إضافة إلى إيليا كازان وغيرهم.

منعت الحكومة الأمريكية الفرق المسرحية الأمريكية من عرض مسرحية «كلهم أبنائي» خارج الولايات المتحدة عام 1949، كما كان لميلر موقف معادي من السياسة الأمريكية، خارجية وداخلية وقد انتقد جورج بوش الأب أكثر من مرة، كما كان دائم النقد لأوضاع المجتمع الأمريكي ويتضح هذا جليا في كتاباته وقد وقف ميلر ضد الحرب في فيتنام، وكانت له نشاطات في مجال حقوق الإنسان وفي 31 مايو 1957 أتهم بازدراء الكونجرس الأمريكي وفي 7 أغسطس 1958 رفضت محكمة الاستئناف الأمريكية التهم الموجهة إليه بعد صراع قانوني لمدة سنتين، وقد أسس ميلر الإتحاد الدولي للكتاب المسجونين وانتخب رئيسا له عام 1965 واستمر في المنصب لأربعة أعوام، وقد كتب السيناريوهات للسينما وكان أول عرض مسرحي لأحد أعماله في برودواي، بعنوان «الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ» والذي كتبه عام 1944ثم بزغ نجمه بمسرحية كلهم أبنائي عام 1947 أما مسرحية «موت بائع متجول» والتي أصدرها عام 1949 فقد حصلت على جائزة بيرلتز وجائزتي توني وكذلك جائزة دائرة نقاد الدراما بنيويورك وكانت أول مسرحية تحصل على الجوائز الثلاث، وقد عرضت هذه المسرحية حوالي 700 مرة، وترجمت إلى أكثر من 20 لغة بعد شهور على ظهورها، ولم يكن من الغريب أن يستبعد كاتب في حجمه من الحياة الثقافية الأمريكية عقب الحملة «الأدبية» الشهيرة التي شنت عليه في 1972 عندما كتب مسرحيته «خلق العالم وأعمال أخرى» التي تدور فكرتها حول الصراع بين الخير والشر بطريقة كوميدية من خلال قصة حواء وآدم، وقد توقفت هذه المسرحية عن العرض بعد عشرين ليلة.

إلا أن مسرحيته «الزجاج المكسور» التي عرضت في مسرح «بوث» في نيويورك عام 1994 أعادت إليه الاعتبار المسرحي، وكانت تلك المرة الأولى التي يقدم فيها عمل جديد له على مسارح برودواي مدة 14 عاما كاملة وكانت آخر مسرحيات ميلر كوميدية بعنوان «إنهاء الصورة» وتم افتتاحها في خريف 2004 على مسرح جودمان، وقد تنوع عطاء ميلر بين المسرح وكتابة المقال والروايات والقصص القصيرة والشعر والنثر، ومن أعماله المسرحية الأخري الرجل المحظوظ وجميع أبنائي وموت بائع متجول عدو الشعب والمحنة (البوتقة) ونظرة من الجسر (منظر من الكوبري) وبعد السقوط وحادثة في فيشي والثمن والزجاج المكسور واتصالات مستر بيتر وإنهاء الصورة، وقد تحولت الكثير من كتابات أرثر ميلر إلى أفلام سينيمائية أو حلقات تليفزيونية، وكان أول تلك الأفلام عن مسرحيته «كلهم أبنائي»، وعرض الفيلم سنة 1948 بالأبيض والأسود، كما تم تصوير عدة أفلام عن مسرحيته «المحنة» كان أولها عام 1959 وكان إنتاجا تليفزيونيا بالأبيض والأسود، أما آخرها فكان عام 1996 والذي كتب له السيناريو وأخرجه نيكولاس هيتنر، أما روايته الوحيدة «التركيز» فقد تم تصويرها مرتين، في عام 1966 والثانية عام 2001، وفي 2006 بدأ تصوير فيلم عن مسرحيته «الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ» أو «الرجل المحظوظ».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية