اشتعل الصراع بقوة على رئاسة الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، قبل أسبوعين من موعد الانتخابات المقررة فى مدينة زيورخ السويسرية، حيث مقر الاتحاد فى السادس والعشرين من الشهر الجارى.
ويتم التصويت فى الانتخابات من خلال الاتحادات الكروية الـ209 الأعضاء فى «فيفا» من أجل اختيار الرئيس الجديد لدولة كرة القدم العالمية، خلفاً للسويسرى جوزيف بلاتر، الذى تمت تنحيته من منصبه على خلفية قضايا الفساد المتورط فيها إبان رئاسته لـ«فيفا».
ويتنافس فى الانتخابات المقبلة خمسة مرشحين هم: البحرينى سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوى، والأردنى الأمير على بن الحسين، والسويسرى جانى إينفانتينو، الأمين العام للاتحاد الأوروبى لكرة القدم، إضافة إلى الفرنسى جيروم شامبين، المساعد السابق للأمين العام لفيفا، ورجل الأعمال الجنوب أفريقى طوكيو سيكسويل.
وأجمعت الكثير من الصحف العالمية والتقارير الخاصة بتحليل الانتخابات المقبلة على أن اللعبة بشكل كبير ستنحصر بين الثنائى سلمان وإينفانتينو لخلافة بلاتر للخبرة الكبيرة التى يتمتعان بها وشبكة العلاقات القوية جداً التى تربطهما بالكثير من الاتحادات الأعضاء فى «فيفا».
وبلغة الأرقام فإن الشيخ سلمان يحظى بدعم الاتحاد الآسيوى بالكامل، بالإضافة للاتحاد الأفريقى، البالغ عدد أعضائه 54 اتحاداً، وهو الأكبر فى أسرة «فيفا»، بينما يحظى جانى بدعم الاتحاد الأوروبى «يويفا»، وهو ثانى أكبر اتحاد بـ53 عضواً، فضلاً عن دعم اتحاد أمريكا الجنوبية، وكذلك الحصول على دعم معظم دول اتحاد «الكونكاف» الذى يضم أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبى.
ورغم هذه الترجيحات لكفة الثنائى وتأكيد أكثر من مصدر حول العالم أن أحدهما سيجلس نهاية الشهر الجارى على عرش «فيفا»، إلا أن الأمير على بدوره يؤمن بفرصه، خاصة أنه كان المنافس الأبرز لبلاتر فى الانتخابات الأخيرة قبل سقوط الأخير فى فخ فضائح الفساد بـ«فيفا».
وقال وزير الخارجية سيرجى لافروف، الإثنين، خلال مؤتمر صحفى مشترك فى مدينة سوتشى مع نظيره البحرينى خالد بن أحمد محمد آل خليفة، إن روسيا والبحرين اتفقتا على التواصل بشأن الانتخابات، وإن ملك البحرين يدعم بقوة إقامة كأس العالم 2018 فى روسيا.
ولا يختلف الحال فى أفريقيا، فرغم إعلان حياتو دعم القارة للشيخ سلمان فقد أعلنت بعض الدول رفضها وصايته، مثل ليبيريا وجنوب السودان التى أعلنت دعمها للأمير على وجانى.
ونقل موقع «إسبن» الرياضى العالمى تصريحات لليبيرى موسى بيليتى، رئيس اتحاد الكرة فى بلاده، والذى كان مرشحاً لرئاسة «فيفا» وتم استبعاده، أكد فيها أنه ما لا يقل عن 26 اتحاداً أفريقيا لن يدعم الشيخ سلمان.
وأشارت تقارير كثيرة إلى هذا الانقسام فى الموقف الأفريقى بين رغبة حياتو وما تنتويه دول «كاف»، ونشرت صحيفة «الخبر» الجزائرية تقريراً أشارت فيه إلى أن الكاميرونى عيسى حياتو، رئيس «كاف»، يواجه أشبه ما يكون تمردا على خلفية خروج عدد من البلدان عن طاعته، بإعلانها مساندة الأمير على.
وعنونت الصحيفة تقريرها بـ: «ربيع أفريقى» يطرق باب بيت حياتو قبل انتخابات فيفا.
وأشار التقرير إلى أن مصر كانت أولى الدول الرافضة لوصاية حياتو بإعلانها مساندة الأمير على، وردت أيضاً بأن هذا الموقف دفع «كاف» لإصدار بيان أكد فيه أن مصر لن تخرج عن موقف الاتحاد الأفريقى، معقبة أن هذا البيان وضع الاتحاد المصرى فى موقف حرج بعدما أعلن من قبل مساندته للأمير على.
فيما وجه الأمير على الشكر لمصر على حسابه الرسمى على «تويتر» كاتباً: «شكراً للأخوة والأهل فى مصر على ثقة الاتحاد المصرى ودعمه لى فى انتخابات رئاسة (الفيفا)».
وشدد حياتو، فى تصريحات نقلتها صحيفة «ليكيب» الفرنسية على وحدة أفريقيا قائلاً: « (كاف) سيبقى موحدا لاختيار مرشح واحد لرئاسة الفيفا»، وكأنه توقع معارضة لاختياره سلمان.
فى المقابل هاجمت بعض الصحف الأردنية موقف حياتو، مشيرة إلى أن قرار الاتحاد الأفريقى لم يكن مفاجأة بعدما تم فى 15 يناير الماضى فى العاصمة الرواندية كيجالى توقيع «مذكرة تفاهم» بين الشيخ سلمان وحياتو.
وعلق موقع «رصين» الإخبارى الأردنى الشهير على هذه المذكرة قائلاً: «الطبخة» كانت توحى بما لا يدع مجالا للشك بأن ثمة أمورا تمت من وراء الكواليس، وأن الاتفاق المعلن آنذاك مجرد «حبر على ورق»، لأن الاتفاق الفعلى كان عبارة عن «صفقة انتخابية تجارية».
وحذر الأمير على بن الحسين من هذا الاتفاق قائلاً: «أشعر بالقلق، هناك محاولة لخرق القواعد الانتخابية لرئاسة فيفا، لقد راسلت اللجنة الانتخابية وأطلعتها على مخاوفى مطالبا بدراسة المسألة».
وأضاف: «دائما كنت أشجع التفاهم بين الاتحادات القارية، لكن توقيت هذا الاتفاق بين الاتحادين الآسيوى والأفريقى يبدو وكأنه محاولة وقحة لهندسة كتلة تصويت».