سيد النقشبندى، محمد رفعت، نصرالدين طوبار، عبدالباسط عبدالصمد، كل هذه الأسماء وأكثر لن تتركك إلا وأنت في حالة من التجلى والبهجة تسمح بانتعاش روحك، وتدغدغ مشاعرك، خاصة حين تجدها تحتل مسامعك بصحبة كوكب الشرق أم كلثوم تشدو من بعيد بتحفة الشاعر الكبير بيرم التونسى «القلب يعشق كل جميل».
أخبار متعلقة
دورة معرض الكتاب لهذا العام شهدت طفرة أعادتنا لحقيقة المفهوم الثقافى، وحطمت «تابوه» الكتاب والقراءة باعتبارهما مدخل الثقافة الأوحد، وأخذت المتيمين بالثقافة السمعية لمناطق أكثر شغفاً وروعة تنفرد بها شركات الصوتيات والمرئيات، خاصة شركة «القاهرة للصوتيات والمرئيات»، فالأخيرة تحترف صبغ حواسك بوصلة إيمانية برفقة مجموعة من المنشدين يجيدون تأهيلك لحالة من العشق الإلهى تنعش كل ما هو روحانى بداخلك، وتفتح أمامك طاقات نورانية لا آخر لها، إضافة للوصلات الطربية المفعمة بالأصوات الماسية الجميلة التي تداعب أذنيك بأغانٍ عتقها الزمان وخلدها.
هناك فقط، تتذكر التراث المصرى والعربى الأصيل الذي عاش معنا ولازمنا منذ نعومة أظافرنا وارتوينا من نبعه، «المصرى اليوم»، عاشت التجربة كاملة، وصوَّرتها في مشاهد كاملة لتفتح أمامك باباً يقربك من تفاصيل الحدث، لتعرف أن زوار معرض الكتاب في دورته الـ47 لم يذهبوا فقط لمطالعة الكتب، لكن كان هناك ما هو أجدر بالمعرفة، وانفردت به المكتبات الصوتية، لتفتح آفاقاً من المتعة الروحية بعيداً عن ضجر الحياة وملل أعبائها، لكن هذه المرة بأصوات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وملك العود فريد الأطرش، أما المنشدون والقراء فكان أبرزهم محمد صديق المنشاوى، إضافة إلى روائع مصطفى محمود والشيخ متولى الشعراوى، فضلاً عن مساحات أخرى لهانى شاكر، وعلى الحجار، وإيمان البحر درويش، انتهاءً بعمرو دياب، وحكيم، إلى جانب تشكيلة كبيرة من أسطوانات الأفلام القديمة والجديدة والمسرحيات والمسلسلات وقصص الأطفال وحتى المصارعة الحرة.
اللافت أن شرائط الكاسيت في شكلها التقليدى والأسطوانات مازالت تحظى بإقبال كبير، فالزبائن يحرصون على شرائها، وهو ما فسره عبدالمنعم حسن، مسؤول بشركة القاهرة للصوتيات والمرئيات، قائلاً: «امسك الخشب، مبيعاتنا لشرائط الكاسيت في تقدم، ونسبة الإقبال كبيرة عكس ما يتصور كثير من الناس».
