أضفى الفنان القدير الراحل عادل أدهم خصوصية وتنوعا على أدوار الشر في السينما المصرية بعد استيفان روستى، غير أنه ظل حبيس هذه النوعية من الأدوار باستثناء أفلام قليلة.
ولد الفنان القدير عادل أدهم، الذي ينتمي لمدرسة استيفان روستي في الأدوار الشريرة التي لاتخلو من خفة الظل، في 8 مارس 1928وفي حي الجمرك بالإسكندرية، وقد امتدت مسيرته الفنية من 1945 حتي 1994، وكان والده كان موظفًا كبيرًا بالحكومة ووالدته تركية الأص وقد ورثت عن أبيها «شاليهين» بسيدي بشر.
وانتقلت الأسرة للإقامة هناك وكان عادل صغيرًا حيث كان في المدرسة الابتدائية وكان يمارس رياضة ألعاب القوى ثم اختار رياضة الجمباز وكان متفوقًا فيها بين زملائه، ومارس أيضًا رياضة الملاكمة والمصارعة والسباحة، وذاع صيته في الإسكندرية وأطلق عليه لقب «البرنس».
ترك «أدهم» الرياضة واتجه إلى التمثيل وشاهده أنور وجدي وقال له «أنت لا تصلح إلا أن تمثل أمام المرآة»، ثم اتجه إلى الرقص وبدأ يتعلم الرقص مع على رضا.
كانت بدايته في السينما في 1945 في فيلم «ليلى بنت الفقراء»، حيث ظهر في دور صغير جدًا كراقص، ثم كان ظهوره الثاني في مشهد صغير في فيلم «البيت الكبير»، ثم عمل كراقص أيضًا في فيلم «ماكنش على البال»، في 1950، ثم ابتعد عن السينما واشتغل في بورصة القطن، وظل يمارسها إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية.
وبعد التأميم ترك البورصة وفكر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف على المخرج أحمد ضياء، الذي قدمه في فيلم «هل أنا مجنونة؟» في 1964 وقد حصل أدهم على جوائز من الهيئة العامة للسينما، والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والجمعية المصرية لفن السينما.
وفي العام 1985 حصل على جائزة في مهرجان الفيلم العربي بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة، وتم تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي 1994، والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية العام 1996، وقد اشترك في نحو 84 فيلمًا من أهمهم «النظارة السوداء» عام 1963، و«الجاسوس» عام 1964، و«جناب السفير» 1966وأبدع في جميع أدواره التي جسدها وكان أبرع أدواره في فيلم «المجهول» مع سناء جميل إلى أن رحل عن عالمنا «زي النهارده» في 9 فبراير 1996، ومن أفلامه الأخرى «العائلة الكريمة، والمدير الفني، والخائنة، والمغامرون الثلاثة».
كما شارك «أدهم» في أفلام «العنب المر، وفارس بني حمدان، وأخطر رجل في العالم، وسارق الملايين، وكيف تسرق قنبلة ذرية، وهي والشياطين، ولصوص لكن شرفاء، والقتلة، وثرثرة فوق النيل، وسيدة الأقمار السوداء، والمرأة التي غلبت الشيطان، وحب تحت المطر ولقاء مع الماضي، والأنثى والذئاب، وحكمتك يا رب، والمذنبون وطائر الليل الحزين، وحافية على جسر الذهب، وأريد حبًا وحنانًا، والشيطان يعظ، والحب وحده لا يكفي، وبرج المدابغ، والراقصة والطبال، وجحيم تحت الماء، وسواق الهانم».
وتقول لمياء السحراوي، زوجة الفنان عادل أدهم، إنه كان على النقيض تماما من الشخصيات التي أداها فقدكان رومانسيا وحنونا جدا، وكان زوجا وحبيبا وصديقا وطفلا واستقويت به في الظروف الصعبة وأبرزها فقدان طفلي، وكان يقول لي الحزن هيسرق عمرك وكانت دموعه قريبة جدا وكان بعد قهوته بنفسه وكان يصحو مبكرا ويذهب لنادي الفروسية ويعود قبل استيقاظي من النوم فأفجأ بأنه أعد لي النسكافيه.
ومن الأفلام التي حضرت تصويرها معه جحيم تحت الماء في الغردقة ومما أذكره أيضا أنه بعد نجاح فيلم الشيطان يعظ مع المخرج أشرف فهمي نجح الفيلم جدا وحقق إيرادات عالية مما شجع أشرف فهمي أن يسندله دورا رئيسيا آخر في فيلم المجهول ذلك الرجل الذي وقف نموه العقلي عندسن الطفولة فإذابه يقول لأشرف فهمي هذاالفيلم لن يحقق لك إيرادات عالية فهو فيلم نخبوي سيشاهده ويفهمه الصفوة لكن أشرف أصرعلي التجربة وكان خائفامن ألا يقبض على ملامح الشخصية حتي أنه استعد بكل الإمكانات للنجاح بهذا الدور ومنها الملابس.
كماأراد ألا يبكي بصوت وهو يخنق العصفور حتي أنه اشتري حذاء حديدي من الذي يرتديه المحاربون القدامي ليثقل قدمه فتكون حركته بطيئة وقد أدمي هذا قدمه عادل كان هوالحياة ذاتها وكلما حلت ذكري ميلاده أو رحيله تنتابني حالة اكتئاب تلزمني الصمت ولا أبرح فيهما البيت ولعلني أنتهز الفرصة وْأعرب عن حزني لإلغاء عيد الفن الذي كان يكرم كبار النجوم والرواد من الراحلين وممن هم على قيد الحياة.