تعانى الكبارى الأثرية بالقليوبية من الإهمال الشديد، ويسيطر على بعضها الباعة وبطلجية «السوزوكى» ومنها كوبرى كفر الجزار، الذى يمثل قيمة تاريخية، وأثرية.
العابرون على كوبرى كفر الجزار الذى يصل مدينة بنها بكفر الجزار لايرون سوى القبح، فلا تجميل أو سيولة مرورية أو نظافة، إلا حينما يمر عليه أى مسؤول حيث يعانى الكوبرى حالة من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وبطلجية السوزوكى الذين فرضوا سطوتهم عليه ليتحول الكوبرى من معلم أثرى إلى معقل للإجرام وعنوان للإهمال.
الكوبرى تم بناؤه منذ أكثر منذ قرن من الزمان ويرجع تاريخ افتتاحه إلى عهد الملك فؤاد الأول، ويمثل طريق «القاهرة- الإسكندرية» القديم الذى يربط المحافظة بمحافظات الوجه البحرى، وتم إغلاقه وإنشاء كوبرى جديد لصعوبة تحمله حركة المرور المتزايدة.
وترجع أهمية الكوبرى كما يقول سامى عبدالوهاب عضو مجلس محلى بنها سابقا، لمرور العشرات من أهالى قرى مركز بنها عليه كما يربط القليوبية بعدد من المحافظات منها المنوفية والدقهلية والغربية، ولكونه بديلا استراتيجيا فى حالات الحوادث على الطريق الزراعى السريع، مشيرا إلى أنه يعانى من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وسط غياب أجهزة الدولة عن تطبيق القانون، حيث إن القانون ينص على منع وجود أى مواقف للسيارات فى مداخل ومخارج الكبارى إلا أن هذا الكوبرى ينفرد بوجود 5 مواقف للسيارات وجميعها مواقف عشوائية ومنها قويسنا وموقف ورورة ودملوا وبطا إضافة إلى احتلال أباطرة السوزوكى والباعة الجائلين، مما يتسبب فى تعطل الحركة المرورية به وقيام عمال النظافة بمجلس مدينة بنها بإلقاء المخلفات من فوقه علاوة على استغلال بعض أطفال الشوارع أسفل الكوبرى كمكان للاختباء به والنوم والقيام بالأعمال المخالفة للقانون.
ومن الطريف كما يقول شامل سليم «محامى» أن الكوبرى عبارة عن نصفين أحدهما يتبع قسم شرطة بنها فى اتجاه قصر الثقافة والآخر يتبع مركز شرطة بنها فى اتجاه كفر الجزار، وأدى التقسيم الغريب إلى حالة من غياب الرقابة فى تبعية الكوبرى وفى حالة وجود أى جثة لقتيل أو أى حادث يختلط الأمر بين القسمين.
ويتابع سليم: «مشروع النقل النهرى مهدد بالتعطل عند كوبرى كفر الجزار بسبب وضع مواسير الصرف الصحى على جانبى الكوبرى والتى كثيرا ما تنفجر لتختلط مياه المجارى بمياه النيل، والأخطر قيام عدد من الصيادين باستغلال «قاعدة» الكوبرى السفلية فى عمل مزارع سمكية وسط غياب شرطة المسطحات المائية».
وفى مدينة القناطر الخيرية يوجد بها اثنان من أهم وأخطر الكبارى الأثرية فى مصر لكنهما معرضان للانهيار بسبب انعدام الصيانة الدورية لهما ويقول موفق الكيلانى، ناشط سياسى وعضو مجلس محلى سابق لمدينة القناطر إن مدينة القناطر بها كوبريان من أهم الكبارى التى أنشأها محمد على هما كوبرى المناشى وكوبرى محمد على.
ويحذر الكيلانى من هذه الكبارى لأنها معرضة للانهيار بسبب الإهمال وعدم الصيانة وتعدد الجهات المشرفة عليها فالمسؤولية تائهة بين وزارة الرى والمحافظة والآثار وهيئة الطرق والكبارى ومؤخرا قامت هيئة الآثار بضم كوبرى محمد على إليها على أنه أثر يجب الحفاظ عليه ومنعت مرور السيارات وسمحت فقط للمشاة، ورغم ذلك أهملته وتركته بدون صيانة وتحول إلى مقالب قمامة.
وعللت الآثار عدم إجراء الصيانة بأنها لم تحصل على أى رسوم منه، ويجب فرض رسوم على كل من يمر لدرجة أنها حاولت عمل بوابات عليه والمرور بتذاكر الآن بأن أهالى جزيرة الشعير اعترضوا وتم إلغاء الفكره والكوبرى بحالته الآن معرض للانهيار بسبب عدم صيانته بشكل جيد.
أما كوبرى المناشى فهو من أخطر الكبارى فى مدينة القناطر لأنه يربط بين القناطر الخيرية و3 محافظات هى: «البحيرة والجيزة والمنوفية». والكوبرى الوحيد الذى تسير عليه السيارت وهو معرض أيضا للانهيار بسبب تجاهل الأجهزة صيانته وتركه على حاله منذ بناه محمد على ولم تجر عليه أى عمليات صيانة سوى عمليات دهان بسيطة بالجير من الخارج.
مع العلم أن هذا الكوبرى من أخطر الكبارى لأن انهياره سوف يؤدى إلى غرق الدلتا لوجود بوابات حجز المياه به وارتفاع المياه خلف الكوبرى أعلى من أمامه وانهياره يمثل خطورة على الدلتا كلها.
وتساءل الكيلانى قائلا: عاوزين حد يخرج علينا من المسؤولين ويقول لنا مين المسؤول عن هذه الكبارى الآثار أو المحافظة أو الرى أو هيئة الطرق والكبارى؟
ويؤكد المهندس مصطفى عباس السكرتير العام المساعد للمحافظة أن الكبارى العلوية الموجودة على الطريق الزراعى السريع حالتها جيدة ولا توجد أى مشكلات بها، وتجرى لها عمليات الصيانة بصفة دورية بواسطة هيئة الكبارى مشيرا إلى أنه كانت توجد فواصل فقط فى كوبرى بنها الذى يطلق عليه كوبرى الزقازيق وتم تسويتها وإصلاحها ولكن لا توجد أى شكاوى إنشائية خاصة بأى من الكبارى.
ويحدد المهندس فخرى عليوة، وكيل وزارة النقل السابق بالمحافظة أن أزمة الكبارى فى عدم القيام بأعمال الصيانة اللازمة، معتبرا هذا الأمر كارثة لأنه يكلف الدولة ملايين الجنيهات، عند حدوث أى كارثة، فضلا عن إزهاق الأرواح، عندما لا تتم الصيانة فى الوقت المناسب.
ويضيف عليوة أن الدولة تنشئ الكبارى وتكلفها، وبعد ذلك تهمل أعمال الصيانة الدورية وبالتالى تزيد العيوب وقد تصل لدرجة لايجدى معها العلاج، مشيرا إلى ضرورة أن يقوم محترفون بأعمال الصيانة اللازمة للحفاظ على المشروعات الضخمة.
وتطرق عليوة إلى مشكلة تصميم الكبارى الجديدة بحيث يوضع فى الاعتبار التطور المستقبلى، مثل عمل كبارى تتحمل حركة سيارات وأحمالا أضعاف الموجودة حاليا، كى تتحمل التطور المستقبلى، لافتا إلى أن سيارات النقل كانت حمولتها نقل فردانى من 6 إلى 10 أطان والآن 60 طنا وغدا قد تصل إلى 100 طن، وبالتالى عايزين نحلم لبكرة.
واقترح وكيل وزارة الطرق السابق، عمل ودائع للمشروعات الضخمة مثل الكبارى، تضع فى الاعتبار ميزانية المشروع أثناء التخطيط له، بحيث أن الكوبرى الذى يتكلف 100 مليون جنيه على سبيل المثال، نضع له وديعة 2 مليون جنيه فى أحد البنوك.