x

أحمد أبو هميلة مشكلة مزلقان البليدة أم حكومة [بليدة]؟ أحمد أبو هميلة الأحد 07-02-2016 21:19


رأيت في حياتى حوادث كثيرة، لكن حادث مزلقان البليدة الأخير بمركز العياط أحزننى كثيراً، لأننى عايشت أصحابه عن قرب، فوراء كل منهم قصة توجع القلوب وتهز ضمير أي إنسان.. تخيل مصير أسرة عندما تتوفى الأم فجأة ومعها طفلاها الإثنين، أو مأساة أب موظف في شركة الحديد والصلب ذاهب للعمل مع ابنه الوحيد الذي يعمل معه في نفس الشركة، ويتوفى ابنه لأنه كان يستقل العربة الخلفية التي دهسها القطار، تاركاً وراءه طفلتين عمرهما 5 و9 سنوات..

الموضوع ليس مجرد رقم 7 ماتوا، وإنما فاجعة غيرت حياة بشر، وأسر بأكملها سيسكنها الحزن لسنوات كثيرة، مواطنون بسطاء خرجوا في الصباح الباكر بحثاً عن لقمة عيش حلال، رغم برودة الطقس وسوء الأحوال الجوية، فلم يعودوا إلى بيوتهم، وإنما عادوا إلى المقابر أشلاء وجثث متشوهة، لتتحول قرية بيدسا، بمركز العياط، إلى مأتم كبير، في مأساة بشرية، بطلها واحد معروف اسمه ووصفه، إنه الإهمال!..

حوادث الطرق موجودة في العالم كله لكنها تزداد في مصر، حيث فاق ضحاياها عدد شهداء العمليات الإرهابية، وإلى جانب البعد الإنسانى فإنها تتسبب في مشاكل اجتماعية للأسر، ومشاكل صحية للمصابين، وخسائر اقتصادية للبلد، فهى تكلف الدولة سنويًا 17 مليار جنيه، وفقاً للتصريحات الأخيرة للمتحدث باسم وزارة النقل، ولا يصح أن نعلق سبب الكارثة على شماعة العامل البشرى ونتغافل عن دور الحكومة، فالسائق لا يعمل منفرداً، وإنما في منظومة فيها ما فيها من الإهمال واللامبالاة، وطرق تم تصميمها منذ زمن بعيد ولم تعد مناسبة في أيامنا هذه..

استغربت تصريحات السيد وزير النقل بعد الحادث، فهل الآن فقط اكتشفنا حجم الكارثة لنخرج نعلن أننا نحتاج إنشاء هيئة سلامة الطرق، وسن قوانين جديدة للحد من الحوادث؟! الناس ملت وعود المسئولين الوردية وقت الكوارث للتهدئة، أبلغك سيادة الوزير أن وضع المزلقان عندما زرته بعد عشرة أيام من وقوع الحادث لازال كما هو، والناس يخافون المرور عليه.. لا بديل عن النزول لأرض الواقع وتحديد الحلول ووضعها موضع التنفيذ، وإذا كان السبب هو عدم وجود ميزانية، فإننى أتساءل ألم يكن من الأجدى توجيه السبعين ألف جنيه التي صرفتها وزارة التضامن الاجتماعى تعويضات لأهالى الضحايا غير تعويضات المصابين، إلى إصلاح المزلقان، وكنا نوفر على أنفسنا كل هذه الأرواح..

السيد وزير الصحة: أحيطكم علماً سيادة الوزير أنه بعد وقوع الحادث تباطئت الإسعاف في التحرك للمصابين بحجج إجراءات روتينية غريبة، كما أن الأهالى لم يجدوا في مستشفى العياط المركزى حتى المياه لتغسيل الموتى، أجهزة الأشعة لا تعمل في الأساس، ولا توجد بالمستشفى غرفة عناية مركزة واحدة، مما يؤدى إلى وفاة المصاب قبل أن يصل إلى أقرب مستشفى بديلة، إذا كنت لا تدرى فالمصيبة أعظم، وإذا كانت الحوادث قدراً علينا، فلنوفر أساليب سريعة لأنقاض وإسعاف المصابين وتقليل آثارها الكارثية، فمصر من أكثر الدول في معدللات الوفيات بسبب الحوادث مقارنة بدول العالم..

كما أناشد السيد وزير الداخلية، بالقضاء على الرشوة والمحسوبية في إعطاء رخصة القيادة، والتأكد من التأهيل المناسب لمن يحصل عليها، حفاظاً على أرواح الناس، وتنظيم حملات توعية بقواعد المرور في الإعلام والمدارس والجامعات، بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، والتأكد من صيانة السيارة، وعدم تجاوز السرعة المحددة، واتباع إرشادات القيادة في أحوال الطقس الصعبة، وغيرها من الإرشادات لنشر الثقافة المرورية في المجتمع.

السيد رئيس الوزراء: هذه كلها تحديات خطيرة لا تحتمل أداء حكومة بليدة، وإنما منظومة نشطة ومتفاعلة، طالما نسعى لإقامة دولة ديمقراطية حديثة، لأن الأمر لا يتعلق بخسائر مادية يمكن تعويضها، إنها أرواح بشر، فهى قضية أمن قومى، لقاء نواب الشعب مهم لكن الأهم تحقيق مطالب الشعب نفسه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية