x

«الرياض» تحشد 150 ألف مقاتل لمواجهة «داعش» فى سوريا

«طهران»: سيكون انتحاراً ..و«المعلم»: سنعيدهم فى صناديق خشبية
السبت 06-02-2016 22:01 | كتب: شادي صبحي, وكالات |
 - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

كشف مصدران سعوديان مُطَّلعان على خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجزء من إعدادها لمكافحة تنظيم «داعش» فى سوريا لشبكة «سى. إن. إن»، أن «عدد المتدربين قد يصل إلى 150 ألف جندى، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حالياً»، بينما احتدمت المعارك فى مدينة حلب، شمال سوريا، لليوم السادس على التوالى بين مسلحى المعارضة والجيش السورى، فى وقت استمر فيه نزوح آلاف المدنيين من مناطق عدة فى المدينة باتجاه الحدود التركية، على وقع القصف الجوى الروسى وتقدم قوات الجيش السورى.

وأوضح المصدران السعوديان، فى تصريحات نقلتها شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، أن «المغرب التزمت بإرسال قوات إلى جانب تركيا والكويت والبحرين والإمارات وقطر»، وأن السعوديين والأتراك عينوا، منذ أسبوعين، قيادة للقوات المشتركة التى ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا، وأوضحا أن قائمة الدول الآسيوية المشاركة تشمل ماليزيا وإندونيسيا وبروناى، التى أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها إلى السعودية.

وبحسب «سى إن إن» يرى السعوديون أنه «عندما يُهزم التنظيم يُمكن لهذه القوة المشتركة أن تقوم بإعادة التوازن لساحة القتال ونشر السلام». وأشارت إلى أن «المملكة تعتقد أن مارس سيكون أنسب وقت لبداية التدريبات العسكرية، لأن الرياض تتوقع السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء قريباً، إذ ترى القوات السعودية أن مقاومة الحوثيين تتضاءل، وأن ضربة مكثفة من قوات التحالف العربى ستُمكِّن الرئيس عبدربه منصور هادى من السيطرة على العاصمة، ما سيتيح للسعودية فرصة التركيز على سوريا».

كان المستشار فى مكتب وزير الدفاع السعودى، العميد الركن أحمد عسيرى، أعلن عن استعداد بلاده للمشاركة فى عمليات برية ضد «داعش» فى سوريا، إذا ما أصبح هناك إجماع من قيادة التحالف الدولى. ومع ترحيب البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بتصريحات عسيرى حذر وزير الخارجية السورى وليد المعلم من أن «أى تدخل برى فى الأراضى السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان، والعدوان يستوجب مقاومته التى تصبح واجباً على كل مواطن سورى، ونؤكد أن أى معتد سيعود بصناديق خشبية إلى بلاده». وأضاف: «السعودية تنفذ إرادة أمريكية، ولكن يبدو بعد انتصارات الجيش العربى السورى يئس المتآمرون والممولون من أدواتهم فى الميدان، وقرروا أن يدخلوا بأنفسهم، وأنا أستبعد أن يشاركوا بما يقولون عنه بقوات برية، ولكن فى ذات الوقت أراجع قراراتهم المجنونة التى اتخذت ليس ضد اليمن فقط بل فى مناطق أخرى، ولذلك لا شىء مستبعد». وقال: «نؤمن بأن الحل السياسى هو الوحيد للأزمة، ونحن لا نربط بين ما يجرى فى الميدان وبين العمل السياسى، ونعمل بشكل متوازٍ فى مكافحة الإرهاب، ولن يثنينا أحد حتى تطهير أراضينا من الإرهابيين». وقال قائد الحرس الثورى الإيرانى اللواء محمد على جعفرى إن «السعودية لا تملك الشجاعة لإرسال قوات برية إلى سوريا»، وهدد بهزيمتها إذا تدخلت، وقال: «سيكون انتحاراً».

ورحب البيت الأبيض باقتراح السعودية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن وزير الدفاع الأمريكى أشتون كارتر «طلب من بعض شركائنا فى تحالف مكافحة (داعش)، بمن فيهم السعوديون، أن يقترحوا طرقاً يمكن من خلالها تعزيز وزيادة مساهماتهم فى جهودنا لمواجهة التنظيم، ومن ضمن هذه الطلبات كان تقديم دعم عسكرى إضافى». وتابع: «نحن بكل تأكيد نرحب بإعلان شركائنا فى المملكة استعدادهم لرفع التزامهم العسكرى فى هذه الجهود». وأشار: «ليس من الواضح إذا ما كانت المساهمة السعودية ستتضمن عدداً كبيراً من القوات البرية المقاتلة، أو أنهم ينوون نشر قوات خاصة شبيهة بالالتزام الذى أعلنته الولايات المتحدة مؤخراً». وأضاف إرنست: «السعودية لديها جيش متطور جداً، وقوات خاصة ذات قابليات متفوقة، وقادرة على تنفيذ أهداف الحملة المعادية لـ(داعش)». وأكد أن كارتر سيبحث هذا الموضوع مع باقى نظرائه من دول التحالف، أثناء حضوره اجتماع وزراء دفاع التحالف ببروكسل، الأسبوع المقبل، الذى يهدف إلى المساهمة فى تسريع الحرب ضد «داعش» وتفعيلها على نطاق أوسع.

وأفاد «المرصد السورى لحقوق الإنسان» بأن الجيش السورى، مدعوماً بطائرات روسية، تمكن من السيطرة على بلدة رتيان الواقعة بالريف الشمالى لمدينة حلب، بالتزامن مع معارك وصفها بأنها «ضارية بين مسلحى المعارضة والقوات الحكومية».

وبالسيطرة على رتيان فإن الجيش السورى يكون أمَّن الطريق الواصل باتجاه بلدتى نبل والزهراء، اللتين تمكن من استعادتهما من أيدى الفصائل المعارضة قبل يومين، واندلعت اشتباكات بين الجيش السورى ومقاتلى المعارضة فى محيط وأطراف بلدة رتيان الجنوبية والغربية، حيث تحصن فى البلدة عدد كبير من المقاتلين، وفق ما ذكر المرصد.

وأفاد المرصد السورى بأن 40 ألف سورى من منطقة حلب توجهوا نحو الحدود التركية منذ الاثنين الماضى، موضحاً أنهم ينتظرون على الحدود للسماح لهم بدخول تركيا، فيما أغلقت أنقرة المعابر أمام الفارين. وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ليندا توم، إن نحو 20 ألف شخص تجمعوا فى مستوى المعبر الحدودى «باب السلامة»، وما بين 5 آلاف و10 آلاف تم نقلهم إلى مدينة «أعزاز» غير بعيد من هذا المعبر المغلق. وقال رئيس الوزراء التركى، أحمد داود أوغلو، إن 15 ألف شخص وصلوا إلى الحدود التركية من حلب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية