x

عبد الرحمن الراشد التدخل البرى السعودى فى سوريا عبد الرحمن الراشد السبت 06-02-2016 21:18


نقلاً عن الشرق الأوسط

تصريح مثير للمتحدث والمستشار العسكرى لوزير الدفاع، العميد أحمد عسيرى، عن استعداد الرياض للقتال فى سوريا براً، أثار الكثير من التساؤلات، فهل هو تبدل فى السياسة الخارجية؟ ولماذا نقاتل فى أرض بعيدة، ولماذا نقاتل مع التحالف الدولى؟ وإذا كانت هناك الرغبة، فلماذا لا نقاتل نظام الأسد الأكثر إجراماً؟

القتال براً فى سوريا يبدو أنه توجه جديد، كونها المرة الأولى التى يطرح فيها الحديث بمبادرة من الجانب السعودى، وبشكل صريح، بأن هناك استعداداً للمشاركة فى الحرب البرية لمقاتلة تنظيم داعش فى سوريا. فى السابق، كانت هناك إيماءات عن استعداد السعودية للمشاركة دون تحديد طبيعة المهام. لكن القتال فى سوريا قائم، فالسعودية منذ العام الماضى عضو فى التحالف الدولى الذى يقاتل جواً التنظيمات الإرهابية فى سوريا.

أما لماذا القتال ضمن التحالف الدولى؟ فمن بين الأسباب، قانونى. على السعودية إما أن تحصل على موافقة من نظام الأسد فى سوريا، كما تفعل روسيا اليوم، وهو أمر مستحيل أن تطلبه الرياض، ومستبعد أن توافق عليه دمشق، أو تأذن به الأمم المتحدة، كما يحدث حالياً فى اليمن، حيث تحارب القوات السعودية بموافقة من مجلس الأمن. لهذا يمنحها التحالف الدولى الغطاء الشرعى، ويمثل منظومة متكاملة من ثلاث عشرة دولة.

أما ما الذى يهم السعودية حتى تقاتل «داعش» فى سوريا، فإنها مثل الكثير من الدول، تعرف أن التنظيم سيستهدفها فى مرحلة لاحقة. ويعتقد أن الكثير من السعوديين المغرر بهم بالمئات، يقاتلون هناك، وقد حاول بعضهم العودة وتنفيذ عمليات إرهابية داخل السعودية. كما أن أدبيات «داعش» صريحة فى معاداة السعودية واستهدافها، كما كانت تفعل «القاعدة» من قبل.

والسؤال الأكثر إحراجاً، لماذا نحارب «داعش» ونترك نظام الأسد الذى ارتكب أكبر جرائم قتل وتدمير فى تاريخ المنطقة؟ أولاً، السعودية ليست دولة مجاورة لسوريا، بل يفصلها عنها العراق والأردن. وثانياً، لا تستطيع القتال هناك دون تفويض دولى، وإلا اعتبر عملاً عدوانياً، وله تبعات خطيرة. هذه تركيا حالياً ومنذ فترة تقاتل «داعش» داخل العراق وسوريا، لكنها لا تقاتل النظام السورى رغم غضبها منه منذ بداية الأزمة قبل خمس سنوات. ولتركيا أطول حدود مع سوريا، وتملك واحداً من أكبر جيوش العالم، سبعمائة ألف جندى محترف، ويصل إلى مليون فرد مع احتساب الاحتياط، ومع هذا تركيا ملتزمة بالقوانين الدولية، فلا تتدخل عسكرياً.

مقاتلة «داعش» عمل سياسى لا عسكرى فقط. ستلغى ذريعة الروس والإيرانيين التى جعلوها لهم حجة لتدمير المعارضة السورية الوطنية، التى لا علاقة لها بالجماعات المتطرفة والمقاتلين الأجانب، بل إن إضعاف «داعش» بالقضاء على معظم مقاتليه، سيعزز وضع المقاومة السورية التى طالما استهدفها المتطرفون وقوات نظام الأسد وحلفاؤه، كما نرى الوضع فى محافظة درعا جنوباً، حيث ينشط حلفاء النظام السورى فى ضرب «الجيش الحر» تحت أكذوبة أنهم تنظيمات متطرفة.

وعند وضع تصريح العميد عسيرى فى إطاره، يبدو واضحاً أن السعودية مستعدة للدخول إلى سوريا بشرطين توفر إرادة دولية، وضمن منظومة عسكرية كبيرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية