x

أحمد عبد الحليم البنية النووية التحتية لإيران.. الخاتمة أحمد عبد الحليم السبت 06-02-2016 21:18


نتيجة للجهود الإيرانية على المستوى المحلى والإقليمى والدولى، تمكنت إيران من إنشاء البنية النووية التحتية لبرنامجها النووى، وقد سعت إيران إلى ذلك لتدعيم مكانتها الإقليمية والدولية، واستعراض مدى التقدم التكنولوجى الذى وصلت إليه الدولة، وتأكيد الاعتماد الذاتى لإيران فى قضايا الدفاع عن الدولة، وزعمت إيران خلال بنائها البنية التحتية النووية أنها محاطة بقوى نووية من ثلاث جهات، من الشمال روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وكازاخستان، ومن الغرب إسرائيل «وكانت العراق»، ومن الشرق الهند وباكستان وكوريا الشمالية، كما ادعت القيمة السياسية والاستراتيجية للأسلحة النووية، وحيث توفر هذه الأسلحة: الردع، والدفاع عن الدولة الإيرانية، وزيادة التأثير السياسى والاستراتيجى الإيرانى، وتحقيق التوازن النووى فى المنطقة «خاصة مع إسرائيل»، وأن البديل لذلك هو نزع الأسلحة النووية تماماً من المنطقة.

وقد اشتملت البنية النووية التحتية لإيران على المنشآت التالية، فى بوشهر: منشأة نووية رئيسية مكونة من 2 مفاعل x 1200 ميجاوات تم بناؤها بواسطة ألمانيا. فى دار خوفين (Darkhovin): منشأة قوى نووية بمفاعل نووى 935 ميجاوات كان من المفترض بناؤها بواسطة فرنسا، إضافة لموقع كان من المخطط إنشاء محطة قوى نووية عليه مكونة من مفاعلين قوة كل منهما 300 ميجاوات تبنى بواسطة الصين. فى جورجان (Gorgah)، موقع لإنشاء محطة قوى نووية مكونة من مفاعلين، قوة كل منهما 440 ميجاوات تبنى بواسطة روسيا. فى أصفهان: المفاعل النووى الإيرانى الرئيسى للأبحاث «بدء العمل به عام 1984 وفى عام 1987 أصبح المفاعل الرئيسى للأبحاث، وموقع لبناء مفاعل 27 ميجاوات يبنى بواسطة الصين، ومفاعل صغير للأبحاث «صينى الصناعة» ثم إمداد إيران به عام 1997، إضافة لأبحاث خاصة بتكنولوجيا المفاعلات ودورة الوقود النووية واليورانيوم المخصب والعمليات النووية المختلفة. فى خرج (Karaj): مركز أبحاث طبية نووية، وموقع مفاعل أبحاث من بلجيكا. فى معلم جليه (Maallem Kaleyah): موقع مخطط لمفاعل أبحاث من الهند تم إلغاؤه، وموقع لمنشأة أبحاث نووية صغيرة خاصة بأعمال الليزر المخصب. فى سجاند (Saghand): موقع مخطط لمناجم اليورانيوم، من 5 إلى 7 سنوات بعد بدء العمل. فى طهران: مركز أبحاث نووية، وموقع مفاعل نووى 5 ميجاوات تم إنشاؤه بواسطة الولايات المتحدة، إضافة لأبحاث خاصة بالليزر المخصب، إلا أنه تم نقل معظم النشاط البحثى إلى أصفهان، كان ذلك كله هو بداية إنشاء البنية النووية التحتية لإيران، إلا أنه بمضى الوقت حدثت تطورات كثيرة فى البرنامج، أدت إلى شعور المجتمع الإقليمى والدولى بخطورة البرنامج النووى الإيرانى، وليس المجال هنا التعرض إلى ما وصل إليه البرنامج، ولكن يكفى القول أنه أثار القوى الكبرى فى العالم، والتى سعت جاهدة لإنهائه، وتمكنت فى النهاية من التوصل إلى الاتفاق النووى بين إيران والقوى الكبرى، والذى دخل حيز التنفيذ أخيراً.

والسبب الرئيسى للسباق النووى الحالى فى الشرق الأوسط هو استمرار احتفاظ إسرائيل بالقدرة النووية العسكرية، والموافقة الضمنية للغرب عموماً - والولايات المتحدة على وجه الخصوص - على تجاهل التعامل مع إسرائيل بهذا الخصوص، طبقاً لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وطالما استمرت إسرائيل متمسكة بموقفها النووى المتفرد، فسوف تسعى دول أخرى من المنطقة إلى إحراز قدرات مكافئة لإزالة الأخطار والتهديدات التى تمثلها القدرة النووية الإسرائيلية، والبديل هو قبول إسرائيل مبدأ جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية وجميع أنواع أسلحة الدمار الشامل الأخرى.

وإيران ليست الدولة الوحيدة التى تسعى لامتلاك القدرة النووية العسكرية، ولكن هناك دول أخرى قد نتعرض لها فى المستقبل، ومجموعة ثالثة من الدول ترى أن القوة النووية وحساباتها بين الدول هى «مباراة صفرية»، بمعنى أنه إما أن تتخلص المنطقة من أى قوة نووية موجودة بها، أو تسعى الدول للتوازن النووى، وهو أمر يخلق أوضاعاً غير آمنة، تعوق عمليات النمو والتطور التى يتطلبها الأمر فى العديد من دول المنطقة، وبخصوص إيران يبقى التساؤل الرئيسى: هل ستلتزم إيران بالاتفاق النووى الذى وقعته مع الدول الكبرى، أما أن الأمر مناورة مؤقتة تنتهى بانتهاء المشاكل الاقتصادية فى إيران، وتتوافر الظروف المناسبة للعودة لاستمرار البرنامج.. هذا ما سوف نتبينه فى الفترة المقبلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية