x

عباس الطرابيلي مآسى العرب.. من صنع العرب عباس الطرابيلي الجمعة 05-02-2016 21:20


عانى العرب، طوال القرن العشرين، مأساة إنسانية واحدة هى مأساة شعب فلسطين.. وبعد أن عشنا تشتت الشعب الفلسطينى ومازال، ها نحن نعيش الآن 6 مآس إنسانية.. وهكذا تتوالى المآسى.. إيه الحكاية؟

ورغم أن مأساة الفلسطينيين «كانت واحدة» إلا أننا عجزنا عن حلها.. ترى، هل يمكننا أن نواجه مآسى العرب «الجديدة» بعد أن أصبحت 6 مآس؟! نقصد ما جرى - ويجرى - لشعوب: العراق وسوريا واليمن وتونس وليبيا.. وقبلهم مأساة الصومال.. وحتى وإن كانت الأسباب سياسية، داخلية طمعاً فى السلطة والحكم.. أو خارجية طمعاً فى خيرات هذه البلاد.. ولكن كل هذه الشعوب مسؤولة عما حدث ويحدث وسيحدث لبلادها.

البداية كانت فى الصومال، بمجرد الانقلاب على محمد سياد برى فى التسعينيات وها هو الصومال تدنسه جيوش خارجية أفريقية وغيرها.. كما دنسته فى السابق جيوش إيطاليا وبريطانيا وفرنسا.. تدنسه الآن جيوش جيرانها من كينيا وإثيوبيا وإريتريا!! ويقع الشعب الصومالى ضحية كل هذه الجيوش وصراعاتها، و«الجدع» هو من يملك سلاحاً أكثر!! ربما لأنها بوابة أفريقيا الشرقية ومدخل البحر الأحمر.. وخيراتها التى ضاعت بين أطماع ذلك أو هذا.

وكان العراق هو الضحية الثانية، بدأت بأحلام صدام حسين لكى يصنع دولة عظمى وكان لابد من ضربه: أمريكياً.. وإيرانياً فارسياً، وها هو العراق يتمزق بين دولة كردية فى الشمال.. ونفوذ شيعى يتركز فى الجنوب ويصل حتى العاصمة بغداد، وكان معظم أهله من السنة.. وباتت قرارات بغداد تنتظر مباركة طهران.. وضاعت ثانى أكبر قوة عربية - بعد مصر - عسكرياً وصناعياً وزراعياً.. وإذا بحثنا عن «عقول العراق» نجدهم مشردين فى معظم دول العالم.. وهم من أكثر أبناء العرب علماً وثقافة وفكراً.

ثم كانت الضحايا التالية وجاءت هذه المرة مع بعضها ولو تحت مسمى غريب، هو الربيع العربى، ونقصد بها ليبيا وتونس وسوريا.. وها هى ليبيا لا نعرف من يحكمها الآن.. وبغياب القيادة الواحدة بات من يملك سلاحاً أكثر يتحكم فى مساحة أرض أكبر.. وتحولت ليبيا فى الظاهر إلى ولايات أو إمارات تبحث عن المنافع.. ولكن الهدف الحقيقى - لما يجرى فى ليبيا الآن - هو مصر والانقضاض عليها، وأراها المعركة الكبرى، التى تواجه مصر الآن.. وإليها يجب أن يتجه الاهتمام الأكبر المصرى.. وفضلاً عن أنها الجبهة الأخطر التى تواجه مصر الآن إلا أن خطرها يمتد إلى تونس وإلى باقى دول شمال أفريقيا.. مع احتمالات التعاون - القريب - مع السودان إخوانى التوجه والسلطة.

وتجىء تونس، ويخطئ من «كان» يعتقد أن أمورها قد استقرت لأن أصابع المخربين تتحرك باستمرار، ولو تحت لواء مشاكل البطالة والغلاء.. وما حدث فى غربها خير مثال.. ولن يتركوا تونس مهما كانت الأسباب.. وزادت بذلك موجات المهاجرين منها إلى أوروبا.

أما سوريا - نصف القلب المصرى - فهى المأساة الإنسانية الأكثر بروزاً، حتى إن أكثر من خمسة ملايين سورى تحولوا إلى لاجئين فضلاً عن مئات الألوف الذين راحوا ضحية العمليات العسكرية.. وتحولت سماؤها وأرضها إلى ميدان للحرب والعمليات الجوية التى تمرح فيها طائرات الشرق والغرب.. وهم لن يتركوا سوريا إلا بعد أن يدمروها تدميراً.. والأخطر هو أن سوريا «كانت» القوة العربية الثالثة - بعد مصر والعراق - وكانت تمثل حصن المقاومة العربية الصامد تجاه أطماع تركيا فى الشمال.. ومصالح إسرائيل فى الجنوب.. وهى الآن المأساة الأكثر بروزاً إنسانياً فى العالم كله.

ونصل إلى اليمن الذى تحول إلى نقطة وثوبٍ فارسية - إيرانية لتحقق للمتآمرين كل أطماعهم، للوصول إلى التحكم فى مدخل البحر الأحمر إلى قناة السويس شمالاً.

■ ■ وللأسف نجد من أبناء - كل هذه البلاد - من يخطط لضرب أبناء شعوبهم فى كل هذه البلاد: سوريا وليبيا واليمن والعراق وتونس والصومال.. وهم ينفذون كل أطماع الغرب بقيادة أمريكا، من الأسد إلى على عبدالله صالح إلى الغنوشى، إلى أمراء ليبيا.. وهكذا كنا نعانى مأساة شعب واحد فأصبحنا نعيش معاناة 6 شعوب، أليست هذه هى قمة المأساة.. وبأيدينا؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية