x

«المصرى اليوم» بمنزل «جوليو ريجينى»: يسكن مع مصري وألمانية وبسيط في معيشته

الجمعة 05-02-2016 18:28 | كتب: محمد القماش |
جوليو ريجيني جوليو ريجيني تصوير : آخرون

«كان شخصًا ودودًا للغاية، يلقى علىّ دائمًا التحية «هاى عمر» ثم يطلب كيس شبيسى وعلبة سجائر يفضلها ماركة LM أزرق».. هكذا بدأ عمر فتحى صاحب كشك البركة، حديثه عن الطالب الإيطالى جوليو ريجينى، الذي عُثر على جثته بها آثار كدمات وسحجات وعارية من النصف الأسفل بالجسد بطريق «مصر – إسكندرية» الصحراوى، منذ 3 أيام.

«جوليو» الذي وصل إلى القاهرة شهر سبتمبر من العام الماضى، لاستكمال دراساته العليا بالجامعة الأمريكية عن الاقتصاد والتنمية في مصر، اختار العيش بعقار مكون من 4 طوابق فوق الأراضى، رقم 8 بشارع ينبع بحى الدقى في الجيزة.

حارس العقار، حسنى السيد، أكد لـ«المصرى اليوم»، أن صاحب العقار لا يسكنه، ويُجمع له هو الإيجارات من المستأجرين.

شارع ينبع مشهور بالعقارين رقمى 5 و8 كونهما يقطنهما الأجانب من جنسيات مختلفة، وكان أشهرهم على الإطلاق «جوليو» لحديثه مع الناس والباعة وحرّاس العقارات، وتودده إليهم دائمًا سواء بالحديث أو تكليفهم بشراء مستلزمات منزلية له.

«جوليو»، كما يؤكد «حسنى» يقطن بالطابق الثانى وتحديدًا بالشقة «4»، برفقة محمد الصيّاد، وفتاة ألمانية تُدعى جوليا، مشيرًا إلى أن العقار كله يقطنه الأجانب إلا قليل، وبالطابق الأرضى مكتب تابع لإحدى السفارات الأفريقية.

المصريان الوحيدان بالعقار هما محمد الصيّاد، المحامى المقيم بشقة «جوليو»، وصاحب البلاغ باختفائه منذ 25 يناير الماضى، ومحمد منصور، وكيل نيابة، يقيم بذات العقار، بشقة يمتلكها أحد أقربائه وفد إليها بحكم عمله الحالى في القاهرة.

في تمام الساعة 8 مساءً كان الهدوء يخيم على العقار: «كلهم أجانب وأغلبهم بيحبوا يناموا في وقت مبكر للغاية، عكس ما يشاع عنهم بأنهم يحبون السهر»، يقول حسنى حارس العقار، إن «جوليو» لم يكن له أعداء بالمنطقة، أو سبق اشتباكه مع أحد، كما أنه لم يمكن يملك سيارة، وكان بسيطًا في معيشته، لدرجة أننى عرفت فيما بعد أنه طالب بالجامعة الأمريكية، وبالفعل منذ 25 يناير الماضى لم أره يصعد المنزل أو يطلب منى شيئًا كعادته، لكننى ظننت الأمر بالعادى، حتى عرفت بخبر العثور على جثته بمدينة 6 أكتوبر.

يضيف حارس العقار: «جوليو لم يكن يتردد عليه أشخاص بالشقة، وما كان يطلبه منى دائمًا لشرائه هو علبة السجائر فقط لا غير، لم ألمح في يده يومًا سوى كتابًا أو أوراقًا لم أعرف محتوياتها، لم يتحدث إلينا في شؤون تخص السياسية من قبل».

يؤكد «حسنى» حديثه رغم أنه غير دائم التواجد أمام عقار «جوليو»، كونه بالأساس يحرس عقارًا آخر، ويتخذ من غرفتين بطابقه الأراضى مسكنًا، ويذكر ابن الحارس ويُدعى «إسلام»، 13 سنة، أن الشاب الإيطالى كل طلباته كانت «دليفرى» فيما يخص المأكولات، ومواعيد حضوره إلى المنزل، لم تتجاوز 12 في منتصف الليل».

وبصعودنا إلى شقة الطالب الإيطالى، وطرقنا الباب، فتحت لنا الفتاة الألمانية تحدثت معنا بإنجليزية بطلاقة، سألنها عن المحامى «الصيّاد»، أكدت أنه ليس موجودًا، فيما رفضت هي الحديث، ووثقنا بالصور الشقة التي يقيم بها «جوليو».

والعقار يشبه في بنياته فيلا، الطابقين الأول والثانى كلا منهما شقة واحد، وباقى الأدوار على شقتين، يقول «حسنى»: شقة الطالب الإيطالى مكونة من 3 حجرات، ونظام باقى الشقق بالعقار أن يقطنه 3 أشخاص، ويبلغ قيمة الإيجار كحد أقصى 5 آلاف جنيه في الشهر.

وبعودتنا إلى صاحب كشك البركة، يقول: «جوليو كان بيستعين بىّ في شراء كافة أشيائه تقريبًا حتى الزيوت والسمن والمكرونة وغيرها من الأشياء التي لم أبيعها بالكشك، فهو لم يختلط بأحد خارج نطاقه السكنى».

وأضاف: «كل الناس هنا جوليو تعامل معهم على أساس أنهم أصدقاؤه، فهو كان أجنبيًا «شعبيا»، لما يعرفك ويثق بك يتحدث معاك كأخ، وكان أدبه لا يسمح له بألا يمر من أمامى حتى لو لم يشترى شيئا ولم يلق بالسلام «هاى عمر».

وعن المقيم بشقة الطالب الإيطالى، يؤكد صاحب الكشك أن «الصيّاد» يقيم بذات الشقة منذ 6 سنوات، وهو محامٍ بشركة كبرى، وجوليا الألمانية منذ نحو عامين، والأخيرة كانت تشترى دائمًا سجائر من عندى، و«الأول» هو كان الأكثر اختلاطا بنا، وهو شخص محترم وفى حاله، ولم يتحدث معنا على مقتل «جوليو».

ومعظم سكان العقار الذي يقطنه «جوليو»، رفضوا الحديث عن ملابسات العثور على جثته، وأكدوا أنهم شعروا بالصدمة، ووصفوا مقتله بـ«المأساة»، وأفاد بعضهم بأنهم في حالهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية