أعلن المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي، العميد أحمد عسيري، الخميس، أن المملكة على استعداد للمشاركة في أي عمليات برية قد يتفق عليها التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وقال «عسيري»، خلال لقائه بقناة «العربية»: «إذا قررت قيادات التحالف الدولي بالإجماع القيام بعمليات من هذا النوع فإن المملكة مستعدة للمشاركة في هذه الجهود».
ولاقت هذه الخطوة تأييدًا من قبل الولايات المتحدة حيث رحب بها وزير الدفاع الأمريكي، أشتون كارتر، مؤكدًا أنها «ستجعل مهام واشنطن أسهل»، فيما أعلن الكرملين أن موسكو تتابع باهتمام خطة السعودية حول إجراء عملية برية في سوريا.
والجدير بالذكر أن هذه الخطوة تأتي بعد إعلان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، تعليق المفاوضات السورية «جنيف 3» إلى 25 فبراير الجاري.
من جهته، قال الدكتور معتز سلامة، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السعودية تريد بهذا الإعلان إرسال رسالة إلى النظام السوري والروسي مفادها أن حربها في اليمن لن تؤثر على دورها في الأزمة السورية كما أن الخيارات مفتوحة لحل الأزمة بما فيها الخيار العسكري.
وأضاف «سلامة» أنه على المستوى الفعلي، فالسعودية لن تتجه إلى تدعيم خيار المواجهة العسكرية، فالإعلان يقتصر على التهديد فقط.
ولفت إلى أن السعوية تؤكد من هذا الإعلان أنها لا تزال لديها القدرة على عمل تحالفات مع واشنطن لمواجهة الإرهاب، كما أنها تبعث برسالة ثالثة للمعارضة السورية مفاده أنها ستظل داعمة لها.
وأكد «سلامة» عدم وجود توافق دولي للقضاء على «داعش» وهذا الأمر حقق مصالح لبعض الدول، فتركيا على سبيل المثال استفادت من تواجد «داعش».
بينما رأت الدكتورة نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن السياسية الخارجية السعودية تجاه سوريا تفتقر إلى الحكمة السياسية، لافتة إلى أن هذا الإعلان الثاني عقب إعلانها بصورة منفردة إقامة التحالف الإسلامي، فالكثير من الإعلانات مع عدم فعل شيء يؤثر على مصداقيتها.
وقالت «بكر» إن «الإعلان عن التحالف الإسلامي جاء بصورة منفردة لمحاربة «داعش» ومواجهة الخطر الشيعي في المنطقة، فهذا التحالف به تناقضات لعل أهمها أنه يضم جيوش 3 دول هي مصر وتركيا وباكستان لا يوجد بينها تناغم سياسي، لاسيما مصر وتركيا.. فكيف يتعاملان على أرض الواقع»، متسائلة: «ما هي العلاقة بين التحالف الإسلامي والتحالف الدولي وبأي قوات ستشارك السعودية في سوريا».
وأشارت إلى أن هذا الإعلان جاء لرغبة السعودية في أن يكون لها دور إقليمي داخل المنطقة بجانب الفزع من الاتفاق النووي الإيراني والبدء في رفع العقوبات عن طهران، فضلاً عن تعليق المفاوضات السورية السورية.
وقالت إن «داعش» سوريا مرتبط بـ«داعش» العراق، والاثنان يستحوذان على حجم أراض أكبر من حجم بريطانيا العظمى وبها كميات من البترول التي تقوم ببيعها بجانب بيع الآثار، بما يدر عليها أرباحصا مالية كثيرة جدًا، كما أن هناك أفرادصا عانوا من الحكم الشيعي انضموا إلى «داعش» بجانب وجود 30 ألف محارب أجنبي يتم توظيفهم من خلال الإنترنت.
وطالبت الخبيرة السعودية بالتعامل مع الأمر بعمق أكثر، فالمشكلة لن تحل بإنزال قوات برية، ففي حال هزيمتها سيصب في صالح «داعش»، مؤكدة أن مواجهة «داعش» تتطلب صدق نوايا دول العالم حول هدف واحد هو القضاء على «داعش» في سوريا والعراق وليبيا وليس التخلص من بشار الأسد أو القيام بدور أكبر أو التخلص من المد الشيعي، فضلاً عن ضرورة التنسيق بين القوى الدولية، لاسيما روسيا والولايات المتحدة، فاختلاف المصالح يصب في صالح «داعش».
وبالنسبة للدور المصري في مواجهة «داعش»، قالت «بكر» إن مصر تؤدي دورها في ذلك من خلال الجهود الأمنية في سيناء وإمداد التحالف بمعلومات عن «داعش» بجانب محاولة تجديد الخطاب الديني.