قال السفير هشام النقيب، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، إن مصر لن تترك أى مصرى يرغب فى العودة إلى وطنه فى أى مكان بالعالم، ولن تدخر جهدًا وستحمى جميع أبنائها فى أى مكان بالخارج.
وأضاف السفير، خلال استقباله، الخميس، بمطار القاهرة، 35 مصرياً كانوا محتجزين من قبل مجموعات مسلحة فى ليبيا وتم تحريرهم من جانب أجهزة الأمن المصرية والليبية: «عملنا على مدار أشهر بالتنسيق مع الجانب الليبى لعودة المصريين محرَّرين والوزارة تقدم كل العون لأبنائها المصريين لضمان عودتهم سالمين».
وجدد النقيب دعوته لجميع المصريين بعدم التوجه إلى الأماكن التى تشهد اضطرابات سياسية، حرصًا على حياتهم وليس تدخلًا فى حرية التنقل.
وتابع: «المصريون العائدون من ليبيا كانوا متواجدين غرب البلاد فى منطقة مصراتة وبذلنا جهدًا مكثفًا مع الجانب الليبى لتحريرهم، لأن الدم المصرى غالٍ».
وقال النقيب: «منظومة رعاية المواطن يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأمن المواطن جزءٌ لا يتجزأ من أمن مصر، وليس هناك تنازل فى ذلك».
ودعا المواطنين المصريين الذين يرغبون فى تحسين مستوى معيشتهم بالخارج للتوجه إلى وزارتى الخارجية والقوى العاملة للتأكد من صحة عقود العمل.
وأضاف: «وزارة الخارجية على تواصل مع الحكومة الليبية الشرعية لمساعدتنا فى إعادة المواطنين المصريين العالقين الذين يرغبون فى العودة لمصر».
وتابع السفير: «هناك عدد آخر من المصريين المتواجدين على الأراضى الليبية فى انتظار إنهاء إجراءات عودتهم».
وقال أحد العائدين- يُدعى عبدالحليم خليفة- من الفيوم: «أثناء عودتنا من أشغالنا فى حافلة، تم توقيفها يوم ٥ نوفمبر، وأنزلونا منها، واستولوا على كل متعلقاتنا من أوراق وجوازات سفر ونقود وتليفونات محمولة، وضعونا فى سيارة نقل بعد أن كبّلونا بالكلابشات البلاستيكية وأخذونا إلى غرفة عمليات مصراتة، ورأينا هناك الجحيم».
وأضاف: «أمضينا ليلة هناك، وتأكدوا أننا عمال ولسنا هجرة غير شرعية، لكن كل هذا لم يشفع لنا وتم حجزنا فى مكان تابع لهم لمدة ١٥ يومًا، ذقنا خلالها من العذاب ألوانًا، لا أكل ولا ماء ولا مكان يحمينا من البرد».
وتابع العائد: «سلمونا بعد ذلك إلى بلطجى أخذنا إلى البحر وطلب من كل واحد ألفى دينار أو يسلمونا لمعسكرات الهجرة غير الشرعية، فتفاوضنا معه، وقبل أن يأخذ ١٥٠٠ دينار أعطانا هاتفًا اتصلنا به على زملائنا وأحضروا لنا النقود، لكن تم تسليمنا إلى جماعة أخرى، احتجزتنا منذ ٢٥ نوفمبر إلى نهاية يناير، لكن خلال هذه المدة نجحنا فى الاتصال بالسفارة المصرية بعد أن سمعنا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يرسل طائرات لإجلاء المصريين المقبوض عليهم».
وقالت هويدا المرشدى، ٣١ عامًا، من محافظة الإسكندرية، أم لثلاثة أطفال، كانت تقيم فى ليبيا رفقة زوجها وأطفالها منذ 4 أشهر، فى مدينة مصراتة: «الجماعات المسلحة قامت باقتحام منزلنا ليلًا عقب انفجار فى إحدى المناطق ولم نعلم سبب الاقتحام، وتم القبض علينا مع مجموعة أشخاص من جنسيات مختلفة، وتم نقلنا من منازلنا داخل شاحنة إلى معسكر الهجرة غير الشرعية، وتحجّجت المجموعة المسلحة بأنه سيتم الحصول منا على معلومات حول الانفجار وسيتم إطلاق سراحنا فيما بعد».
وأضافت: «تم القبض علينا واستحوذ الخاطفون على أموال كانت فى حوزتنا وتم وضعنا داخل المعسكر بقلب الصحراء وتم فصل الرجال عن النساء وتعذيبنا لمدة شهر داخل السجن وتعذيب الأطفال وكانوا يوجهون لنا السباب وتم منع الأكل والشرب عن جميع المصريين».
وقالت جمالات صبحى مرشدى، 21 عاماً، من محافظة الإسكندرية، أم لثلاثة أطفال، إن الجماعات المسلحة اقتحمت منزلها ليلًا وتم اقتيادها ورضيعتها إلى معسكر الهجرة غير الشرعية.
وأضافت أنها تم احتجازها لمدة شهر، حيث تعرضت للإهانة والضرب داخل المعسكر من قِبَل الجماعات المسلحة عندما كانت تطالب بطعام لرضيعتها حتى تمكنت وزارة الخارجية بالتواصل معهم عن طريق أحد أقارب المصريين المحتجزين، بالقاهرة حتى تم الإفراج عنهم وعودتهم إلى القاهرة عن طريق تونس.
وقال حسن مصطفى، من محافظة المنيا: «بعد دخولنا ليبيا وتسلمنا العمل، استقبلتنا مجموعة مصرية وليبية، لكن فوجئنا بأنهم يسلموننا للجماعات المسلحة تسليم أهالى».