x

«رُقية» ..سورية من الرقة قاومت داعش على «فيس بوك» فأعدمها

الخميس 04-02-2016 13:24 | كتب: ناريمان عبد الكريم |
فتاة سورية فتاة سورية تصوير : آخرون

«تلقيت تهديدات بالقتل من داعش، وبدون شك سيلقون القبض على ويذبحونني، ولكني أحفظ كرامتي، وأهون على أن أموت ولا أعيش بذل مع هؤلاء الرجال» هكذا تحدثت رقية عن حياتها في الرقة تحت حكم داعش، حسب ما ذكر موقع صحيفة «لوموند» الفرنسية.

رقية حسن محمد فتاة سورية، كانت تعيش مع أسرتها بمدينة الرقة، التي أتخذها داعش عاصمة له، ولم تصمت على جرائم ومذابح داعش بل حاولت مقاومته بنقل كل ما يحدث عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حتى قبض عليها تنظيم داعش في يوليو 2015، وتم إبلاغ أسرتها تنفيذ الإعدام فيها في يناير الماضي.

وعلى مدار عام 2015 وتحت اسم مستعار «نيسان إبراهيم» على موقع «فيس بوك» كانت تنشر رقية تعليقات عن الحياة في مدينة الرقة تحت حكم داعش والضربات الجوية، التي تتعرض لها المدينة.

وتقول رقية في إحدى تعليقاتها على «فيس بوك» «كل يوم ممنوع، ممنوع، ممنوع، إنهم لا يفعلون شيئًا سوى المنع، انتظر اليوم الذي يسمحون لنا فيه بأي شيء».

وبالرغم من أن رقية فتاة محجبة ملتزمة كما يبدو في صورها الشخصية على «فيس بوك»، إلا أنها لم تسلم من اتهامات داعش، قائلة في إحدى تدويناتها «اليوم استجوبتني تونسية من داعش عن ملابسي وتجاهلتها واستمريت في المشي، وتمنيت لو لدى سلاحًا أصوبه نحوها وأقتلها، اتمنى أن يخلصنا الله من الذل والعيش مع هؤلاء الأشخاص الذين يفرضون سيطرتهم علينا، فلم أعد احتمل أن أكون مواطنة من الدرجة الثانية».

تدوينات رقية

وفي إحدى تعليقاتها على الضربات الجوية تقول رقية: «في السوق حيث يزاحم الناس بعضهم البعض ليس لأن عددنا كبير، ولكن لأننا جميعًا كنا ننظر للسماء وفجأة ركض الجميع، طائرات بدون طيار تحلق فوق رؤوسنا ثم انفجار، نحن لا نريد داعش ولا نريد ضربات جوية فماذا نريد تحديدًا؟».

ولدت رقية في عام 1985 من أسرة كردية ميسورة الحال في وسط محافظ، فوالدها يذهب للمسجد كل يوم، شقيقتها طبيبة، بينما درست رقية الفلسفة في جامعة حلب، وفي عام 2011 كانت رقية على رأس المظاهرات المعارضة لنظام بشار الأسد، وبعد انسحاب الجيش السوري وسيطرة الجماعات المسلحة على مدينة الرقة في عام 2013، انضمت رقية لجماعة «حقنا» التي كانت ترفض نظام الأسد كما ترفض سيطرة الجماعات المسلحة على الرقة.

وبعد فرض سيطرة داعش على المدينة وفرض النقاب على السيدات وعمليات الذبح والصلب والجلد تحت شعار سيطرة حكم الدولة الإسلامية، انضمت رقية لحملة «الرقة تُذبح في صمت» مع مواطنين آخرين، حيث كانوا ينقلون، قدر استطاعتهم كل ما يحدث في المدينة رغم استهداف داعش لهم وتعرض حياتهم للخطر.

وطوال عام2015 لم تكف رقية عن نشر تعليقاتها على «فيس بوك»، وطالما نصحها أصدقاءها للكف عن ذلك حتى لا تعرض حياتها للخطر، ومن يوم 25 يوليو الماضي لم تعد رقية تنشر أي شيء، فقد قبض عليها تنظيم داعش ووجه لها تهمة التجسس، وظلت أسرتها تزورها كل يوم في السجن، وبعد ذلك لم يعد يراها أحد.

ومرت الشهور وفي يناير الماضي ذهب أحد أشقاءها للسجن للسؤال عنها ومحاولة الوصول لها، فرد عليه أحد رجال داعش بأن شقيقته أُعدمت مع 5 نساء أخريات، دون تحديد الزمن أو الكيفية، كما رفضوا تسليم الجثمان للأسرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية