الإنجيل والقرآن يتعانقان.. يتزينان بأبهى الألوان.. هناك ترانيم وهناك أذكار، تفاسير للعهدين القديم والجديد وشتى التفاسير للذكر الكريم، تسمع فى آن واحد التراتيل والترانيم.
«المصرى اليوم» قامت بجولة فى عدد من دور النشر الإسلامية والمسيحية، والتى تزينت بالكتب الفاخرة والطباعة الأخاذة ذات الجودة العالية، والتى تنوعت ما بين كتب مقارنة الأديان وحقيقة الإنسان والدنيا والآخرة وأهداف وأزمات الحياة وما بعد الحياة، ورصدت أنه فى الوقت الذى تهدى فيه رابطة العالم الإسلامى مجلتها بنسختيها العربية والإنجليزية والتى تصدرها عن أخبار المسلمين بالمجان فى طبعتها الفاخرة، توزع طائفة الأدفنتست السبتيين، التى تربط بين العقيدة وتحقيق الأهداف فى الحياة، مجلة لها مع كتيب أنيق يحمل عنوان «مفاتيح السعادة».
وعلى بعد أمتار من دار الكتاب المقدس، الأرثوذكسية، التى تعد «الأعرق» والأقدم فى تقديم المطبوعات المسيحية، والتى مر على إنشائها نحو مائة وخمسين سنة، تنتشر طوائف جديدة فى المعرض، تعرض بضاعتها بأسعار «أقل من رمزية» وتتحمل هى التكاليف.
وقال القس رزق سعدالله، الكاهن بكنيسة الأدفنتست لـ«المصرى اليوم»: «هدفنا فى الأساس هو نشر الوعى وتقديم رسالة تثقيفية للناس، ولا نستهدف من رخص الأسعار محاولة جذب الآخرين للإيمان بطائفتنا، كما أننا لسنا مؤسسة هادفة للربح».
وأوضح: «هناك طلاب علم من جميع المذاهب والطوائف والأديان يأتون لنا، خاصة المتخصصين فى علم مقارنة الأديان ليحصلوا على ضالتهم فى المطبوعات التى نقدمها، ونحن نرحب بهم». وأكد أنه لا خلاف بينهم كطائفة والطوائف الأخرى، موضحا أن مرجعيتهم هى الكتاب المقدس والثالوث الأقدس، وأنه لا توجد فى كنيسة السبتيين ما يعرف بأسرار الكنيسة السبعة.
على الجانب الآخر، قال الشيخ عبدالرحمن طاهر، المسؤول بمكتبة التوفيقية الشهيرة ببيع أمهات الكتب التراثية: «إن الكتاب التراثى مازال يحتل الصدارة و«عليه الطلب» خاصة من طلبة جامعة الأزهر، لكن الأفراد العاديين لا يقتنون أمهات الكتب».
وتحدث الشيخ عبدالرحمن عن فئات القراء فى المكتبة، موضحا أنها تتنوع بين طلبة الأزهر الذين يشترون كتب الفقه والعقيدة، والقراء الذين يحرصون على علوم اللغة العربية وعلم الحديث، لافتا إلى أن الموسم هذا العام مختلف عن العام الماضى، حيث تتزامن فترة المعرض مع إجازة منتصف العام التى تجد فيها الأسر متسعا كبيرا من الوقت.
واتفق معه عبدالله النميرى، ممثل رابطة العالم الإسلامى فى المعرض، سعودى الجنسية، قائلا لـ«المصرى اليوم»: «أنا متفائل جدا بإقبال الناس هذا العام»، موضحا أن العام الماضى كان المناخ فيه سيئا، فضلا عن «المخاوف الأمنية» تحسبا لوقوع عمليات إرهابية، وأكد أن الكتب التراثية تجد رواجا كبيرا ولكنها تظل فى الوقت الراهن محصورة بين الفئة الأكبر عمرا، نظرا لاختلاف الاهتمام الثقافى والعلمى بين مختلف الأعمار.