هل نستمر فى عقاب الألتراس، أم نعفو عنهم؟.. هل نضعهم فى السجون، أم فى مُقل العيون؟.. هل يعودون للمدرجات، أم يذهبون للزنازين؟.. هل نضربهم على قفاهم، أم نجلس معهم ونبحث مشكلاتهم؟.. لا أحد ينكر تطاولهم على رموز الدولة.. ولكن هل يستمر العقاب، بسبب تجاوزاتهم ضد المشير طنطاوى؟.. وهل مبادرة الرئيس بداية لصفحة جديدة، أم ستبقى مجرد مبادرة رئاسية والسلام؟!
السؤال: هل الحكاية تتطلب عفو المشير طنطاوى شخصياً؟.. وهل الحل فى يد المشير نفسه؟.. وهل تدخُّل المشير يحل أزمة مستعصية وتنتهى الليلة.. أم أن الحكاية لن تُحل ما لم يقدم القضاءُ من يتحمل دم الألتراس، فى مذبحة بورسعيد؟.. أعرف أن المشير طنطاوى رجل خلوق، ومتسامح.. وأعرف أن الألتراس تجاوز فى حق المشير.. فهل يكفى اعتذار الأهلى.. أم ينبغى اعتذار الألتراس نفسه؟!
المثير أن مبادرة الرئيس لم تلق تأييداً كاملاً.. هناك من ثمَّنها لاحتواء الشباب، وإنهاء أزمة الرياضة، وحضور الجماهير.. وهناك من زايد على مبادرة الرئيس، وقال لابد من القبض عليهم.. والغريب أن يكون «الأهلى» هو من طلب القبض عليهم.. والأغرب أن مرتضى منصور أيضاً قال إنه يختلف مع مبادرة الرئيس، وطلب وضعهم فى السجون تأديباً لهم.. مع هذا فإن مبادرة الرئيس تفتح باب الحل!
ما قاله الرئيس يكشف بالفعل عن حسن نيَّة، ويكشف عن رغبة الرئيس فى إنهاء الملف والمضى قدماً.. وأظن أن مداخلته مع عمرو أديب كانت تعنى أن هذا الملف زاد عن حده، وينبغى إيجاد حل له.. عملياً تم عقاب الألتراس.. وتم عقاب جماهير الكرة المصرية أيضاً.. المهم أن ننطلق للمستقبل، خاصة إذا كنا ننظر إليهم على أنهم أولادنا وجزء منا كما قال الرئيس نفسه.. وهى بداية على أرضية جيدة فعلاً!
وكما يقال، فقد ألقى الرئيس الكرة فى ملعب الألتراس.. والآن عليهم أن يبادروا بالحوار مع الرئاسة، بعد أن فتح لهم باب الحوار.. فقد خاطبهم قائلاً «رشحوا عشرة منكم بتثقوا فيهم، ويتم إطلاعهم على النتائج اللى تم التوصل إليها حتى الآن، والموضوع مش سرّ، ولازم تطلعوا على كل شىء برعاية الرئاسة».. وأعتقد أنهم ينبغى أن يعودوا إلى رشدهم، والتصرف كرجال، لا كشباب طايش أو «صايع» كما يقال!
احتواء الشباب مهم.. المبادرة الرئاسية جيدة فى هذا الاتجاه، لعدم تركهم لمن يلعب فى رؤوسهم.. وإذا كانت هناك أجهزة فشلت فى التعامل معهم، فلجنة الشباب والرياضة بالبرلمان كفيلة بإدارة هذا الحوار بالتوازى مع الرئاسة.. مؤسسات الدولة ينبغى أن تعمل مع بعضها.. قضية الألتراس سوف تظل معلقة ما لم تجد حلاً مرضياً.. تدخل الرئيس محمود.. هو نفسه أثنى على الجماهير فى نهائى كرة اليد!
لا تتعاملوا مع شباب الألتراس باعتبارهم شوية عيال طايشة.. ولا تتعاملوا معهم على أنهم «سفلة».. فقد رأوا دماء زملائهم بأعينهم، ولم يتم القصاص لهم.. عاملوهم كأبنائكم.. نفذوا مبادرة الرئيس لإنهاء الملف وطىّ صفحة الأزمة.. وإن كان على المشير طنطاوى «حقك علينا».. فقد سبق وتحمل سفالات الإخوان!