x

القرآن والإنجيل يتعانقان ويتزينان بأبهى الألوان في معرض الكتاب

الثلاثاء 02-02-2016 14:55 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تزايد الإقبال في اليوم السادس بمعرض الكتاب تزايد الإقبال في اليوم السادس بمعرض الكتاب تصوير : أيمن عارف

«القرآن والإنجيل يتعانقان.. يتزينان بأبهى الألوان.. هناك ترانيم وأذكار، تفاسير للعهدين القديم والجديد وشتى التفاسير للذكر الكريم، تسمع في آن واحد التراتيل والترانيم»، وذلك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ47، التي تستمر حتى 10 فبراير الجاري.

«المصري اليوم» أجرت جولة على عدد من أجنحة دور النشر الإسلامية والمسيحية بالمعرض، والتي تزينت بالكتب الفاخرة والطباعة ذات الجودة العالية، وفي الوقت الذي تهدي فيه رابطة العالم الإسلامي، مجلتها التي تصدرها عن أخبار المسلمين بنسختيها العربية والإنجليزية بالمجان، توجد مجلة مقابلة لها مع كتيب أنيق يحمل عنوان «مفاتيح السعادة»، توزعها طائفة الأدفنتست السبتيين، يربط بين العقيدة وتحقيق الأهداف في الحياة.

وعلى بعد أمتار من دار الكتاب المقدس الأرثوذوكسية بالمعرض، والتي تعد الأعرق والأقدم في تقديم المطبوعات المسيحية، تنتشر طوائف جديدة في المعرض، تعرض بضاعتها بأسعار «أقل من رمزية» وتتحمل هي التكاليف، وهو ما فسره القس رزق سعد الله، الكاهن بكنيسة الأدفنتست، لـ«المصري اليوم»، قائلا: «هدفنا في الأساس هو نشر الوعي وتقديم رسالة تثقيفية للناس»، واستدرك: «لا نستهدف من رخص الأسعار محاولة جذب الآخرين للإيمان بطائفتنا، كما أننا لسنا مؤسسة هادفة للربح».

وأوضح: «هناك طلاب علم من جميع المذاهب والطوائف والأديان يأتون لنا، خاصة المتخصصين في علم مقارنة الأديان، ليحصلوا على ضالتهم في المطبوعات التي نقدمها»، مؤكدا أنه لا خلاف بينهم كطائفة والطوائف الأخرى، وأن مرجعيتهم هي الكتاب المقدس والثالوث الأقدس، بينما لا توجد في كنيسة السبتيين ما يعرف بأسرار الكنيسة السبعة.

على الجانب الآخر، وفي مكتبة التوفيقية، الأشهر في بيع أمهات الكتب التراثية، مثل «المحلى بالآثار» لابن حزم الظاهري و«الأم» للإمام الشافعي و«نيل الأوطار» للشوكاني و«إحياء علوم الدين» لأبي حامد الغزالي، وغيرها من كتب مقارنة الأديان والتي تتناول حياة المسيح من منظور إسلامي.

وقال الشيخ عبدالرحمن طاهر، المسؤول بالمكتبة، إن الكتاب التراثي مازال يحتل الصدارة وعليه الطلب، لكن الأفراد العاديين لا يقتنون أمهات الكتب، موضحا أن المكتبات الكبرى في الجامعات والمؤسسات الثقافية العامة، هي التي تشتري كتاب يصل إلى 20 مجلدا مثلا.

وتحدث طاهر عن نوعية القارئ في المكتبة، فهناك طالب الأزهر الذي يشتري كتب الفقه والعقيدة، والقارئ الذي يحرص على علوم اللغة العربية وعلم الحديث، لافتا إلى أن الموسم هذا العام مختلف عن العام الماضي، حيث تتزامن فترة المعرض مع إجازة منتصف العام التي تجد فيها الأسر متسعا كبيرا من الوقت.

وهو ما اتفق معه فيه السعودي عبدالله النميري، ممثل رابطة العالم الإسلامي في المعرض، قائلا لـ«المصري اليوم»، «أنا متفائل جدا بإقبال الناس هذا العام»، موضحا أن العام الماضي كان المناخ سيئا، فضلا عن «المخاوف الأمنية» تحسبا لوقوع عمليات إرهابية.

وأكد النميري أن الكتب التراثية تجد رواجا كبيرا، ولكنها تظل في الوقت الراهن محصورة بين الفئة الأكبر عمرا، نظرا لاختلاف الاهتمام الثقافي والعلمي بين مختلف الأعمار.

وفي صالة أخرى، وجدنا ممثل «كنيسة الأخوة»، وهي طائفة لا علاقة لها بالطوائف الثلاث الأرثوذوكسية والكاثوليكية والإنجيلية المعروفة في مصر، وأفاد جورج خلف، ممثل الكنيسة في المعرض، بأنها لم تنشأ في مصر، ولكن لها أتباعها في عدد من المدن والمحافظات، مبررا رخص أسعار الكتب لدى المكتبة بأنهم لا يتلقون تمويلا من أحد، حتى يتحملوا الخسارة أو تراجع هامش الربح لديهم، وأشار إلى أن الشباب هم أكثر الفئات إقبالا على اقتناء كتبهم على اختلافها، سواء عقائدية أو نفسية أو تفسيرية أو اللاهوتية.

لكن القس مرقس، ممثل كنيسة الإيمان الرسولية، رفض شكلا وموضوعا وبنبرة حادة، الحديث لـ«المصري اليوم»، قائلا: «لا نتحدث إلى الصحافة ولا نريد أن يعرف عنا أحد أي شئ، نحن هنا فحسب»، مكتفيا بالقول أنه صعيدي وأخذ يمزح في خارج إطار ما يقدمه بالمعرض، ولكن اللافت أنه لم يكن يقدم شيئا سوى ما يعرف بـ«عجلة النبوة»، والتي تجسد صفات المسيح وعدد من المنشورات ودعوة أخرى للتبرع من أجل الكنيسة.

فيما قال حسن حمزة، ممثل دار الإيمان السورية، إن المصحف الشريف، يحظى بإقبال كبير في الشراء والاقتناء، خاصة المصحف الموضوعي الذي يتميز بألوانه البديعة المختلفة تبعا لقواعد الشرح والتعليم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية