x

علي والي التعليم أساس التقدم ولكن بشرط علي والي الإثنين 01-02-2016 21:23


كلنا نتمنى الخير لأبنائنا. ولذلك نحاول إعطاءهم أحسن تعليم. وكثيرون يؤمنون أن مصر لن تتقدم بدون خلق نظام تعليمى جيد، وأن مهاتير محمد ركز على التعليم لتطوير ماليزيا، وأن الصين طورت التعليم وبعد ذلك تطور اقتصادها لكن لابد أن نسأل نفسنا سؤالين:

السؤال الأول: كم سنة نحتاج لكى نطور جيلا جديدا متعلما؟ الإجابة: 15 سنة على الأقل.

السؤال الثانى: ما هو المتوقع أن يتم إذا تخرج هذا الطالب المتعلم تعليما جيد جداً ولم يجد عملاً جيداً في مصر يرقى إلى طموحاته؟

الإجابة: سيحاول جاهداً البحث عن وظيفة جيدة خارج مصر في دبى، أبوظبى، السعودية أو غير ذلك، وسيشجعه أهله على السفر إلى الخارج قائلين «مفيش فرص عمل في مصر» ولكن قلوبهم تتقطع من سفر أولادهم.

وسنكون صرفنا الكثير على التعليم ولم نستفد ولكن الذي استفاد هي الدول الأخرى.

يا سادة، المشكلة ليست في تطوير التعليم ولكن في خلق نظام يستفيد من المتعلمين.

أحب أن أقولها ثانياً: يوجد الكثير من المصريين حالياً الذين تعلموا تعليما جيدا في مصر أو خارجها. تعلموا في جامعات أو في شركات عالمية أو في حكومات وعلينا بالبدء بالاستفادة بهم أولاً ثم نفكر في تطوير التعليم.

علينا البدء بالاستفادة بالكفاءات المصرية لكى نعمل سوياً لزيادة إيرادات الدولة والتى منها ممكن أن نصرف على التعليم والصحة والبنية التحتية.

في مباريات كرة القدم، الفوز بالمباراة يتم بتسجيل الأهداف بين الثلاث خشبات. أي شىء غير ذلك يكون غير مُجد. نفس الشىء لتطوير الدولة علينا بوضع أيدينا على الأسباب الرئيسية التي تعوق نجاحنا لأن أي شىء غير ذلك يكون غير مجد.

التعليم أساسى ومهم جداً لتطور الأمم ولكن يا سادة الدول التي تقدمت هي التي وضعت أولاً أنظمة للاستفادة من الكفاءات التي تعلمت جيداً. لقد أشرت في مقالاتى السابقة أن المشكلة في مصر ليست الـ6.4 مليون موظف بالدولة فهؤلاء نتيجة وليس السبب.. نفس الشىء بالنسبة للفساد بالجهاز الحكومى فهو نتيجة وليس السبب الرئيسى. ولذلك ليست علينا مكافحة الفساد ولكن مكافحة السبب الرئيسى الذي يخلق الفساد.

السبب الرئيسى هو ضعف كفاءات المديرين بالصف الثانى وعددهم 11430 مدير ونتيجة لعدم تطوير مهاراتهم تزداد البيروقراطية ويزداد البطء الحكومى في كل شىء ويزداد الفساد ونفقد الكثير من فرص الاستثمار ومعها نفقد الأمل في مستقبل أفضل.

علينا أن نبدأ بوضع نظام يسمح لنا بجذب الذين تعلموا إلى هذه الوظائف من داخل أو من خارج الجهاز الإدارى. ومن داخله أولاً لأنه يوجد الكثير من الكفاءات الذين تشرفت بالعمل معهم شخصياً في وزارات الاستثمار والنقل والتخطيط ولكن كل ما يريدون هو النظام أو الآلية التي تمكن الدولة من الاستفادة من خبراتهم لتحقيق نمو اقتصادى. وبعد ذلك نفكر فيمن هم خارج الجهاز الإدارى وهم كثيرون. وبعد ذلك نفكر في تطوير التعليم للأجيال الجديدة لأننا سنكون بذلك قد وضعنا الأساس لكى تستفيد مصر منهم في المستقبل وليست الإمارات أو السعودية أو أمريكا أو غيرها.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية