لا أعتقد أن لدى الرئيس وقتاً ليسأل حتى عن هذا الاسم، أو يطالع رسومه، ولماذا تم توقيفه، لو الرئيس تابع عمليات القبض والتوقيف الأخيرة لهاله الأمر، الشباب بيتقبض عليه لأهون سبب، كل يوم قبض قبض قبض، اللى بِنّام فيه بنصحى فيه، ننام على القبض على «محب دوس» محرر ورقة «تمرد»، نصحو على القبض على «إسلام جاويش» محرر «الورقة»، وبينهما أسماء وأسماء، أخشى أننا لا نعرفهم!
لا أنا شاب يبغى لايكات أصحابه، ولا أنا ثورى ناشط فى المصائب، مررت من حاجز الخمسين بصعوبة بالغة، وهن العظم منى واشتعل الرأس شيباً، ولست بطالب ولا مطلوب، وبتشتم بالأم والأب وأُلعن يومياً ع السبحة حتى من بعض هؤلاء الموقوفين.
أنا طالب منكم العدل وقبل العدل الرحمة وقبل الرحمة رؤية رجل محب مخلص لوطنه، بجد يا ريس أنا محبط وأنا أصلاً عضو فى نادى الأمل، قبض قبض قبض، أنا قلبى مقبوض قوى، هناك روح شريرة تلبست البلد، روح تستكثر على شاب أن يعبر عن نفسه وجيله بورقة وقلم.
روح تتجسد إغلاقاً وتوقيفاً وقبضاً وترويعاً، روح تقبض الأرواح، تشفط أكسجين الحرية من هواء المحروسة، تنفث فى وجوهنا هواءً فاسداً، طالعها يا ريس، «ورقة» إسلام جاويش، ورقة لا تحمل متفجرات ولا أحزمة ناسفة ولا طلقات رصاص، رسوم جيل جديد لجيل جديد، وأفكار من باب التجديد، للأسف جيلنا صار لا يحتمل صقيع الشتاء، ولا حرارة الرسوم.
سيادة الرئيس، لا يعقل أبداً أن تطلق عام الشباب وسط الشباب فى الأوبرا وهناك من يخرب العام فى أيامه الأولى، هناك بين الأجهزة الأمنية من يترصد الشباب، ويقف لهم على الواحدة، على الرسمة، على البسمة، على الحركة، الشباب بيكلم نفسه، هوه فيه إيه؟
صعب يا ريس، غلبنا نقول مطلوب مراجعة الأسماء فى الحبس الاحتياطى (إلا المجرمين)، سيادتك تفرج باليمين عن شباب، وهناك من يقبض بالشمال على أضعافهم، سيادتك تبحث للشباب عن فرص عمل وغيرك يخطف الورقة من يدى رسام، مفارقة، حاجة تجن الجن وتعفرت العفريت وتجيب إحباط.
طبعاً هتشتم تانى وتالت ورابع، مش مهم، ولكن لا خير فينا إن لم نقلها، يا ريس فيه حاجة غلط، «ورقة» إسلام جاويش ليست الورقة الأولى الموؤدة، دعوا الزهور تتفتح، والشباب يرسم، ويُشْعِر، ويغنى، لا أطلب منكم إقامة مهرجانات شبابية، وفنية، واستعراضية، فقط تخفيف القبضة الأمنية.
يقيناً، أكتب بكامل حريتى، ولكن من حق غيرى أن يكتب، ويرسم، ويعارض بذات القدر من الحرية، المعارضة صحة للنظام، ليست تخريباً، صناعة الكرتون أرحم علينا من صناعة المتفجرات، الأوراق المنشورة أفضل من الأوراق السرية، التجمعات الشبابية أبداً ليست كالتجمعات الإرهابية، لماذا الإصرار على تكتيل الأعداء، لماذا خلط الشامى على المغربى، أيستوى من يرسم على الورق ضحكات ساخرة مع الذى يرسم على الورق خططاً مجرمة؟! يقيناً هناك فرق.
يا ريس هناك من يصدِّر عن البلد صورة سلبية يومياً، بورقة، سيادتك رجل حقانى ولا تقبل الظلم، وياما فى الحبس مظاليم، وأمامكم فرصة لإحداث اختراق حقيقى فى ملف الحريات، 25 يناير عدت على خير، ودخلنا على فبراير، معقول هنعيش طول السنة خايفين من بعض، ونتحسب لأوراق ورسوم وكتابات بعض.
هناك رسمة ضد النظام وألف معه، مقال ناقد ومثله عشرات مؤيد، برنامج ناقم، وبرامج محبة، ومحب دوس ليس عدواً لكم، و«جاويش» ليس إرهابياً، ورسومه عفوية، والتمرد عنوان جيل، وكسرة النفس وحشة، والوحشة فى الوطن صعبة.
يا ريس هناك من يتاجر باسمكم فى الخسارة، نخسر يومياً بمصادرة ورقة، نعطيهم ورقة، مستمسك علينا، بلد يقيم معرضاً للكتاب، ويقبض على رسام، هؤلاء هم وقود الكتابة، هم حبر الكتب، هم الإبداع الذى يجب أن نحتفى به، يا ريس خد الكتاب بقوة، وأَخْلِ سبيل هؤلاء (إلا المجرمين) بقرار رئاسى تدخل به التاريخ كما دخلته يوم خلعت الإخوان باسم الشعب، واجعله عام حرية الشباب، فرصة أخيرة سانحة فلا تضيعها.. حفظكم الله.