احتفلت أسرة «المصرى اليوم»، أمس، بمجلس اتحاد كرة اليد، بعد الفوز بالبطولة الأفريقية، والتأهل لأوليمبياد ريو دى جانيرو.
ونظمت الجريدة ندوة حضرها خالد حمودة، رئيس الاتحاد، وأعضاء مجلس الإدارة: كرام كردى، وناصر السويسى، ومنى أمين، وإيهاب العزب، المدير التنفيذى للاتحاد، وثلاثى المنتخب الفائز باللقب الأفريقى: كريم هنداوى، ومحمد علاء «لوكا»، وأحمد علاء «لوكا».
وسادت أجواء من الفرح بعد احتفاء أسرة «المصرى اليوم» بأبطال الكأس، والتقطوا معهم الصور التذكارية، وحرصوا على تفقد الجريدة مع الزملاء، الذين تقدَّمهم محمد السيد صالح، رئيس التحرير، الذى وجَّه الشكر للحضور لتلبيتهم الدعوة، واحتفالهم بالكأس وسط الزملاء. وأهدى الحضور لقب بطولة الأمم الأفريقية للجماهير المصرية التى احتشدت وراء الفريق داخل الصالة المغطاة، خصوصاً فى المباراة النهائية أمام تونس، كما تحدثوا عن أسرار وكواليس التتويج، وفتح أبطال اليد وأعضاء اليد قلوبهم فى الحوار التالى
فى البداية، قال خالد حمودة، رئيس الاتحاد، إنه يهدى كأس البطولة لروح المرحوم أحمد كمال حافظ، عضو مجلس الإدارة، الذى وافته المنية أثناء فعاليات البطولة. وأثنى حمودة على اللاعبين الذين حصدوا اللقب، وأكدوا أن الشباب المصرى قادر على تحقيق المستحيل لو جاءته الفرصة، ونجحوا بكل جدارة واقتدار فى استعادة الزعامة الأفريقية التى افتقدناها طوال الفترة الماضية. وتابع: لن نقف عند ما تحقق، وسنسعى لتحقيق الإنجاز فى الأوليمبياد المقبلة، فضلاً عن تحقيق نتيجة مشرفة فى كأس العالم التى ستستضيفها فرنسا مطلع العام المقبل.
والتقط كرام كردى أطراف الحديث، وقال: «مهما قلت فإننى لن أستطيع أن أوفى جميع أفراد منظومة كرة اليد حقهم، بداية من اللاعبين والجهاز الفنى، وصولاً لجميع العاملين فى المنظومة»، مشدداً على أن «الجميع بذل ما فى وسعه من أجل رفعة اللعبة ووضعها فى المكانة التى تليق بها إلى أن كلل الله جهودنا بالبطولة الغالية التى تحققت فى ظروف غاية الصعوبة، والتى لم تكن لتتحقق إلا بجهد وعرق اللاعبين والجهاز الفنى الذين تحملوا فوق طاقتهم من أجل إسعاد الجماهيرالمصرية، وهو ما يفوق أكثر بكثير البطولة التى فزنا بها، والتى ستضعنا فى التصنيف الثالث فى المجموعة بدلاً من التصنيف الخامس الذى كنا عليه فى آخر أوليمبياد شاركنا خلالها».
وقال ناصر السويسى، إن الاتحاد نجح فى حصد جميع البطولات التى شارك فيها، مؤكداً أن الجميع سيسعى خلال الفترة المقبلة لحصد الميدالية الأوليمبية، وتحقيق نتيجة متميزة فى بطولة العالم المقبلة، التى نسعى للمنافسة خلالها.
أضاف أن الاتحاد الحالى لا مكان لديه لكلمة «التمثيل المشرف»، وأن التمثيل المشرف- من وجهة نظره- هو الفوز بالبطولات وتحقيق الميدالية، وليس أى شىء آخر.
فيما أثنت منى أمين على التنظيم الرائع للبطولة من جميع القائمين عليها، من بدايتها إلى نهايتها، مشددة على أن البطولة الأفريقية أكدت للجميع أن مصر قادرة على استضافة أى أحداث رياضية مستقبلية، وأنه بمقدورها تنظيم أى بطولة عالمية، خصوصاً أن التنظيم الباهر للبطولة الأفريقية يضاهى تنظيم الأوليمبياد وبطولات العالم.
وتوجه إيهاب العزب، المدير التنفيذى للاتحاد، بالشكر للاعبين والجهاز الفنى الذين تحملوا فوق طاقتهم خلال الأيام الماضية من أجل رفع اسم مصر عالياً، ووضعها فى المكانة التى تستحقها على رأس الدول الأفريقية، مشدداً على أن الفترة المقبلة ستشهد تركيزاً شديداً من الجميع من أجل تحقيق حلم الفوز بميدالية أوليمبية فى ريو دى جانيرو.
وتمنى كريم هنداوى، حارس المنتخب، استمرار الالتفاف الإعلامى والجماهيرى حول اللعبة. وقال إنه وزملاءه لا يبحثون عن مجد أو شهرة، ولكنهم جميعاً يرغبون فى الشعور بالمسؤولية، حيث إنها عندما توفرت خلال الشهور الثلاثة التى سبقت البطولة جعلت اللاعبين يشعرون أنهم تحت الضغط الإعلامى الشديد، «ما دفعنا جميعاً لتقديم أفضل ما لدينا للفوز بالبطولة».
وأبدى هنداوى سعادته بأنه وزملاءه تسببوا فى عودة الجماهير للالتفاف حول لعبة اليد، وعودتهم لتشجيعها من جديد، مؤكداً حاجته هو وزملائه إلى الانتقاد من متخصصين فى اللعبة لإلقاء الضوء على سلبياتهم والعمل على تلافيها وإيجابياتهم وتعزيزها خلال المرحلة المقبلة.
وتوجه هنداوى بالشكر لمنتخب الطائرة الذى تفوق على نفسه ونجح هو الآخر فى الصعود للمشاركة فى أوليمبياد ريو دى جانيرو بالبرازيل.
فيما قال محمد علاء «لوكا» إن الجمهور المصرى أثبت للجميع أن المباريات ليس لها طعم أو لون بدون وجوده، وأنهم كانوا على أعلى قدر من درجات الأدب والرقى فى التشجيع طوال مباريات البطولة، وكانوا بمثابة اللاعب رقم واحد فى جميع المباريات، وأشاد لوكا بالالتفاف الجماهيرى حول المنتخب ودعمه حتى حقق حلم الجماهير بتحقيق الفوز بالبطولة الأفريقية.
وقال أحمد علاء «لوكا» إنه وزملاءه وضعوا هدفاً نصب أعينهم من حوالى ثلاثة أعوام، وهو تحقيق الفوز باللقب الأفريقى للمشاركة فى أوليمبياد ريو دى جانيرو. وأضاف أنه لا يفرق معه المشاركة بشكل أساسى أو احتياطى، وأن الأهم لديه هو المساهمة مع زملائه فى تحقيق البطولات حتى ولو من مقاعد المتفرجين، خصوصاً أن المشوار لا يزال أمامه طويلاً فى الملاعب.
■ ما تعليقك حول ما تردد فى الصحف التونسية بشأن مجاملة الحكم لمصر فى المباراة النهائية.
- خالد حمودة: «ما تردد فى الصحف التونسية، ومواقع التواصل الاجتماعى، ليس له أساس من الصحة، ولكن علينا أن نقدر الحالة النفسية التى عليها الجانب التونسى بسبب انتزاع كرة اليد المصرية الريادة الأفريقية من أنيابهم بعدما كانوا مسيطرين عليها طوال السنوات الثمانى السابقة، وعلينا ألا نكرر الخطأ الذى حدث عقب مباراة مصر والجزائر فى كرة القدم، والذى تسبب فى أزمة سياسية بين البلدين، بالرغم من العلاقات القوية التى كانت تربط شعبى الجزائر والقاهرة، وتوقع حمودة أن يراجع الجانب التونسى تصريحاته، خصوصاً أن رئيس الاتحاد التونسى كان متواجداً فى الاستاد يوم المباراة، ولم ترضه تلك التصريحات».
■ إلى أى لاعب يعود الفضل فى الفوز بالبطولة؟
- كرام كردى: لعبة اليد لعبة جماعية، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نقول إن هناك لاعباً بعينه تسبب فى تحقيق الفوز بنتيجة مباراة، أو ترجيح كفة فريقه فى تلك المباراة، فالفضل يعود للجميع، وعلينا أن نتذكر أن مروان رجب، المدير الفنى للفريق، قام بتغيير 6 لاعبين دفعة واحدة فى مباراة الجزائر، وهذا يدل على أن الجميع بنفس المستوى. وأشار كرام إلى أن سياسة المنتخب المصرى دائماً هى الاعتماد على الجماعية، بدليل أن جميع اللاعبين يقومون بالتهديف.
■ وماذا عن طموحاتكم فى الأوليمبياد المقبلة؟
- كريم هنداوى.. هاننحت فى الصخر خلال الأوليمبياد المقبلة لتحقيق ميدالية أوليمبية ولن نقبل بالعودة دون شىء، خصوصاً أن الجماهير تعول علينا الكثير ولن ترضى بديلاً عن مناطحتنا للعظماء فى ريو دى جانيرو، وأننا تركنا أولادنا وبيوتنا من حوالى 7 أشهر من أجل تحقيق الحلم والعودة لمنافسة العظماء، لأن مصر سجلت من قبل ضمن عظماء اللعبة الثمانية، وحققت رابع عالم ولن نرضى بديلاً عن تلك الطموحات.
■ وهل الاحتراف سيدق أبواب لاعبى منتخب اليد بعد الفوز بالبطولة الأفريقية؟
- محمد علاء «لوكا».. الأندية الأوروبية لديها أمور تحكم عملية الاحتراف يأتى على رأسها عامل اللغة، بدليل أن نظراتهم كلها تنصب نحو تونس بسبب اللغة وتصدرهم الدول الأفريقية المتميزة فى اللعبة خلال الفترة الماضية، فضلاً عن أن البعض منا يفضل البقاء فى وظيفته بالقاهرة حتى لا ينتهى الاحتراف ونعود بعد ذلك بلا عمل، ولكن بالرغم من ذلك لدينا 4 لاعبين محترفين، بخلاف أحمد الأحمر.
■ وهل هناك فرصة للدفع بوجوه جديدة خلال الفترة المقبلة؟
- أحمد علاء.. كابتن مروان رجب، دائم البحث عن العناصر الجديدة لتدعيم الفريق بها بدليل ضمى للمنتخب خلال الفترة الماضية لافتاً إلى أنه لم يشعر للحظة واحدة منذ تصعيده أنه صاعد أو ناشئ، حيث يعامل الجهاز الفنى الجميع على أنهم نجوم كبار قادرون على تحمل المسؤولية فى جميع المباريات، سواء كانت رسمية أو ودية.
■ وهل حدث تنسيق مع الألتراس قبل البطولة لضمان عدم حدوث أى مشاغبات؟
- منى أمين.. اتحادنا لا يتعامل مع الألتراس على الإطلاق، لأنهم ليس لهم أى كيان شرعى ولا نتعامل معه على الإطلاق ولكننا لا نعترف إلا بالروابط الرسمية للجماهير والتى بالفعل عقدنا معها العديد من الجلسات والاجتماعات التحضيرية قبل البطولة لضمان خروجها بالصورة اللائقة، خصوصاً قبل مباراتى الدور قبل النهائى والنهائى، وبالفعل كانوا عند حسن الظن بهم وكانوا من أهم أسباب إنجاح البطولة وخروجها بالصورة التى أبهرت الجميع.
■ وهل ما حققه المنتخب بسبب عاملى الأرض والجمهور؟
- كرام كردى.. لا شك فى أن عاملى الأرض والجمهور لعبا دوراً كبيراً فى تحقيق الفوز ولكن هذا لا ينفى أننا نجحنا فى تكوين فريق عالمى قادر على إعادة أمجاد مصر عالمياً ووضعها فى المكانة التى تليق بها وسط عظماء اللعبة فى العالم وهى المكانة التى تليق بلعبة اليد المصرية، التى نجحت فى صنع تاريخ لها.
■ هل الاتحاد الحالى واجه صعوبات أو عراقيل من الاتحاد السابق؟
- خالد حمودة.. تسلمنا كرة اليد فى أصعب ظروفها، فى ظل مسابقات متوقفة وحكام لا يعملون لفترات طويلة وكانت حالة مصر صعبة بسبب ظروف حظر التجوال وأعمال الشغب والعنف التى كانت موجودة فى تلك الفترة، وبالرغم من ذلك نجحنا خلال العام الكئيب «2013» فى حصد 3350 ميدالية وهو عدد رهيب يصعب على أى اتحاد تحقيقه بسبب إصرارنا وعزيمتنا ورفضنا التسليم بسياسة الأمر الواقع وغيرنا مواعيد المباريات والتدريبات لتقام فى التاسعة صباحاً لضمان انتظام المسابقات، وخاض اللاعبون بطولات والغاز المسيل للدموع فى أعينهم وبسبب إصرارنا هذا عدنا لعرش اللعبة من أوسع أبوابه ولن نتنازل عن مزاحمة الكبار والفوز بمكاننا الذى يليق بنا.
■ وماذا عن قلة قيمة مكافآة الفوز بالبطولة الأفريقية؟
- كريم هنداوى.. بالمناسبة نحن لا ننظر إلى قيمة المكافأة المادية، وكل ما يشغلنا فقط هو التقدير المعنوى وفرحة الجماهير التى لا تساوى شيئا، ويكفى أن أقول لكم إننى لم أنام منذ الفوز بالبطولة لأننى لم أرَ فرحة فى حياتى مثل التى رأيتها، وإنه لا يحزنى عدم الحصول على مكافأة مناسبة بقدر ما يحزنى خسارة لقب أو خسارة أحد من زملائى.
■ هل تشعرون بأن لعبة اليد بدأت تحصل على حقها بعد الفوز بالبطولة؟
- كرام كردى.. اهتمام وحق مؤقت لن يدوم طويلاً بسبب الاهتمام بلعبة كرة القدم التى قد يصل تصنيفها العالمى إلى المركز 70 على العالم، وينصرفون عن لعبتنا التى تحتل المركز الـ14 على العالم، وهذا ما يحزننا ويؤلمنا بشدة، ونتمنى أن يفطن له الجميع، خصوصاً أننا لا نبغى إلا مصلحة اللعبة التى أعدناها للطريق الصحيح وبات لدينا اتحاد إلكترونى لنهديه على طبق من فضه للذى سيأتى بعدنا.
■ هل سيتم تجديد الثقة فى مروان رجب، المدير الفنى لقيادة المنتخب فى الأوليمبياد؟
- حمودة.. بكل تأكيد مروان رجب صنع إنجازاً كبيراً للفريق ونجح فى تجميع اللاعبين حوله، وهو مدرب واعد أعتقد أنه سيكون من أفضل مدربى اللعبة فى مصر، كما أنه مخلص لعمله جداً، ويكفى أنه لم يكن ينام أثناء البطولة، بسبب درجة تركيزه الكبيرة على أى فريق نواجهه، والحقيقة أنه لعب دورا كبيرا فى التتويج باللقب.
■ أخيراً.. والسؤال للوكا.. لو عاد بك الزمن للوراء هل كنت تفضل أن تكون لاعباً لكرة القدم أم اليد؟
- بالتأكيد كرة اليد، ليس تحيزاً للعبتى التى أعشقها، لكن بالفعل أنا ليس من طبعى أن أنظر لغيرى، وراض تماماً بما قسمه الله لى، وأنا سعيد بكونى لاعباً فى منتخب مصر لليد، ويكفى أننى جزء من الفرحة التى عاشتها الجماهير المصرية مؤخراً، وطموحاتى فى اللعبة بلا حدود، ولن أكتفى أنا وزملائى بما تحقق، لكن انتظروا المزيد.