x

حكايات من داخل «مُخيم الطفل» بمعرض الكتاب (تقرير)

الإثنين 01-02-2016 17:18 | كتب: نورهان مصطفى, شروق إسماعيل |
مخيم الطفل مخيم الطفل تصوير : اخبار

خيمةٌ بيضاء كبيرة على أطراف معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته السابعة والأربعين، كانت توحي بوجود رُكنٍ هادئ، بعيدًا عن صخب الزوّار ومُهاترات البائعين، ولكن كُلمّا اقتربت منها، تسمع صيحات وضحِكات الصغار. وفي الداخل كانت «البهجة» حاضرة، حيثُ لُطخت أيديهم الصغيرة بالألوان والصلصال. لتكتشف أنّ هذا الحيز هو «خيمة الطفل». وعلى الرغم أنّها مُخصصه للأطفال، إلا أنّها جذبت أنظار الكِبار والصغار من زوار المعرض مُنذ بدأ افتتاحه في السابع والعشرين من يناير الحالي.

وتُقسم الخيمة التي تُقام أنشطتها يوميًا، وتبدأ من الساعة الواحدة ظهرًا وحتى السادسة مساءً، إلى عدة أقسام؛ أولها قسم «التلوين» والذي تجمعت حوله الأطفال لمُداعبة الفرشاة والألوان على أوراق ناصعة البياض، وأخر للأعمال اليدوية بأنواعها المختلفة، فصنَعت أيادي الصغار لوحات من الكورشية، وعرائس من خيوط بسيطة، فيمّا تجمّع العديد من الأطفال حول مُدرب وطفل صغير جلسا على منضدة صغيرة بصُحبة بعض الأقلام وشرائح نحاس رفيعة، ثُم بدأ الطفل الصغير الذي بدا أنّه يعرف كيفيه الرسم على النحاس بتعليم الصغار الآخرين.

مخيم الطفل2

وعلى الناحية الأخرى، جلست سعاد محمد، أخصائية في الإدراة العامة لقصور الثقافة، على منضدة أخرى داخل الخيمة، والتفَ حولها الصغار ليضعوا ورق الكورشية المبروم على اللوحات البيضاء، ويشكّلوا الخيوط البسيطه فتخرج فى هيئة عروس. وعن الخامات المستخدمة، فتقول سعاد: «الخامات كلها مجانية، الطفل ما بيدفعش حاجه».

وفي حيزٍ أخر مُخصص لصناعة الخرز، وقفَ عدد من الفتيات يُراقبنّ بحرص ما يحدث، فبجوار منضدة صغيرة تطوّعت 3 سيدات ليعلموا الأطفال كيفية صناعة الحلي والعرائس المصنّوعة من الخرز. ميرفت ابراهيم هى واحدة من مُعلمات صناعة الخرز فى خيمة الطفل، والتي تتلّخص وظيفتها، كمّا شرحت هي، في تعليم الكبار شغل «الإبرة والخرز»، ولكنها قررت أنّ تشارك في تعليم الأطفال بمخيم الطفل داخل أروقة معرض الكتابه. وتشرح شغفها بتعليم الأطفال، قائلة: «الحرف اليدوية أوشكت على الإندثار، وعلينا تشجيع الأطفال والشباب للمحافظة على تُراثنا».

مخيم الطفل3

كمّا تقدم الخيمة ورش مجانية للأطفال والكبار في عدة مجالات، بالإضافة إلى إتاحة هيئة قصور الثقافة الفرصة لتسويق منتجات الأطفال النهائية. لولا أنّ الخيمة بعيدة عن أنظار الزوار نسبيًا، فلا يستطيع جميع الزوار معرفة مكان تواجدها خاصةً، كمّا تقول «ميرفت»: «حاولت أقول لإدارة المعرض يعلنوا عن خيمة الطفل بخريطة على بوابة الدخول، لكن ده ما بيحصلش».

وخارج الخيمة وقفَ، محمد نجاح، الفنان المُتخصص في صناعة الخزف والفخار يوميًا، وكأنّه حاوٍ على «دولاب» مُخصص لصناعة الفخار، ليُعلم الأطفال كيفية صناعة الفخار، وهي السنة الثالثة على التوالي التى يحضر بها «نجاح» معرض الكتاب، واصفًا مُهتمه خلال أيام المعرض بـ: «أنا بشتغل والطفل بيتفرج»، بجانب اشتراك بعض الأطفال «الموهوبين»، كمّا وصفهم «نجاح» في صناعة أشكال متنّوعة من الخزف.

ويوضّح «نجاح» طرق صناعة المنتجات المصنّوعة، من خلال عدة خطوات؛ أولها تجهز «طين» الفخار بإخراج الهواء من داخلها، ثُم تُعجَن وتوضَع على الدولاب الخشبيّ للتشكيل، وبالتالي يشاهد الطفل مراحل تصنيع أي شكل يرغب الطفل فى رؤيته «وردة، فازة، تمثال»، وأخيرًا تدخُل إلى الفرن ثم تُلون بألوان حرارية، وفى نهاية أيام المعرض توضع المنتجات النهائية للعرض.

مخيم الطفل

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية