x

«حقوق الإنسان» شعار «القمة الأفريقية»

السبت 30-01-2016 22:13 | كتب: جمعة حمد الله, وكالات |
صورة تذكارية للمشاركين فى القمة الأفريقية بأديس أبابا صورة تذكارية للمشاركين فى القمة الأفريقية بأديس أبابا تصوير : اخبار

بدأت فعاليات القمة السادسة والعشرين للاتحاد الافريقى، السبت، والتى تستمر على مدى يومين فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور 35 زعيماً ورئيس حكومة أفريقية، بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فيما تتمثل أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة فى مناقشة مسألتى الحوكمة والانتخابات والالتزام بالمبادئ الدستورية، فضلاً عن تمويل الاتحاد.

وقالت نيكوزانا ديلامينى زوما، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى، فى كلمتها فى افتتاح القمة، إن أفريقيا قارة غنية، لكن هناك تناقضاً، حيث إن أغلبية مواطنيها يعيشون فى الفقر، مؤكدة ضرورة معالجة هذا التناقض.

وطالبت زوما الرؤساء والقادة الأفارقة بضرورة بحث مقترح المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى بتسهيل حرية تنقل الأفراد داخل القارة، مشيرة إلى أن عام 2016 هو عام حقوق الإنسان فى القارة، لافتة إلى ضرورة التعجل فى عملية التحول واحترام حقوق الشعوب فى التعليم والصحة وتعزيز الموارد ومياه الشرب والطاقة والعيش فى كنف السلم وبيئة سلمية بعيدة عن التطرف، والحق فى إنشاء الجميعات وحرية التعبير والإعلام. وقالت زوما: «إننا نقدر التقدم فى هذه المجالات لكنه تقدم بطىء».

وتطرقت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى قضية الصحراء الغربية، وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة المساعدة على تسوية هذه القضية، وقالت: «إنه على مدى 25 عاماً لم تحل القضية، وهناك جيل كامل يعيش فى المخيمات».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، الذى شارك فى أعمال القمة السبت، إنه يحضر القمة كآخر مرة بصفته أميناً عاماً للأمم المتحدة، مشيداً بقرار القادة الأفارقة التركيز على موضوع حقوق الإنسان فى القمة، وبصفة خاصة حقوق المرأة.

وأشار كى مون، فى كلمته بالقمة، إلى أهمية هذا الموضوع من أجل الحفاظ على السلم والأمن ومكافحة التطرف والنهوض بالتنمية المستدامة، مؤكداً ضرورة مشاركة المرأة بفاعلية فى المجتمع وفى مفاوضات السلام.

وأوضح كى مون أن الاتحاد الأفريقى أخذ على عاتقه مجموعة من الالتزامات المهمة فى مجال حقوق الإنسان والمرأة، على رأسها بروتوكول مابوتو والمحكمة الأفريقية، مطالباً الدول الأفريقية بالتصديق على تلك الالتزامات وتحويلها إلى واقع. وقال: «لجنة حقوق الإنسان فى السودان قامت بعمل رائع، ومحاكمة حسين حبرى فى السنغال تعد علامة مهمة فى العدالة الدولية».

وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة بدور الحكومات الأفريقية فى المحكمة الجنائية الدولية، قائلاً: «الحكومات الأفريقية لعبت دوراً حاسماً فى المحكمة التى لعبت دوراً مهماً فى رعاية حقوق الإنسان فى العالم»، مشدداً على أنه ينبغى مساءلة القادة الذين يحكمون بينما يُذبح المدنيون باسمهم.

وعبَّر كى مون عن قلقه من عدم تشكيل الحكومة الانتقالية فى جنوب السودان حتى هذه اللحظات، وقال: «وفى بوروندى أرحب بمقترحكم لحل الأزمة، ونحن على استعداد للوقوف بجانبكم، والأمن والسلم وحقوق الإنسان تتحقق عندما نقوم بحماية حقوق الآخرين».

وأشار بان كى مون إلى أن 17 دولة أفريقية ستذهب قريباً إلى صناديق الانتخابات، قائلاً: «أشيد بالقادة الذين كانوا على استعداد لترك السلطة أو تركوها واحترموا الدستور، وأدعو الجميع أن يحذوا حذوهم».

وأكد الأمين العام أن استراتيجيات مكافحة الإرهاب التى لا تستند إلى احترام القانون لن تكون مثمرة، مشيداً بدور القارة فى حفظ السلم والأمن فى القارة، موضحاً: «سننتهى قريباً من اتفاقية شراكة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى لمواجهة الإرهاب وتحقيق السلم والأمن فى القارة».

ولفت كى مون إلى أن القوات الأفريقية تمثل العمود الفقرى لقوات حفظ السلام، وأن الحوار بين مجلس الأمن وبين السلم والأمن فى القارة يسهم فى الفهم المشترك بين الجانبين، مضيفاً: «نشعر بالخزى عندما نعلم أن قوات حفظ السلام تسىء وتستغل السكان المحليين، فنحن نرفض ذلك»، وطالب فى نهاية كلمته بالعمل على جعل العالم خالياً من الحروب.

وشارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، السبت، فى فعاليات الجلسة المغلقة التى عقدها زعماء الدول الأفريقية لمناقشة أهم الموضوعات المدرجة على جدول أعمال قمة الاتحاد الأفريقى العادية السادسة والعشرين، وذلك قبل الافتتاح الرسمى للقمة.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس أكد خلال مناقشة البند الخاص بتمويل الاتحاد أهمية بحث سُبل زيادة الموارد المتاحة لتنفيذ البرامج والمشروعات الطموحة التى أقرتها القمم المتعاقبة على نحو مستدام، أخذاً فى الاعتبار البدء فى تنفيذ «أجندة 2063» باعتبارها الرؤية الاستراتيجية لتحقيق التنمية الشـاملة فى القارة الأفريقية، فضلاً عن ضرورة تفعيل ما أقرته القمم السابقة من تعزيز مساهمة الدول الأعضاء فى تمويل أنشطة الاتحاد بشكل تدريجى بهدف تغطية كامل الميزانية التشغيلية، وزيادة نسب مساهماتها المخصصة لتغطية الميزانية البرامجية وميزانية حفظ السلام، تفعيلاً لمبدأ «الملكية الأفريقية»، والتزاماً بمسؤولية أبناء القارة أنفسهم عن مستقبلهم ودرءاً لأى مشروطية أو اعتبارات انتقائية ترتبط بتلقى تمويل خارجى، وما قد يترتب على ذلك من الافتئات على أحقية القارة فى صياغة أولوياتها وتحديد الغايات التى تسعى لتحقيقها. وذكر يوسف أن الرئيس نوه كذلك بأهمية بحث سُبل تفعيل آليات مصادر التمويل البديلة مع مراعاة المرونة اللازمة، بحيث تختار كل دولة الآلية الملائمة لها وفقاً لظروفها وقوانينها وأنظمتها الداخلية مع التزام الدول الأعضاء بسداد مساهماتها فى الآجال الزمنية المقررة بما يتيح للمفوضية الموارد اللازمة للاضطلاع بمسؤولياتها.

وأوضح أن الرئيس أشار إلى ضرورة تعزيز مساهمات الدول الأفريقية فى تمويل أنشطة الاتحاد، مشيراً إلى ضرورة مواءمة السياسات والتوجهات الخاصة بالشركاء مع أولويات القارة واحتياجاتها.

وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أشار إلى أن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمى يفرض على القارة الأفريقية إيلاء المزيد من الاهتمام بترشيد الإنفاق وضمان الالتزام باتباع نظم محاسبية ورقابية دقيقة والسعى لتطوير آليات فعالة لتقييم ما يجرى تنفيذه من برامج ومشروعات ورصد المردود منها ضماناً لحسن توظيف موارد الاتحاد المحدودة.

ولفت المتحدث الرسمى إلى أن السيسى أكد أن مصر ستواصل العمل مع الدول الأفريقية الشقيقة، ومن خلال المنظمة العريقة، لضمان توافر الموارد اللازمة لتنفيذ برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإنجاز رؤية أفريقيا 2063 كقارة مزدهرة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية