x

مكاوي سعيد التصوف طريق الإسلام مكاوي سعيد السبت 30-01-2016 21:39


بمناسبة معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى ينعقد حاليا بأرض المعارض بمدينة نصر فى الفترة من (27 يناير حتى 10 فبراير) فضّلت أن أستعرض معكم بعض الكتب التى تعرض به وأرى أنها مهمة حتى لو كانت متفقة أو مختلفة مع السائد والشائع؛ المهم أن تكون نتاج جهد بحثى متميز وتنير مناطق غفلنا عنها، أو حتى تثير الجدل وتستدعى النقاش حولها بما يفيد القارئ والمهتم. ومن هذه الكتب التى لفتت نظرى ودعتنى للإشارة إليها؛ كتاب «التصوّف: طريق الإسلام الجوانية» تأليف: إيريك جوفروا وهو أستاذ الحضارة الإسلامية فى جامعة مارك بلوخ (سترازبورج/ فرنسا) وفى المعهد العالمى للفكر الإسلامى (باريس) ومتخصص بالتصوف المقارن وبرهانات الروحانيات فى العالم المعاصر. والترجمة لعبدالحق الزمورى الباحث خريج جامعة السوربون، والنشر لدار «كلمة» 2010، وكتاب التصوف يبدأ من بداية تقليدية تُعرّف بالتصوف وتحدد من هو الصوفى؟ وتطرح أهداف التصوف وأبعاده المتنوعة التى منها تطهير الروح ومعرفة الله، أن تموت الذات.. وأن تحيا من جديد بالله. ومن تعريفات التصوف المذكورة فى الكتاب قول «الشبلى»: ليس التصوف إلا عشقًا، فهو يحفظ القلب عن كل ما عدا الله؛ ولا وجود لغير الله. وقول «ابن باخيلا»: من تكلم فى التصوف فهو ليس بصوفى؛ ومن ادّعى التصوف فو ليس بصوفى؛ أن تعيش التصوف هو أن تذهل عنه. وبالنسبة لمعنى كلمة «تصوف» بحسب أغلب الكتّاب الروحانيين، فإن مصطلح «صوفى» هو فى جوهره شديد الغموض، وبالتالى يصعب أن يكون له اشتقاق جاهز أوحد. ومن بين المعانى المقترحة، اثنان يمكن القبول بهما من الناحية اللغوية. وهما فى الواقع متكاملان. المعنى الأول، وهو معنى لا مادى كما أنه الأكثر استعمالا، وقع اشتقاقه من الفعل العربى «صُفّى» (أى وقع تطهيره) «من صافاه الحب فهو صافٍ، ومن صافاه الحبيب فهو صوفى». أما الاشتقاق الثانى فيرجع كلمة صوفى إلى الصوف. ومن المحتمل أن يكون الرسول (صلى الله عليه وسلم) قد أمر أصحابه بلبس كساء مرقع من صوف، «عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان فى قلوبكم» (رواه حاكم). وكان النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) يلبس على شاكلة من سبقه من الرسل، لباس الصوف كما روى خادمه أنس بن مالك، وكان صحابته يحذون حذوه تأسيًا بتواضعه. ثم يتناول الكتاب الأدبيات الصوفية خاصة فى القرن الثالث عشر الذى عرف بالعصر الذهبى للصوفية. ففيه وقع تأليف الأعمال العقائدية نثرًا، وأيضًا الشعر الصوفى والرسائل التربوية الصغيرة وكتب التدريس المتعلقة بقواعد الحياة وغيرها. ثم نأتى لأهم مواضع الكتاب عن التصوف والتشيع وأوجه الخلاف والتماثل بينهما. بقطع النظر عن تقاربهما العقائدى، فإن العلاقة بين التصوف والتشيع لم تكن على مر القرون علاقات غزل متبادل. كان هناك فى أغلب الأحيان تنافر بين هذين الصنفين من الباطنية، فالمتصوفة المنتمون عادة إلى طبقة علماء السنة، يوقّرون عليًّا ويظهرون الكراهية للشيعة، والشيعة لأن مرجعيتهم الوحيدة هى الإمام، ينظرون إلى مشايخ الصوفية باعتبارهم اغتصبوا حق الإمام. وأينما قام للشيعة حكم، عرف التصوف أحد مصيرين: الاختناق أو الطرد. كان ذلك هو الحال فى مصر الفاطمية، وأكثر منه فى إيران الصفوية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية