x

ياسر أيوب يد وقدم المشير طنطاوى ياسر أيوب السبت 30-01-2016 21:44


وسط صخب وضجيج الشائعات والتفاسير حول الغاز الذى تسلل إلى أرض ملعب أسوان أثناء المباراة الودية لكرة القدم بين مصر وليبيا..

ولماذا اضطرت الشرطة لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أثناء اللعب.. ومع فرحة مصريين كثيرين جداً بمنتخبهم القومى لكرة اليد الذى فاز أمس الأول على أنجولا، ولعب أمس نهائى البطولة الأفريقية.. لم ينتبه أو يهتم ويتوقف كثيرون أمام ذهاب المشير محمد حسين طنطاوى إلى مقصورة الصالة المغطاة باستاد القاهرة لمتابعة مباراة مصر وأنجولا لكرة اليد..

وقد توقفت كثيراً أمام مشهد المشير طنطاوى الذى حرص على أن يكون وسط الجماهير المتابعة والمشجعة لمنتخب مصر لكرة اليد..

فمن المؤكد أن الرجل لم يذهب إلى هناك بحثاً عن أضواء واهتمام وإعلام.. فهو لم ولن يتحدث مع أحد عن ذلك، ولم يذهب إلى هناك بحثاً عن أى كاميرا أو ميكروفون.. ولم يكن ليذهب إلى مباراة كرة يد لو كان يريد لفت انتباه أى أحد، وكان يكفيه إعلان استعداده لفتح صندوق ذكرياته وحكاياته حين كان الرجل الأقوى فى مصر، الذى يحكمها ويدير شؤونها بعد ثورة حقيقية وبين نظامين متناقضين.. فالرجل الصامت ذهب أمس الأول لاستاد القاهرة كمواطن مصرى عادى يعشق الرياضة التى لايزال يستمتع بالفرجة عليها، يجد فيها راحته وفرحته..

تماماً كما كان طيلة العشرين سنة الماضية يجلس فى أحد المقاعد الخلفية باستاد القاهرة يتابع مباريات منتخب مصر كأى عاشق حقيقى لكرة القدم أو نادى الزمالك الذى لم يخف المشير طنطاوى أبداً انتماءه له.. وشجَّعتنى رؤية المشير طنطاوى فى الصالة المغطاة أمس الأول على التفكير فى مطالبته بالكلام عن الرياضة.. فإن كان حديثه عن الجيش والثورة يفيض بالأسرار والأشواك والحساسية.. فالرجل يمكنه الآن على الأقل الكلام عن الرياضة..

وستكون شهادة مهمة على الرياضة المصرية فى عشرين سنة.. فالمشير طنطاوى هو الذى أعاد تأسيس أندية عسكرية محترفة تلعب كرة القدم.. هو الذى أخرج الرياضة فى المفهوم العسكرى المصرى من تدريبات لياقة واستعداد بدنى لائق ولازم لكل ضابط وعسكرى إلى نشاط احترافى وترفيهى وإنشائى أيضاً، سواء لبناء أندية كثيرة للجيش أو ملاعب فى كل مكان للاستخدام الرياضى المصرى..

وكانت هناك تفسيرات غريبة لهذا التحول، أهمها أن المشير طنطاوى استخدم الرياضة كإحدى أدواته لتأسيس جمهورية الضباط فى مصر.. وكانت قوة المشير طنطاوى أو احترام الناس له أو خوفهم منه سبباً مباشراً سواء لتعطيل بعض القوانين الرياضية أو لتشجيع آخرين على تأسيس أندية رياضية محترفة مثل وزارة الداخلية أو قطاع البترول.. ومن المؤكد أن المشير طنطاوى لديه حكايات كثيرة وشهادات حقيقية.. مهمة وضرورية أيضاً..

عما جرى للرياضة المصرية طيلة الأعوام الكثيرة الماضية.. كما أن شهادته مهمة أيضاً عن مذبحة استاد بورسعيد قبل خمس سنوات.. ولم أصدق يوماً أن الجيش المصرى مسؤول عنها.. وبقى المشير طنطاوى طيلة هذه السنوات متهماً من البعض دون أن يتكلم الرجل ولو مرة واحدة يحكى فيها عما جرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية