x

مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس ترد على الهجوم بسبب جنازة «عروسي أتليدم»

الكنيسة: نصلي للاحياء مهما كان معتقدهم ولكن في الموت فتصلي الكنيسة على المنتمين لها فقط
السبت 30-01-2016 03:36 | كتب: تريزا كمال |
عروسا المنيا - صورة أرشيفية عروسا المنيا - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أصدرالمجلس الإكليريكي التابع لمطرانية المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، بيانًا بشأن الصلاة على العروسين المتوفين في قرية إتليدم التابعة لمركز أبوقرقاص.

بدأ البيان بتقديم التعزية والشعور بالألم لوفاتهما في مقتبل حياتهما الزوجية، وتفهم مشاعر الذين تألموا لاعتذار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن الصلاة على أحدهما، في ظل احترام جميع الآراء، وما قيل في الإعلام، وما قيل على صفحات التواصل الاجتماعي، وما صدر من إهانات عن بعض المسؤولين، وقال بيان المجلس الإكليريكي إن كل هؤلاء منا كل الحب والتقدير، مهما كان ما قيل أو الطريقة التي قيل بها.

وأكد البيان أن الأمر له شقان: شق عقائدي وشق إنساني، وفسر البيان ان راعي الكنيسة الارثوذكسية في الشق الأول سلك بحسب قانون الكنيسة، مع عرضه استعداده لتقديم شيء من المرونة على قدر المساحة المتاحة.

وأضاف بيان المجلس الإكليريكي أن «الكنيسة ملتزمة بالصلاة عن جميع الناس- مهما كان معتقدهم- ما داموا أحياء، ولكنها عند الوفاة تصلي لأجل المنتقل على إيمانها وعقيدتها، طالما أن الصلاة ستتم فيها! فالصلاة على المنتقلين تحوي داخلها كل عقيدة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة تطلب من الله في مراسم الصلاة: «ثبّتنا على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير».

كما أن الكاهن الارثوذكسي التزم يوم سيامته كاهنًا بأن يثبت على الإيمان الأرثوذكسي إلى النفس الأخير، وخلال الصلاة على المنتقل نقول: «عبيدك المسيحيين الأرثوذكسيين.. إذا المشكلة تتلخص في اعتذار الكاهن الأرثوذكسي عن الصلاة حسب معتقده المفوض بتتميمه، بينما المتوفي وأسرته وذويه لا يؤمنون بهذا المعتقد، فكيف تكون هناك مشكلة هل يقبلون بالصلاة لم يقوموا بها من قبل».

وأشار البيان أنه إذا تحجج البعض بأن الكنيسة الرسولية صغيرة، فكيف تزوج بها ولم يطلب أن يتزوج بالتالي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أم أن الأمر في الزواج عقيدة وفي الوفاة إنساني؟! الزواج عقيدة، والصلاة على الأموات عقيدة أيضًا.

ولفت بيان مطرانية المنيا إلى أن الكنيسة الرسولية ليست بعيدة عن المشيّعين، فهي تقع على بعد أمتار من الكنيسة القبطية في نفس القرية، وإذا كان القسيس في إجازة هناك دائمًا من يحل محله في مثل تلك الظروف، من ناحية أخرى فإن الزوجة المتوفية قام أهلها بالصلاة عليها في الكنيسة الرسولية في بلدتها شوشة التابعة لمركز سمالوط، دون أيّة ضجّة أو مشكلة، وهو الأمر الذي يحدث دائمًا ودون متاجرة بالحدث، أن يُصلّى على كل شخص في الكنيسة الذي ينتمي إليه.

وتابع البيان إن «إخوتنا البروتستانت لا يؤمنون بجدوى الصلاة على الراقدين، ولا بالكهنوت ولا البخور، وبالتالي فكيف يهاجمون بعض قادتها الكنيسة الأرثوذكسية، لأنها لم تصلِّ على شخص رسولي توفي وهو يتبعهم في معتقده؟ إن لفي هذا تناقضًا واضحًا ..!!».

وتساءل البيان عن أن هذا الشخص- والذي آلمنا خبر انتقاله- كانت كنيسته وهو حي وحتى قبيل انتقاله بيوم واحد: هي الكنيسة الرسولية، والآن وهو متوفي كيف نُدخله رغمًا عنه في كنيسة كان قد رفضها! أم أن الأمر يخص عائلته وليس هو، وإذا كان الأمر كذلك فأين كانت عائلته وهو مصرٌّ على الزواج في كنيسة أخرى؟

أمّا من جهة البعد الإنساني، فأكد البيان عرض راعي الكنيسة الارثوذكسية على أسرة المتوفي حلًا وسطًا يرضيهم وفي الوقت ذاته لا يخالف به القوانين الكنسية، ولكنهم رفضوا، كما عرض عليهم استقبال العزاء في قاعة الكنيسة القبطية ولكنهم رفضوا ذلك ايضًا، ومع هذا قام الآباء الكهنة بتقديم واجب العزاء لأسرة المتوفي، وستظل رعايتهم لهم جميعًا في جميع نواحي حياتهم أمرًا لا مزايدة عليه، كما أن أسرة المتوفي تربطها علاقة طيبة ومتينة بالآباء الكهنة هناك.

وتابع البيان: «أمّا الحديث عن المحبة والتسامح فهو لا يتعارض مع الإيمان بالمعتقد، فالمسيح وهو المحبة ذاتها لم يتفاوض في الإيمان والعقيدة».

واختتم بيان المجلس الإكليريكي بمطرانية المنيا، بكلمة عن إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هي الكنيسة التي لم تحد عن الإيمان القويم، منذ جاء إليها القديس مار مرقس في القرن الأول وحتى الآن، ومع ذلك فنحن لا نسفّه آراء الآخرين بل نحترم الكل فيما يذهبون إليه، إنما فقط نتمسك بعقيدتنا وندافع عنها ونشرحها، مسامحين كل من يتطاول علينا أو يسيء إلينا باسم التسامح والمرونة والحب.

وتابع: إن كان هناك كثيرين ممن أساءوا لا تهمهم في الحقيقة لا الكنائس ولا المتوفي نفسه! ولو كانت الإساءة والتطاول يمكنها أن تجعل الكنيسة تتخلّى عن إيمانها أو تتفاوض فيه، لحدث ذلك منذ قرون حين كان السجن والنفي والقتل .

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية