أصدرت جبهة الإبداع المصرية، بيانًا، مساء الثلاثاء، تعليقًا على حبس الشاعرة فاطمة ناعوت، نددت فيه بالحكم الصادر بحبس الكاتبة، لكتابتها رأيًا خاصًا على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وجاء في نص البيان: «يبدو أننا اليوم في حاجة ﻷن نكتب نعيا أكثر من حاجتنا لكتابة بيان.. فما بين حبس إسلام البحيري لاجتهاده في محاولة تجديد الخطاب الديني للحكم على المنتجة رنا السبكي بالحبس لإنتاجها فيلما سينمائيا أجازته الأجهزة الرقابية بالدولة، واليوم نستيقظ على حكم جديد ينال من الكاتبة فاطمة ناعوت لرأي ذكرته في صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.. فإن الدولة التي كنا نظن أننا نحيا فيها قد ماتت ونحن الآن نحيا في دولة كانت تحلم بها جماعة نجحنا في نزعها من الحكم في ٣٠ يونيو ٢٠١٣.. دولة لا تعترف إلا بالسمع والطاعة ولا تعترف بخلاف الرأي ولا تعرف إلا التنكيل بمن يخالفها الرأي سواء بالعنف الجسدي أو بالعنف الفكري».
وأضافت «الجبهة» في بيانها: «كنا نظن أننا صوتنا بنعم على دستور يحمي حرية الفكر والتعبير وحرية الاعتقاد والعقيدة ويستمد روح الشريعة الإسلامية في مواده.. تلك الشريعة التي أعطت للإنسان حتى حرية الكفر في حد ذاته (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ولكن يبدو أن بيننا من يظن نفسه أكثر حرصاً على حماية الدين من الدين نفسه ومن نصب نفسه مدافعا عن الإسلام ضد وجهات النظر التي تخالف رأيه الشخصي معتقدا أن وجهة نظره ناموساً إلهياً ( إلا يذكرنا هذا بمنطق جماعة الإخوان ذاتهم ؟».
وتابعت في بيانها: «إن كثافة دعاوى الحسبة التي نصحوا عليها يوميا تعيد إلينا ذكريات الايام البغيضة التي عشناها مع قضية الدكتور نصر حامد أبوزيد وغيره.. ولا بد أن ننتبه أن دولة الدستور والحريات التي كنا نحلم بها تنتهك يومياً تحت وطأة تلك الدعاوى.. يبدو أن اغلبنا اليوم يترحم على دكتور فرج فودة بينما لو كان حياً كنا سنشهد نفس من يترحمون عليه يحاكمونه»
واختتمت الجبهة بيانها: «خلاصة فنحن ضد التهم الجاهزة التي تستخدم لردع أي محاولة للتفكير حتى لو كنا نختلف مع تلك المحاولة وعلى رأس تلك التهم تهمة ازدراء الأديان التي تحولت لكلمة بغيضة ضد روح الدين ذاته وكما تضامنا مع اسلام البحيري في قضيته ومع حرية الابداع في قضية المنتجة رنا السبكي فنحن اليوم نتضامن مع الكاتبة فاطمة ناعوت ضد فاشية بعض افرادالشعب الذي يريد كتم أي صوت لا يتفق ومايراه ويجد في منافذ القانون ما يمكنه من رفع دعاوى الحسبة البغيضة».
كانت محكمة جنح الخليفة المنعقدة، بمجمع محاكم زينهم، قضت برئاسة المستشار محمد الملط، الثلاثاء، بمعاقبة الكاتبة فاطمة ناعوت
، بالسجن ٣ أعوام وتغريمها ٢٠ ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الدين الإسلامي.